مقال: لماذا فشل حراك 29 نيسان الشبابي في غزة؟

الكاتب إبراهيم المدهون
الكاتب إبراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

بداية علينا أن نسأل هل نحن في قطاع غزة بحاجة لحراك شبابي؟! وإن كنا نحتاج أين نوجهه؟ وكيف ومن يوجهه؟! وهل الشباب يمتلكون بوصلة واحدة وهم يجمعهم؟ وهل لهم رؤية وقيم ومنظومة فكرية تحركهم للأمام على بصيرة؟ ولماذا حتى اللحظة الحراك المتوالي يخرج ضعيفا هشا وينتهي بمهزلة اقل ما يقال أنها فضيحة لأي قوى شبابية تشارك؟ فتنعكس النتيجة على المجتمع وعلى الطموح الشبابي بشكل سلبي. حقيقة انا حزين جدا على تفكير الشباب الذين يريدون تحريك الشارع وتغيير المعادلات، وهم غير قادرين على استبصار الواقع والتعمق فيه، وما زالوا منصبين ومتمركزين على ذواتهم وشخوصهم وتحركهم مجموعات فصائلية وأمنية وسياسية هنا في غزة وهناك في الضفة، أو شخصيات بعيدة تطمع بالعودة على ظهورهم لواجهة العمل، فللأسف ما زال بعض الشباب أسارى أهوائهم وأطماعهم الشخصية الضيقة، لهذا يسهل احتوائهم من المنظومة المتحكمة في الساحة الفلسطينية، فتخرج هذه التحركات بهذه الصورة الباهتة المحزنة. غزة لا تحتاج حراكا ضد النظام السياسي الموجود فيها، فباختصار لا يوجد نظام سياسي فيها أصلا، فهي ليست سوريا أو مصر أو تونس أو حتى ليبيا واليمن، غزة أرض محتلة ومحاصرة ومعزولة ومحاربة خارجيا، وسبب المعاناة هو الاحتلال الإسرائيل والتآمر الإقليمي والدولي، وأي حراك وجهد لا يستهدف الاحتلال مباشرة ولا يعاديه ويحشد الطاقات ضده لن يكتب له إلا الفشل والضياع، كما أننا نعيش حالة انقسام وتشتت وتشرذم سياسي وجغرافي، والاطراف المختلفة قوية ولها جمهورها وشبابها وآلياتها. كما يلاحظ في أي حراك شبابي بروز أطماع فردية، لدرجة ان بعضهم قاطع الحراك لأنه من غير دور مركزي، ولا كلمة ولا مسمى، وهذه الاطماع مكشوفة ومثار تندر وتفكه في القطاع الشبابي، وأضحوا يشار لكل شاب يتحرك هنا أو هناك، فيعرفون أصله وفصله، ومن يحركه ومن يعطيه الأوامر وما غرضه وماذا يريدون من وراء حماستهم، وإلى أي مدى يمكن ان يصل كل منهم. شباب غزة للعلم من أروع الشباب في الوطن العربي، والقطاع الأشمل والاعم والاكبر منهم يلزم الصمت، ولا يظهر ولا يشارك وقد لا يعلم عن هذه التقليعات شيئا، فهو مشغول ببناء نفسه وتقويتها، فقد انضم للمقاومة عشرات آلاف الشباب، وهم الان لا يجدون الوقت لا للفنادق ولا للتصوير والاستعراض والمزاودة والبكاء، تجدهم في ساحات التدريب او التصنيع او الاعداد، واضحى منهم قادة متمرسون يحسب الاحتلال لهم الف حساب، شباب لم يتجاوز أحدهم عامه العشرون يقود المعارك ويعد الخطط ويخوض البحر والرمل ويبني الخنادق والانفاق، لهذا على الشباب المتحرك أن يعي طبيعة شعبنا وماذا يريد، وعن اي شيء يبحث؟ فنحن أمام معركة طويلة تحتاجكم وتحتاج طاقتكم، لا نريد تبديدها بمحاولات صبيانية نحن في غنى عنها. إن أساس اشكالياتنا من بداية القرن الماضي وحتى اليوم هو الاحتلال والاستعمار، وعلينا التفكير جديا كيف السبيل للتخلص منه؟!

البث المباشر