مقال: تعقيدات دحلان مع عباس وحماس

إبراهيم المدهون

مقالات

 

 

 يحرك القيادي الفتحاوي المفصول من حركته محمد دحلان حلفائه الإمارات والرئيس السيسي للضغط على رئيس السلطة محمود عباس ليقبل بعودته لفتح والسلطة في الضفة الغربية، وهناك من سرب أن السيسي طلب رسميا بتعيين أبو فادي نائبا لرئيس السلطة مقابل ضمان خروج آمن لعباس وأبنائه والعيش بأمان في العواصم العربية والضفة الغربية، إلا ان الرئيس عباس رفض بعصبية مكبوتة وقال بمكر عجوز الأمر ليس بيدي؛ إنه قرار اللجنة التنفيذية، المقربون من دحلان أسروا أنه عول كثيرا على حجم السيسي في التأثير على الرئيس ابو مازن فخاب أمله ربما صدق الرئيس عباس هذه المرة فلم يعد دحلان مرغوبا به في الضفة الغربية، وهناك حالة سُخط متصاعد عليه وعدم قبول، ورفض واسع من القطاعات المختلفة خصوصا من القيادات الفتحاوية المتنفذة، وهذا ما يدركه الرئيس عباس، لهذا اعتذر للسيسي وقال له الأمر ليس بيدي، فيدرك مما تضمره قيادات الأجهزة الامنية لأبي فادي، لا أقل من الاعتقال والمحاكمة وتوجيه الإهانات العلنية.

فأمن الضفة قطع شعرة معاوية في العلاقة مع دحلان، وحقيقة لا ترغب قياداته بأي وصال حتى لو أغلظ لها أبو فادي الإيمان وقدم لها التنازلات، فهو غير مقبول لأطماعه المكشوفة بقيادة السلطة ولقدرته على تحشيد قوى إقليمية ودولية وإسرائيلية دعما لقيادته. فقرار عودة دحلان ليس بيد عباس وحده، وترفض معظم قيادات فتح وأجهزة أمن الضفة عودته خشية انتقامه، ويعلمون أطماعه في السيطرة على رئاسة السلطة وهذا سيضر مستقبلهم ونفوذهم، كما أن هناك فجوة بين فتح غزة وفتح الضفة وصراع حقيقي يجعل من المستحيل القبول برئاسة دحلان للسلطة.

وهزيمة دحلان في غزة وطرده منها قلم أظافره وأضعف نفوذه لهذا ليس له إلا حماس المرنة، والتي لها حسابات مختلفة تتجاوز الأشخاص في كثير من الأحيان، إلا أن دور دحلان في الحرب المفتوحة على الإخوان يمنع حركة حماس من الإقدام ويعقد نسيان خصومة الماضي، فسمعة دحلان عند الإسلاميين على مستوى الإقليم سيئة جدا، ويتحمل مسؤولية دور سلبي في مصر وليبيا واليمن.

كما أن لحماس مطالب لإقناع جمهورها بمنطقية قبول دحلان مرة أخرى ومنحه فرصة جديدة في السياسة الفلسطينية، كفتح معبر رفح، وتلطيف الأجواء بين حماس والإمارات، فلا يوجد في السياسة خطوات مجانية لله يا محسنين، وحقيقة هناك تشكيك بقدر دحلان الحقيقية على امتلاك أي ورقة تخدم فيها أهالي القطاع بشكل واسع وجوهري، وقد فشل سابقا في فتح معبر رفح تحديا لعباس.

حاول دحلان استعطاف وخداع حماس بمبادرات إعلامية قدمها للحركة، إلا أنها عديمة الجدوى من الناحية الفعلية ما لم تطبق خطوات ملموسة، وحركة حماس لا تكتفي بتصريح هناك وإشادة هناك، فهي تريد برنامجا اصلاحيا مكامل يظهر قدرة وإمكانية ملموسة على الارض تصب في صالح تهيئة الأجواء لبناء واقع جديد.

البث المباشر