موجته لن تتجاوز مترين حال وقوعه

"تسونامي غزة" كذبة نيسان المؤجلة

الرسالة نت -مها شهوان

سرت مشاعر من الخوف والقلق والترقب بين أوساط الغزيين مؤخراً، وذلك خشية وقوع "تسونامي" على سواحل القطاع، حيث سارع بعض سكان المناطق الساحلية إلى الرحيل عن منازلهم والتوجه إلى أقاربهم في الأحياء الشرقية تحسباً لوقوع الحدث الذي بات ينتظره الجميع رغم تطمينات الخبراء والمختصين بعدم وقوعه.

كذبة "تسونامي غزة" سببها إحدى الوكالات الفلسطينية المحلية التي قامت بترجمة خبر بطريقة خاطئة، مشيعة أن تسونامي سيضرب غزة يوم الجمعة 14/4/2016 وهو ذات التاريخ الذي أشارت له المواقع العبرية لآخر زلزال حدث في حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي أكد الأمر للمواطنين أكثر إشاعة أخرى تفيد بأن بلدية غزة جاهزة لمواجهته.

من جانبها أكدت بلدية غزة عدم تعاملها مع أخبار تسونامي غزة بـ "المطلق"، نافية إعلانها عن الاستعداد لمواجهته، موضحة أنه رغم انتشار الخبر بشكل كبير وفقاً لمعطيات غير صحيحة، إلا أنها لم تتعاط معه كونها لم تتلق إنذارا رسميا، ولم تسأل عن استعداداها من جهة رسمية، وبالتالي فإن كل ما تم تداوله مجرد إشاعات مغرضة.

من جهته، أعلن جهاز الدفاع المدني، أن ما يثار في وسائل الإعلام حول تسونامي "مجرد حديث غير مبني على معلومات حقيقية؛ ولا توجد أي معلومات صادرة عن جهات أو مؤسسات رسمية إقليمية أو دولية"؛ موضحا أنه أجرى اتصالات مع العديد من المؤسسات الدولية ذات العلاقة، حيث أبدوا استغرابهم مما يثار في وسائل الإعلام بهذا الخصوص؛ مؤكدين عدم توفر أي معلومات أو إشارات بتوقع وقوع تسونامي.

زعزعة الأمن والاستقرار

ورغم تأكيد الجهات المختصة على عدم وقوع تسونامي في غزة، إلا أن أبو فراس السقا الذي يسكن منطقة السودانية، رحل من بيته إلى حيث يقيم أقاربه بحي الشجاعية، وعن ذلك يقول "للرسالة نت ":" لا يهمني من يؤكد أن تسونامي "إشاعة"، الأهم أنني اتجنب وقوع كارثة (..) عشت ثلاثة حروب بغزة ولم أمت وأخشى أن تكون نهايتي الغرق دون معرفة مكاني".

السقا تحدث عن قراره، وبجانبه زوجته تضحك وتخفي نفسها عنه، معقبة بالقول:" لم أستطع منعه من اتخاذ القرار، رغم إدراكي أنه إشاعة، حيث اضطررت للخروج من بيتنا وأخذ مصاغي وبعض المقتنيات"، موضحة أن زوجها الخمسيني يثير حالة من الرعب بين أبنائه.

حالات قليلة من الذين يسكنون بالقرب من بحر غزة، رحلوا حيث يقيم أقاربهم في الأحياء الشرقية خوفاً على حياتهم، لاسيما بعد الاشاعات التي تؤكد بأن "إسرائيل" ستجري تجارب في عرض البحر بالقرب من منطقة السودانية.

وكان موقع "مجد" الأمني أفاد أنه بعد التواصل مع الخبراء ورصد وحدات المتابعة لديهم للشأن الإسرائيلي، فإن خبر "تسونامي" ما هو إلا محض كذب، وليس له أساس من الصحة، حيث نشرته بعض وسائل الاعلام بطريقة كاذبة لجلب مزيد من الزوار لمواقعها الالكترونية.

وحذر المواطنين من التعاطي مع مثل هذه الأخبار الكاذبة التي تهدف لزعزعة الأمن واستقرار السكان، داعياً إياهم لعدم نشر الأخبار الكاذبة.

 قوته متران

بدورها، تحدثت "الرسالة نت " مع أستاذ الزلازل والجيوفيزياء بالجامعة الإسلامية زياد أبو هين، الذي قال:" لا علاقة بالتغيير الجوي الذي حدث هذا الأسبوع بإمكانية وقوع تسونامي، فسقوط الأمطار يعد تغيرا مناخيا، لكن المواطنين ربطوه بالحدث"، مضيفا: "وسائل الاعلام ساهمت في نشر هذه الأكذوبة علما أن الاعلام العبري لم يعط اهتماما للخبر".

وأوضح أبو هين، أنه لا توجد أخبار علمية عن "تسونامي" سوى تقارير شرطة الاحتلال، بالإضافة إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بحدوث أي زلزال قد يحدث تسونامي أو تحديد موعد محدد لوقوع الزلزال، لافتا إلى أن حديث "إسرائيل" قد يكون له أبعاد سياسية أو يتعلق بمناورات عسكرية بحرية إسرائيلية.

وذكر أنه تواصل مع خبراء في الزلازل بالمنطقة العربية، وأكدوا عدم إمكانية التنبؤ بوقوع زلزال بوقت طويل، مشيرا إلى أنه في حال تغيرت المجريات ووقع زلزال في قبرص سيكون هناك تسونامي بغزة لكن شدة الموجة ستكون 2 متر فقط.

وفي ذلك، يقول أيضا، أستاذ علم الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة الأزهر بغزة أسامة زين الدين: "من الناحية العلمية التنبؤ بوقوع هزة أرضية "زلزال" في يوم معين وبقوة محددة غير وارد على الإطلاق، والعلم في مجال الزلازل لم يتوصل حتى هذه اللحظة إلى معرفة مكان وموعد وقوة أي هزة أرضية ممكن أن تحدث على سطح القشرة الأرضية، ولكن ممكن أن يتوقع حدوث هزة في مكان ما، ولكن لا يمكن تحديد قوتها ووقت حدوثها".

وأضاف: "جزيرة قبرص يحدها صدع وهذا الصدع يسبب حدوث الزلزال في هذه المنطقة، وعبر التاريخ حدث زلزال في ذات المنطقة سببه تسونامي ضرب سواحل فلسطين، ولكن بشكل لا يسبب مخاطر شديدة على السواحل الشمالية"، وتابع" كلما نتجه إلى الجنوب، فإن الساحل الجنوبي يكون أقل حدة منه في الشمال، لذا لا يسبب أي مخاطر على المنطقة ولو حدث زلزال في هذه المنطقة فلا داعي للقلق على سكان مناطق الساحل الجنوبي لفلسطين".

البث المباشر