قصف الاحتلال مستقبلهم

بغزة.. الحرب تسرق عاما من أعمار طلبة "توجيهي"

الرسالة نت

غزة-الرسالة

حرم الاحتلال الإسرائيلي 40.000 طالب من طلاب الثانوية العامة في غزة من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية وتحقيق أحلامهم بأن يكونوا ضمن الملتحقين بتخصصاتهم الجامعية التي طالما حلموا بها مطلع العام الدراسي القادم.

أكلت الحرب الأخضر واليابس وقضت على مدارس غزة ومقاعد الطلبة وحتى كتبهم وأقلامهم حتى أنهم سرقت مستقبل 10 آلاف طالب وطالبة استهدفتهم آلة القتل فأصبحوا ضمن قوائم الشهداء.

***أحلام في مهب الريح

الطالبة شهد فارس هدمت أحلامها امام عينيها فحرصت منذ بداية العام على وضع معدل ٩٥% هدفا لها فعلقت الرقم في ورقه علقتها على جدار غرفتها لكن الغرفة والمنزل بأكمله وفوقها كل ماحلمت به أصبح سرابا.

تقول " للرسالة" كل خططنا وأحلامنا تبخرت في لمح البصر، عدما هدم منزلنا كان كل همي أن أستطيع إخراج ما نجحت في جمعه من مراجع وملازم ونماذج اختبارات لكني لم أفلح في ذلك.

تتابع طالبة الثانوية العامة: خسرنا عام من أعمارنا ولا ندري إن كانت الحرب ستضع اوزارها قريبا أو سنخسر المزيد من الاعوام.

أما فرح والتي خططت للسفر لدراسة الجامعة في الخارج ذكرت أنها لم تكن تتوقع أن تستمر الحرب لكل هذه المدة.

وتقول:" حلمت كثيرا بمرحلة الجامعة وادخرت مصرفي على مدار أشهر لأشتري ملابس واحتياجات الجامعة".

وتشير إلى أنها تعاني من أوضاع نفسية صعبة وفي حال انتهت الحرب لن تكون العودة للمقاعد الدراسة سهلة في ظل فقدانها عدد من زميلاتها وتعرض مدرستها للتدمير على يد الاحتلال.

تدمر حياتنا تدمر مستقبلنا تدمرت مدارسنا "كنت احرص على اخلاء كتبي في كل مرة كنا نغادر فيها مكان تواجدنا خشية القصف لكن المرة الأخيرة فشلت في ذلك بعدما قصف الاحتلال المنزل ودمره فوق رؤوسنا وفقدت عددا من عائلتي" بألم كبير وصف محمد يوسف طالب الثانوية العامة ما تعرض له خلال الحرب.

يقول يوسف تعب 11 عاما ذهب سدا، الاحتلال سحق كل حقوقنا كبشر، مؤكدا أنه فقد الأمل في العودة لمقاعد الدراسة في وقت قريب نظرا لتدمير المدارس واستخدامها كمراكز إيواء لأصحاب المنازل المدمرة.

***الاحتلال يتحمل المسؤولية

وفي السياق ذكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الاحتلال قـتل من 10 آلاف طالب وطالبة في المدارس والجامعات بقطاع غزة.

ووفق بيان للمكتب فإن الجيش الإسرائيلي استهدف بالطائرات الحربية والمدافع والآليات الثقيلة أكثر من 100 مدرسة وجامعة ودمّرها كليًـا، فيما دمّر أكثر من 300 أخرى جزئيًا.

وبين البيان أن العودة للعملية التعليمية لن يكون سهلا بسببحجم الدمار الذي لحق بالقطاع التعليمي.

وفي بيان صحافي مشترك منشور على موقع الأمم المتحدة حذر 19 خبيراً ومقرراً أمميا من إبادة تعليمية متعمدة في قطاع غزة،موضحين أن الاحتلال دمر أكثر من 80٪ من المدارس في القطاع.

ونوهوا إلى التأثير المدمر وطويل الأمد للهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلا آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.

ووفق البيان فإن الاحتلال قتل أكثر من 5 آلاف و479 طالبا و261 معلما و95 أستاذا جامعيا، وأصاب أكثر من 7 آلاف و819 طالبا و756 معلما، مع تزايد الأعداد كل يوم.

وأشار إلى تدمير أو تضرر 195 موقعا تراثيا، بينها الأرشيف المركزي لغزة الذي يحتوي على 150 عاما من التاريخ، إضافة إلى 227 مسجدا و3 كنائس، بالإضافة إلى تضرر 13 مكتبة عامة، وهدم جامعة الإسراء في 17 كانون الثاني/يناير الماضي، وهي آخر جامعة متبقية في غزة، وعن ذلك قال: "إن أسس المجتمع الفلسطيني تتحول إلى أنقاض، ويتم محو تاريخه".

ودعا الخبراء المجتمع الدولي بأن يقف عند مهامه ويرسل رسالة للاحتلال بأن يتحمل المسؤولية، مع الالتزام بتمويل وإعادة بناء النظام التعليمي في القطاع.

البث المباشر