ماذا يجري في سيناء منذ أسبوع؟

الجيش-المصري..-صورة-ارشيفية-1
الجيش-المصري..-صورة-ارشيفية-1

سيناء-الرسالة نت

منذ وقوع عملية كمين "زاغدان" وسط سيناء منتصف الشهر الجاري الذي أودى بحياة 15 مجنداً، بدأ الجيش المصري هجوما جويا ومدفعيا، طال مناطق متفرقة من مدن رفح والشيخ زويد، بعد أن اصطدمت الحملات البرية بمقاومة عنيفة من مسلحي "ولاية سيناء".

وطيلة ساعات الليل في الأيام الماضية، لم ينم أهالي سيناء وجنوب قطاع غزة على حد سواء من أصوات الانفجارات الضخمة التي هزّت محافظة شمال سيناء، فيما لم تعرف حقيقة الأهداف التي أعلن الجيش عن قصفها بإدعاء أنها مخابئ ومراكز تابعة لتنظيم "ولاية سيناء".

وفي ذلك شككت مصادر قبلية في حديثها لـ"الرسالة نت" أن يكون الجيش لديه معلومات عن نقاط تواجد مجموعات التنظيم أو مخابئ العتاد والمركبات، مما يضعف رواية المتحدث العسكري حول قصفها، وإنما الضربات كانت لأهداف أخرى.

وتوقعت المصادر ذاتها أن تكون من الأهداف التي قصفها الجيش خلال الأسبوع الماضي، مداخل الأنفاق المتجهة لغزة ذات العدد القليل، أو مخازن البضائع التي تنقل عبرها، مشيرةً إلى أن غالبية المناطق التي تعرضت للقصف زراعية غير مأهولة بالسكان.

وفي المقابل، استهدف القصف المدفعي منازل المواطنين في قرى رفح والشيخ زويد كقرية اللفيتات والمقاطعة والشدايدة والجورة وحي الترابين وبلعا ونجع شيبانة والطايرة وحي الرسم، مما أدى لمقتل وإصابة 20 مدنيا –على الأقل- في غضون عدة أيام.

وقال أبو محمد الترباني أحد مشايخ سيناء لـ"الرسالة نت": إن القصف المدفعي لا يحدد أهدافاً معينة لضربها، إنما يعتمد على العشوائية، بدليل استهداف منازل عشرات المواطنين في القرى".

وأوضح أن الجيش يهدف من خلال هذا التصعيد بعد كل هجوم، دفع أهالي رفح والشيخ زويد إلى ترك قراهم ومنازلهم في اتجاه العريش وبئر العبد، بما يجعلها منطقة غير مأهولة، وينهي ملف التهريب في اتجاه غزة للأبد.

وأشار إلى أن الوضع في سيناء يزداد تدهورا يوما بعد يوم، وهجمات تنظيم "ولاية سيناء" لا تنتهي في كل مناطق سيناء، فيما يدفع المواطن السيناوي ضريبة الانتقام؛ في ظل عدم مقدرة الجيش على الوصول إلى المجموعات المسلحة.

وفي تفاصيل المشهد الإنساني، قال مدير المرصد السيناوي لحقوق الإنسان عيد المرزوقي: "إن الحالة الإنسانية في سيناء بالغة الخطورة، نظراً إلى حالة الحصار التي تشهدها عدة قرى منذ أسبوع".

وأوضح أنه سجل مقتل 4 مدنيين – على الأقل- وإصابة آخرين في القصف المدفعي والجوي المتواصل منذ أسبوع على قرى رفح والشيخ زويد، فيما تمنع سيارات الإسعاف والإنقاذ من الوصول إلى أماكن الاستهداف؛ بدعوى أنها مناطق عسكرية مغلقة.

ويرى بعض المراقبين أن أهداف الحملات العسكرية التي يشنها الجيش في سيناء تتخطى ملف تنظيم "ولاية سيناء" إلى تشديد الحصار على قطاع غزة أكثر مما هو عليه حالياً، من خلال سحق أي نقطة يمكن أن تشكل منفذاً للأنفاق.

البث المباشر