ماذا تعرف عن "تياسير" الأثرية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة- مها شهوان

الموقع الجغرافي الساحر الذي تتميز فيه فلسطين رغم مساحتها الصغيرة، جعلها مطمعا للمحتلين على مر العصور، فكل ركن فيها شهد العديد من الأحداث، ومن بين القرى التي تصحبكم "الرسالة" للتعرف عليها كما اعتادت خلال جولة سريعة "تياسير" التي يطلق عليها "بوابة المشارق" الواقعة في الضفة المحتلة شمال طوباس.

من يعيش بعيدا عن مدن الضفة المحتلة، يتساءل عن قرية "تياسير" ومعنى اسمها، لكن بعد البحث تبين أنها تقوم على بقعة كانت مبنية عليها قرية (اشيد) بمعنى سعيد بالكنعانية، عرفت في العهد الروماني باسم (أسر) تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس وتبعد عنها حوالي 22كم، وتقع إلى الشمال الشرقي من طوباس على بعد 3كم.

وتبلغ المساحة العمرانية للقرية حوالي 180 دونما، وتبلغ مساحة أراضيها الكلية 23300 دونم. تحيط بأراضيها بلدة طوباس من جميع جهاتها، وتشتهر بزراعة الحبوب والقطاني بالإضافة إلى الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون كما يعتني سكانها بتربية المواشي.

والمتجول في أزقة القرية الصغيرة "تياسير"، يجد أنها تحتوي على مدفن محفور في الصخور وآثار أخرى، عدا عن اثار لمعاصر زيت الزيتون والعنب، واثار لقصر قديم وكهوف اثرية سكنت على مر العصور (عصر الكهوف، العصر الحجري، عصر الفخار)، وتوجد على مسافة 2كم غرب القرية مستحثات -بقايا- لبقوليات "عدس -ترمس" متحجرة تغطي ثلاثة صخور كبيرة وهي بوضع جيد جدا ولم تمس.

عهد الإقطاع

ولبلدة "تياسير" اسم دارج -بوابة المشاريق- وذلك لأنك عند دخول البلدة من المدخل الشرقي تلاحظ اختلاف كبير في درجات الحرارة والرطوبة وتشعر انك غادرت غور- الأردن ودخلت إلى المرتفعات الجبلية.

وتعاني البلدة كغيرها من القرى والمدن الفلسطينية، من اثار الاحتلال الإسرائيلي، فقد كانت منطقه عسكرية مغلقه وعلى أراضيها حاجز للاحتلال وكذلك عانت منذ عام 1980 إلى 2005 من معسكرا تدريبيا للجيش الإسرائيلي كان على بعد 50مترا من المدرسة الثانوية.

وقد نفذت السلطة الفلسطينية وبعض الهيئات الدولية الفاعلة وبمشاركة اهل الخير من البلدة وخارجها بعض المشاريع الحيوية في القرية أهمها بناء مدارس ثانوية للبنين والبنات ومدرسة مختلطة ابتدائية، ومشروع مياه، ومشروع كهرباء قطرية.

ورغم بعض المشاريع البسيطة التي أقيمت إلا أنه ينقص قرية "تياسير" الكثير فهي تحتاج إلى المرافق الحيوية كالمياه حيث لا يوجد في البلدة شبكة مياه صالحة، ومازال السكان يعتمدون على شراء المياه بالصهاريج، كما لا يوجد فيها شبكة صرف صحي، وتحتاج إلى مكتبة عامة ونادٍ رياضي، فضلا عن حاجتها الماسة إلى تعبيد الشارع الرئيسي الذي يربطها بطوباس والاغوار، فضلا عن حاجتها شق طرق داخلية.

ولم تشهد بلدة "تياسير"، خلال السنوات الأخيرة تقديم أي مشروع تنموي للبلدة على الإطلاق، وذلك عقابا للأهالي لأن كتلة غير كتلة فتح فازت بانتخابات المجلس القروي التي جرت عام 2012، حيث تم وقف المشاريع ومنعها عن القرية منذ ذلك التاريخ.

"بدنا زفته"

وبحسب سكانها، فإن بلدتهم تتعرض لتهميش مقصود من وزارة الحكم المحلي في رام الله من حيث نصيبها في المشاريع التنموية في إطار مناكفات يدفع الأهالي ثمنها، فقد شهدت الشهور الأخيرة سلسلة احتجاجات عنيفة من أهالي البلدة للمطالبة بنصيبهم من المشاريع، لاسيما تعبيد الطرق وخاصة طريق تياسير الرئيسي.

وشملت الاحتجاجات إغلاق طرق وإشعال إطارات ومظاهرات ومناشدات لم تلقَ اهتماما حتى الآن، ما زاد من شدة الشعور بالتهميش لدى الأهالي.

ونشط شبان البلدة في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان " بدنا زفتة" تضمنت احتجاجا صارخا على الواقع الأليم للقرية.

ومن أشهر العائلات التي لاتزال تعيش في قرية "تياسير" هي " أبو محسن والدبك والحلبي وصبيح وطالب وعبد الرازق وأبو هدان وغيرها، كما ويوجد فيها نسبة كبيرة من حملة الشهادات العليا في تخصصات متميزة كالطب والهندسة والعلوم الإنسانية.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من قصص صحفية

البث المباشر