قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جزء من معركة كبرى لتغيير معالم المنطقة كلها، وليس فقط الوضع الفلسطيني، ولذلك هناك حديث عما يسمى بـ(السلام الإقليمي) حيث ارتفعت وتيرة الحديث عن التطبيع مع الاحتلال".
وأضاف هنية خلال كلمته بلقاء نظمته حركته للوجهاء والمخاتير في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، :"أنّ هذا القرار له أبعاد بتركيبة المنطقة كلها وبعلاقة الشعوب والأمة مع الاحتلال على حساب القدس والقضية الفلسطينية وعلى حساب الأسرى وأرضنا وتاريخنا ومستقبلنا.
وحذر من أن القرار يحمل مخاطر على طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن. وتابع: "هذا استهداف يضرب عمق الأمة في القدس ولكن ارتداداته ستكون أبعد من ذلك، فهناك حديث عن الوطن البديل والخيار الأردني والتوطين والكونفدرالية ولكن مع السكان وليس الأرض".
وبيّن هنية أن المخاطر تكمن في أن القرار يستهدف المنطقة وشطب حق العودة والتوطين، مضيفا: "هذا يجعلنا كشعب فلسطيني نمثل رأس الحربة للأمة يجعلنا مطالبين بشكل واضح لا يحتمل التأويل بموقف واضح قطعي لا يسمح مطلقاً بأي اختراق سياسي لموضوع القدس أو لقضيتنا الفلسطينية".
وكشف رئيس المكتب السياسي لحماس عن امتلاك حركته عبر أجهزة الاختصاص فيها معلومات تؤكّد أنّ "الأمريكان لا زالوا يعرضون على السلطة منحهم عاصمة في أبو ديس وكيان بغزة والضفة".
وقال: "لدينا معلومات من خلال أجهزة الاختصاص أنّ الأمريكان يعرضون، وما زالوا على الجانب الفلسطيني بالسلطة أن يمنحوهم عاصمة أو كيانا أو تواجدا في منطقة أبو ديس بعيداً عن القدس".
وعن تفاصيل المخطط قال: "يكون هناك جسر بين أبو ديس والمسجد الأقصى ويسمح لحرية الحركة في المسجد الأقصى المبارك، والحديث عن تقسيم الضفة إلى ثلاثة أقسام، وإيجاد كيان سياسي في قطاع غزة يمكن أن يأخذ بعض الامتيازات معينة، ثم بعد ذلك ترى أمريكا أنّ هذا هو الحل المناسب لقضيتنا".
ووصف هنية، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بأنّه "زلزال سياسي يضرب القضية الفلسطينية وفي قلبها وعنوانها قضية القدس"، مؤكدا أن ما جرى في القدس خطير وخطير جداً بقرار ترمب، وقال: "هو يمثل عدوان سافر على شعبنا بل وعلى كل الأمة العربية والإسلامية".
وأشار إلى أن خطر القرار الأمريكي يتصل بأكثر من مسار، الأول أن هذا القرار جزء من معركة كبرى تهدف إلى حسم أو تصفية القضية الفلسطينية وما يسمى بـ"صفقة العصر" أو "صفعة العصر" أو ما يسمى بـ"الطبخات السياسية" التي تطبخ في دوائر صناعة القرار، "وهم أحبوا أن تتم الضربة في أعلى قمة الهرم وهي القدس".
وأضاف هنية: "من أجل ذلك تسارعت التصريحات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، التي تكشف عن طبيعة المخطط الذي يستهدف القضية".
تراجع الدور الأمريكي
وأوضح هنية أن قرار الرئيس الأمريكي ترمب كشف مخزون الكره الموجود ضد الاحتلال من كل الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم مسلمين ومسيحيين، منوها إلى أن "إسرائيل" أصبحت عبء على العالم وحتى الدول الحرة والأوروبية.
وأضاف: "هذا القرار كشف عن أن هناك بداية لتراجع الهيمنة الأمريكية على العالم، ولم تعد سياسة البلطجة السياسية ولا التهديد ولا الإغراءات تتحكم بقرارات الدول ومصيرها".
وأشار هنية إلى أن الشعب الفلسطيني لديه مخزون استراتيجي هائل قادر على أن يتصدى لكل محاولات شطب القضية، وأضاف: "هناك انتفاضة بدأت تتحرك لتحرير وحرية القدس وهو شيء مهم جداً لصناع القرار، وشعبنا في مخيمات لبنان لازالت تعيش على حلم العودة وبوصلتها القدس وكذلك أجيال الجاليات في أوروبا".
وقال هنية: "إن معركة القدس لا يستطيع طرف لوحده أن يواجهها وهي مصير أمة وليس متعلقة بشعبنا فقط، وأضاف: "شعبنا بحاجة لعمقه الاستراتيجي وهي هذه الأمة وأحرار العالم لحسم هذه المعركة".
تباطؤ المصالحة
كما حذر هنية، من أن أي تباطؤ في موضوع المصالحة الفلسطينية سيكون له نتائج وخيمة على مستوى القضية الوطنية أجمع. وأضاف: "أي تباطؤ في موضوع المصالحة سيكون له نتائج وخيمة؛ ليس على حدود غزة وما تعانيه فحسب، بل على مستوى القضية الوطنية أجمع".
ودعا الوجهاء ورؤساء العشائر إلى وضع تصور للدور في معركة القدس، "وحماية المصالحة الوطنية الفلسطينية ودفعها للأمام بحيث لا تبقى تراوح مكانها، لأن ما هو قادم خطير وخطير جداً".
وتابع هنية: "لذلك دعونا لسرعة عقد الإطار القيادي المؤقت والإسراع في تنفيذ خطوات المصالحة وكيفية بناء منظمة التحرير، وما زلنا متمسكين بها".
حماية المصالحة
بدوره، دعا رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، قوى شعبنا وشرائحه كافة لحماية المصالحة الوطنية ودعمها، مؤكدا حرص الحركة على تحقيق المصالحة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وطالب السنوار خلال كلمة له، "الكل الوطني بضرورة العمل على تحشيد كل الطاقات من أجل إنجاح المصالحة، داعيا الأعيان والوجهاء لتشكيل لجنة مراقبة لدعم المصالحة وحمايتها".
كما وطالب بالإسراع في إنجاز المصالحة وتحقيقها على أُسس الشراكة والثوابت الوطنية، منبها أن حركة حماس تريد مصالحة تجمع مواطن القوة لتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني.
ودعا السنوار لانعقاد الإطار القيادي لمنظمة التحرير لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، مشددا على أن حماس انطلقت تجاه المصالحة من أجل النهوض بالمشروع الوطني، لافتا أن حماس اندفعت نحو المصالحة لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة.
وأكد السنوار أن مدينة القدس المحتلة هي العاصمة الأبدية لفلسطين، لافتا إلى أن شعبنا وأمتنا قادرون على إسقاط قرار ترمب وأي مشاريع تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
ودعا أبناء شعبنا وأمتنا إلى مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وإلى ضرورة حشد كل الطاقات على اختلاف أحزابنا وقوانا للدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية.
قضية الأسرى
وأكد رئيس حركة حماس في غزة، أن قضية الأسرى وتحريرهم على سلم أولويات حركة حماس. وقال :"إن ما حدث مع أهالي أسرى غزة دليل جديد على عنصرية الاحتلال".
وأدان السنوار قيام نائب "إسرائيلي" أمس بالاعتداء اللفظي على حافلة أهالي أسرى غزة في أثناء زيارتهم لأبنائهم في سجن ريمون بصحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، داعيا إلى ضرورة حشد الطاقات لموجهة المشروع الإسرائيلي.
كما وأكد أن المقاومة الفلسطينية بألف خير وقد راكمت قوتها العسكرية من أجل تحرير القدس، لافتا أن فصائل المقاومة تُعد العدة من أجل معركة التحرير.
وأضاف :"أن لدينا جيشا يمكن الاعتماد عليه في التحرير والعودة"".