على مدار أكثر من عام، فشلت (إسرائيل) في تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها، كما أخفقت أيضا بتغيير الوقائع على الأرض وإنهاء عمل الحكومة في غزة.
وترى (إسرائيل) في عملية توزيع المساعدات أحد أهم المؤشرات على تحقيق الحرب بغزة لأهدافها، وهو ما دفعها لمناقشة هذه القضية على المستويات السياسة والعسكرية منذ شهور، ولكن دون جدوى.
وتتطلع (إسرائيل) أن تتوزّع المساعدات عبر جهة تتبع لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولكنها فشل بذلك رغم طرح عشرات الطرق، لتحاول عبر عدد من العملاء واللصوص الذين يُسيَّرون بأوامر من جيش الاحتلال.
** تعاون مع الاحتلال!
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أكد أن جيش الاحتلال ينسّق مع بعض العصابات لسرقة المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وقال إن جيش الاحتلال استهدف عدة مرات رجال الشرطة وعناصر تأمين المساعدات، وعمل على حماية قطاع الطرق الذين يسرقون المساعدات.
وفي تقرير لصحيفة، "واشنطن بوست" الأمركية، كشف عن نهب المساعدات في غزة على يد العصابات وبتواطؤ الجيش الإسرائيلي.
وأكد التقرير أن العصابات المنظمة تعمل بحرية في مناطق سيطرة الجيش (الإسرائيلي) في غزة، وتقوم بسرقة المساعدات الإنسانية، حتى وصل الأمر إلى اختطاف وقتل سائقي شاحنات الإغاثة قرب معبر كرم أبو سالم.
في حين أكدت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أن الجيش (الإسرائيلي) يقف موقف المتفرج أمام عمليات النهب، بل إن قائد إحدى العصابات أقام ما يشبه قاعدة عسكرية في مناطق سيطرته.
ورغم المناشدات العديدة، رفضت (إسرائيل) اتخاذ تدابير لحماية القوافل، أو السماح للشرطة المدنية في غزة بتأمين الشاحنات.
وأكد المسؤولون الأمميون أن العقبة الأكبر أمام توزيع المساعدات ليست حماس، بل العصابات التي يبدو أنها تستفيد من “التساهل الإسرائيلي".
وكذلك كشف تقرير لصحيفة "هآرتس العبرية" العبرية أن جيش الاحتلال يسمح للعصابات المسلحة بنهب شاحنات الإغاثة قرب معبر كرم أبو سالم.
وذكرت الصحيفة أن الطائرات (الإسرائيلية) تستهدف محاولات منع العصابات، مشيرةً إلى أن خطة جيش الاحتلال تعتمد على الفوضى وتجويع السكان.
وفي تقرير للأمم المتحدة، أكد أن نهب منظم للمساعدات الإنسانية في غزة يحدث بتواطؤ واضح من الجيش (الإسرائيلي).
وقال التقرير إن الشرطة في غزة تُمنع من حماية المساعدات، والجيش يستهدفها مباشرة.
** تحذير ووعيد
وردا على ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في غزة، قتل أكثر من 20 فردًا من عصابات لصوص المساعدات في عملية أمنية شرق خان يونس.
وشددت وزارة الداخلية على أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع سرقة المساعدات، مؤكدةً على أنها رصدت اتصالات بين العصابات وقوات الاحتلال.
ونتيجة لنهب المساعدات بالتعاون بين العصابات وجيش الاحتلال، تعاني أسواق قطاع غزة من مجاعة تشتد يوما بعد الآخر، ليبلغ سعر كيس الطحين في الأسواق أكثر من 400 شيكل، بعدما كان سعره 20 شيكلا فقط.
بدوره، حذّر مركز حماية لحقوق الإنسان، من مجاعة جديدة في جنوب القطاع بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة التي أدت لانهيار منظومة الإغاثة الإنسانية.
وأدان مركز حماية القيود المتعمدة التي يفرضها الجيش (الإسرائيلي) على منظومة المساعدات الإنسانية والتي يسعى من خلالها لتكرار حالة المجاعة الحادثة في شمال قطاع غزة.
وأكد المركز أن فشل المجتمع الدولي في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية المفتعلة يمثل دليل واضح على فشل المنظومة الإغاثية الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال قلّص عدد شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة، رغم تكدس هذه المساعدات على معابر قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقت يسمح ويشجع الإحتلال، العصابات المسلحة واللصوص على نهب شاحنات المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرته، بالتزامن مع استهدف عناصر تأمين المساعدات.