أول عقد قران في "العمري" تيمنًا بأزواج "الأقصى"!

الرسالة نت - أمل حبيب

اكليل الورد الزهري فوق رأسها وبريق القبة الذهبية عكس فرحتها فزادها وهجًا لحظة أن سألها مأذون المسجد الأقصى "هل تقبيلن الزواج من محمد؟"، فأجابت "نعم".

ذاك المشهد كان حلمًا بالنسبة لابنة غزة إنصاف حبيب والتي عاشت جزءًا من ذاك الحلم، حيث وثقفت رباطها بشريك العمر على خطى المقدسيين واتجهت للمسجد العمري الكبير الأقدم في غزة!

بثوبها المطرز حفظت ذاكرة غزة إنصاف (22 عامًا) كأول عروس تعقد قرانها في "العمري" مع رفيق دربها الشاب محمد أبو صفية، بعد أن بات إبصار القدس مستحيلًا لشباب غزة!

مؤذن العمري

ذاك البهاء الممتد في باحات الأقصى شاركته إنصاف خريجة الصحافة والإعلام من الجامعة الاسلامية عبر حسابها على الانستجرام، وتقول: "تلفت نظري دومًا صور توثيق المقدسيين للحياة في الأقصى، فأتابعهم يوميا وكأنني أحيا هناك"، وتضيف: " في احدى المرات رأيت صورة لزوجين بعد عقد قرانهما هناك وقبة الصخرة تظهر بينهما، فبكيت وقلت لوالدتي نفسي أروح هناك!".

بعد هذه اللحظة اتخذت إنصاف القرار "سأكتب كتابي بالمسجد العمري في غزة فإن حرمنا من زيارة الأقصى لا يمكن لأحد أن يحرمنا مما نتمنى فهذا بيت الله أيضا".

لم يكن المسجد العمري مجرد معلم تاريخي لإنصاف، بل أطفأت من خلال زيارته كلما سمحت لها الفرصة لتشحن روحها بالصلاة فيه، ولتطفئ بعض شوقها للأقصى.

ذات مرة حظيت إنصاف بلقاء مع مؤذن "العمري" الشيخ أبو حسام هنية، ونالت شرف اعتباره لها بأنها واحدة من بناته، وتشعر بطمأنينة كلما دعا لها بالتوفيق.

دعوات الشيخ هنية من داخل العمري ودعوات أمها تكللت ببهجة واحدة لإنصاف ومثلها لغزة حين انتشرت صورتها مع خطبيها من داخل باحات العمري وذات الاكليل على رأسها قد وضعه محمد!

الشاهد

رحب محمد بفكرة خطيبته وقال بدوره: "الحمد لله الذي منحني شريكة عمر مثلك تفكر بالطريقة هذه، فخير بداية نبدأ بها حياتنا ستكون من المسجد".

رقعة الابتسامة التي توزعت بالتساوي على العائلتين عند اقتراح الفكرة، وكانت المفاجأة أن مؤذن العمري سيكون شاهدًا على عقد القران بعد طلب من محمد!

قبة المسجد كانت تحيط الحضور، وهالة فرح تلف الجميع، منذ أن قال المأذون أنها أول حالة "كتب كتاب" في العمري.

لم تغادرها الابتسامة، كان لكل حرف تنطقه بهجة ولحن خاص به وهي تكمل: "حينما علم مفتي الجامع العمري الدكتور نمر أبو عون قال إنه سيكون الشاهد الثاني على عقد قراننا ووصفه بالتاريخي".

الثاني والعشرين من آذار أزهر حبًا وأملًا لإنصاف ومحمد بعد أن قال كلاهما "نعم"، وزارهما الربيع مرتين حين وجه لهما المفتي نصيحة: "ديروا بالكم ع بعض، وكملوا حياتكم بالقرآن لتعمر قلوبكم بالسعادة الدائمة".

البث المباشر