تظهر معطيات هطول المطر مستويات منخفضة جدا، إذ وصلت نسب هطول المطر ما بين 20% إلى 40% من المعدلات السنوية، وهي نسب قليلة، لاسيّما أن أيام الشتاء المعروفة بـ"مربعانيّة الشتاء" تشارف على الانتهاء.
وقال الراصد الجويّ، ليث العلامي: "مع الأسف، يُصنَّف هذا العام حتى الآن على أنه عام محل، لأن الأرقام تؤكد أن وضع موسم الشتاء سيئ، فهي المربعانية الأسوأ منذ 8 سنوات بعد موسم 2013/2014".
وحول سبب تراجُع سقوط الأمطار في "المربعانية"، قال العلامي: "إنه يعود إلى سلسلة مرتفعات جوية طويلة الأمد تتموضع على منطقة شرق المتوسط وجنوب أوروبا حتى تركيا، والتي كانت تحت تأثير هذا المرتفع وقلة الأمطار والثلوج، لذلك نحن نتحدث عن طقس شبيه في جميع بلاد الشام وليس في فلسطين فقط، وعدنا حديثا لنسمع عن منخفضات في أوروبا وشمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر التي عانت من جفاف خلال هذا الموسم، وهو موسم غريب وغير معتاد، إذ هطلت الأمطار بشكل غير معتاد في مناطق صحراوية مثل الجزيرة العربية".
وذكر العلامي أن "كميات الأمطار التي هطلت في معظم المحافظات الفلسطينية حتى اليوم، تتراوح بين 20% و40% من المنسوب المعتاد، ففي حين وصلت النسب إلى نحو 40% في محافظات الساحل؛ بغزة، وعسقلان، ويافا، نلاحظ أن الشمال لم يحقق أكثر من 30% من المعدل المفترض له، وذلك رغم انتصاف الشتاء وقرب انقضاء مربعانية الشتاء التي تنتهي نهاية الشهر، ونحن نشارف على بدء خمسينية الشتاء التي تنهي رسميا وفلكيا في 22 آذار/ مارس".
وشدّد على أن "الشتاء هذا العام امتاز بقلة المنخفضات الجوية الكلاسيكية المعتادة، وكُسرت فيه حالات عدم الاستقرار الجوي المتمثلة بحالة جوية سريعة في منطقة محدودة دون غيرها، أي هطول مطر في منطقة دون غيرها، وغابت كذلك المنخفضات المعروفة ذات التأثير الواسع على معظم المحافظات".
وبخصوص توقّعه للفترة المقبلة، قال العلامي: "نحن نتوقع استمرار النظام السلبي (هدول المطر بأقل من المعدّل المعتاد سنويًّا) حتى نهاية الشهر، من حيث استمرار المرتفع الجوي، ولكننا ننظر بأمل إلى بداية شهر شباط/ فبراير وبحذر شديد، ولكونها توقعات بعيدة ننظر إليها بحذر أكبر، لكن هناك إشارات إيجابية متمثلة بأن مناطق وسط أوروبا وجنوبها وغربها تشهد مرتفعا جويا، وهذا يعطي إشارة إلى أن مسار الكتلة الباردة يتحول إلى شرق البحر المتوسط، ولكن ذلك ليس (حتميا) بالضرورة، وعايشنا حالة شبيهة خلال هذا الموسم، وهذه نقطة (جزئية) نأخذها على سبيل الأمل والتوقع".
وحول سؤاله بشأن الجزيرة العربية التي ذكر أنها تشهد هطول الأمطار بنسب تفوق المعدل المعتاد فيها، قال العلامي: "هذا صحيح، لاحظنا وشاهدنا الشهر الماضي موجات من السيول والأمطار في الجزيرة العربية في حدث استثنائي غير مسبوق، والسبب يعود إلى وجود مرتفع جوي يسيطر على مناطق شرق المتوسط ومناطق أخرى في العالم، وهذا يؤدي إلى تحوّل الحالات المدارية في البحر الأحمر والخليج، التي تُحدث أمطارا مدارية وليس منخفضات جوية، إضافة إلى تساقط الثلوج في مناطق شمال الجزيرة العربية في تبوك، وهي مناطق مرتفعة أكثر من 2500 - 3000م، وتساقط الأمطار يعني تحوّل الأمطار إلى تساقط للثلوج، وفي مناطقنا نحن نلاحظ أن هطول الأمطار المنخفضة يشمل جميع مناطق بلاد الشام في الأردن وسورية ولبنان، وحتى تركيا".
وبشأن التوقعات البعيدة حتى نهاية الشتاء الجاري، قال العلامي: "إنها توقعات موسمية أو شهرية، ولكنها ليست دقيقة. والتوقعات الشهرية تعطينا أملا في شهر شباط/ فبراير، وآذار/ مارس، بأن يكون الهطول في المعدل المقبول، لكنها توقعات موسمية لا نعتمد عليها كثيرا، والواقع من تجربتنا هو أن التوقعات الموسمية لا تكون دقيقة، وحالها ليس كحال التوقعات لأيام قليلة مقبلة".
عربي 48