كتب محلّل الشؤون العسكرية في موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، نير دفوري، مقالًا تساءل فيه عن سبب صغر سن الفتية الفلسطينيين الذين قاموا بتنفيذ العمليات الأخيرة في القدس المحتلة، معتبرًا أنّ هذا المنحى من العمليات بدأ عام 2015، مضيفًا أنّه “خلال انتفاضة السكاكين كانت هناك فتيات يخرجن من المنزل وبأيديهنّ مقص للهجوم.
ما هي الدوافع التي دفعتهم إلى تنفيذ عمليات في مثل هذه السن المبكرة؟ وكيف يمكن منع ذلك؟”.
دفوري نقل عن مصدرٍ أمنيٍّ (إسرائيليٍّ) قوله إنّ الحديث يجري عن ثلاثة عوامل: “تثقيف منزلي، تحريض في مؤسسات التعليم في شرق القدس المحتلة، وتحريض على وسائل التواصل الاجتماعيّ”، معتبرًا أنّ “الأطفال يشعرون أنّه ليس لديهم مستقبل ولا أمل، وبالتالي من السهل تحريضهم لتنفيذ عملية، لأنهم بهذه الطريقة يُنظر إليهم على أنهم أبطال على وسائل التواصل الاجتماعي بعد قيامهم بأفعال من هذا النوع”، على حدّ تعبيره.
في غضون ذلك، حذّر المصدر الأمني السابق من أنّ أي تصرف غير مسؤول في شرق القدس المحتلة قد يشعل الوضع في غزة أيضًا، مضيفًا أنّ التوجه للمزيد من هدم المباني في المنطقة سيزيد الأزمة، لافتاً أن أكثر من 30 أمر هدم صدر شرق القدس.
📸 صور|| من محيط منزل الشهيد محمد الجعبري بعد تفجيره صباح اليوم من قبل قوات الاحتلال في مدينة #الخليل#اضراب_موظفين_الاوقاف #الراحة_النفسية pic.twitter.com/hGrljTzjfW
— الرسالة للإعلام (@Alresalahpress) February 16, 2023
ولفت المحلل العسكريّ في سياق حديثه الى أنّه في المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) يحاولون العمل بشكل مركّز في شرقي القدس المحتلة وعدم استفزاز باقي المواطنين من خلال الإدراك أنّ الأمر قد يؤجّج المنطقة أكثر، مضيفًا أن الأنشطة تُنفذ وفق معلومات استخبارية دقيقة بهدف منع انخراط المزيد الفلسطينيين في موجة العمليات.
اقرأ أيضاً: عرين الأسود تدعو المقدسيين لإعلان العصيان وإغلاق الشوارع
إلى ذلك، شدّدّ المُستشرِق د. ميخائيل ميليشتاين، باحث في معهد السياسات والاستراتيجية التابع لجامعة رايخمان، في مقالٍ نشره على موقع المعهد، على أنّه “يتعين على متّخذي القرارات مواجهة خلاصتين استراتيجيتين:
الأولى، أنّ التركيز على خطوات رمزية – من ملاحقة الأعلام الفلسطينية، مروراً بإقامة بؤر يجري إخلاؤها بسرعة في الضفة الغربية، وصولاً إلى زيارات إلى الحرم القدسي، يمنع صوغ استراتيجيّة عميقة وبعيدة المدى في الموضوع الفلسطيني، ويمكن أن يحوّل الانتباه والجهد إلى مسائل وجودية أُخرى، في طليعتها النووي الإيرانيّ”.
ولفت إلى أنّ “الخلاصة الثانية، والأكثر أهمية، هي أن السلطة الفلسطينية تبقى الأقل سوءًا، لأن عدم وجودها سيضع (إسرائيل) أمام بدائل أكثر سوءًا بكثير، بدءًا من سيطرة (حماس) على الضفة، مرورًا بواقع الدولة الواحدة الذي يهدد صورة (إسرائيل) كدولةٍ يهوديّة”، على حدّ تعبيره.
🛑 تغطية صحفية: اعتقــال سبعة شبان خلال اقتحام بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل فجر اليوم pic.twitter.com/QbW2bOzlWx
— الرسالة للإعلام (@Alresalahpress) February 16, 2023
المستشرق أكّد أنّ “السلطة الفلسطينية أظهرت ضعفًا خلال السنة الأخيرة، لم نشهد له مثيلاً منذ الانتفاضة الثانية، حين فقد الحكم في رام الله جزءاً كبيراً من قدراته، الأمر الذي خلق فراغاً استغلته عناصر القوى المنافسة، وعلى رأسها (حماس)”.
وخلُص إلى القول إنّه “في ظلّ الوضع الراهن، ثمة حاجة مُلحة وفورية إلى استعادة السلطة سيطرتها على الأماكن التي ضعفت فيها، ولكي تؤكِّد أنّ (نموذج جنين)، الذي يعرف بمعقل المقاومة، لن يتمدد إلى سائر أجزاء الضفة، ولكن عمليًا، هناك صعوبة في تحقيق هذا الهدف في ظلّ الأزمة الحادة مع (إسرائيل) والتصعيد الأمنيّ”، على حدّ تعبيره.
المصدر: الرأي اليوم