لم يستغل الشاب "هيثم" – اسم مستعار- حنكته وذكاءه في استخدام الإنترنت بالبحث عن فرصة عمل تدر عليه دخلا يؤهله لتأسيس عائلة له كبقية أقرانه، بل أصبح (هاكر) ليخترق مواقع ويبتز أصحابها للحصول على المال.
سئم من اقتحام المواقع الإلكترونية، فاتجه إلى أسلوب "شيطاني" أكثر، بالحصول على المال عبر سرقة حسابات "فيسبوك" أو "انستغرام" لفتيات، يدخل حساباتهن وينبش في رسائلهن وصورهن ثم يبدأ بتهديدهن بنشر ما بحوزته حال لم يدفعن له المال.
ولأن كثيرا من الفتيات ضعيفات يخشين المواجهة أو التقدم بشكوى للجهات المختصة أو إخبار ذويهن بما يجري معهن من ابتزاز، واصل الشاب استغلاله للفتيات وبات يدفعهن لسرقة المزيد من أهاليهن وتحويل المال له.
بقي الشاب ثلاث سنوات، يبتز فتيات ليس في قطاع غزة بل والداخل المحتل والضفة أيضا، فأعجبه تلقي الأموال التي يصرفها دون حساب.
بعد سنوات من النصب والابتزاز، توسعت شبكته وأصبح يشغل فتيات معه للإيقاع بالشباب، لكن الحال لم يدم طويلا، حين قررت سيدة بالتقدم بالشكوى ضده للشرطة بغزة.
كانت السيدة تستجيب لتهديداته، فقد اخترق هاتفها المحمول وسرق صورها وهي في الحفلات العائلية الخاصة، بدأ بإرسال ما سرقه من صور وفيديوهات لها والتهديد "هل أنشر وأفضحك أم ترسلي المال".
وفق إفادة السيدة بقيت ترسل له المال حتى وصل المبلغ إلى 3 آلاف دولار، فأصبحت في حيرة من أمرها، حتى دخل على الخط ابن عمه بلباس الواعظ الحامي لها، فأخبرها أنه يمكنه حذف صورها من عنده لكن مقابل ألف شيكل ليدفعها لشخص متخصص في حماية الحسابات وحذف الصور.
⚡️ الرسالة تطلق اليوم زاوية (جريمة أون لاين) #جريمة_أون_لاين #جرائم_إلكترونية https://t.co/rezdSA6KhA pic.twitter.com/9cmkA5Lg5k
— الرسالة للإعلام (@Alresalahpress) February 2, 2023
بعدما أرسلت له ووثقت به، اكتشفت السيدة أنها وقعت في شرك عصابة فهو وابن عمه يصطادون الفتيات لابتزازهن إلكترونيا.
حينها تمالكت نفسها وقررت مواجهة الشاب بأنها لن تكترث لتهديداته، فبدأ يصنع حسابا جديدا ويضع صورها، لكنها تراجعت وسألته ماذا يريد أكثر، ليرد عليها " فقط 10 آلاف دولار للخروج من قطاع غزة"، فوافقت بشرط أن يمنحها عنوانه وبياناته الخاصة بدلا من التي ترسل عبرها المال له بطرق ملتوية.
بدأ الشاب يهيئ نفسه للسفر، فالأموال في طريقها لتمكنه من الهروب خارج القطاع، لكن هذه المرة لم يهنأ فالشرطة كانت له بالمرصاد حين تتبعته وألقت القبض عليه.
وبمجرد مواجهته لم ينكر شيئا، تمت مصادرة الأجهزة التي يستخدمها للإيقاع بالفتيات وتعويض بعضهن بالمال الذي كان بحوزته، وتحجج أنه كان يفعل ذلك لعدم وجود عمل له ويندم على ما فعله، لكنه واقعيا خسر سمعته ولايزال يقضي عقوبته في السجن.
يعلق العميد أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة بغزة، على الواقعة السابقة بالقول: "نوصي الفتيات بأخذ الحيطة والحذر عند استعمالهن لمواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع: "يجب على الفتاة أن تكون أكثر وعيا عند حديثها مع أي شاب حتى لو كان هدفه الزواج منها، فما وراء مواقع التواصل الاجتماعي خطير، فقد يكون ذئبا بشريا أو ضابط مخابرات (إسرائيليا) يريد الإيقاع بالفتيات عن عمد".
ويشدد على ضرورة محافظة الفتيات على أنفسهن، وفي حال تعرضن للابتزاز لا يترددن في التقدم بشكوى، فالشرطة تعالج القضايا بسرية تامة وتعيد الأموال لأصحابها، عدا عن الإمكانيات التي يمتلكها قسم الجرائم الإلكترونية حيث المهندسين المختصين في مسح الصور واستعادتها من "الهاكرز".
اقرأ أيضاً:
ملكة الانستغرام.. تقع ضحية الابتزاز الإلكتروني