تمثل مشاركة السلطة في قمة العقبة الأمنية انتقالا واضحا من الدور المنوط بالسلطة بنقل المعلومات الأمنية لـ (إسرائيل) إلى حليف استراتيجي علني.
وتعقد قمة العقبة الأمنية المزمع اليوم الأحد، بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية و(إسرائيليين).
ووفق مراقبين، فإن هذه القمة ستبحث محاولة وقف المقاومة المتنامية في الضفة والقدس، وحالة التوتر قبل وخلال شهر رمضان المبارك.
تحالف استراتيجي
المختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أكد أنه منذ نشأتها، لم تتوقف السلطة عن خططها الأمنية في سبيل القضاء على المقاومة وتحجيمها قدر الإمكان.
وعن الفارق في هذه القمة، قال العقاد في حديث لـ "الرسالة نت" إن السلطة باتت شريكة في تحالف (إسرائيلي) عربي، ولم تكتفِ بدور التنسيق الأمني.
وأضاف: "لم تتوقف السلطة على تحجيم تمدد المقاومة في الأراضي الفلسطينية، بل باتت تدخل ضمن تحالفات أمريكية (إسرائيلية) للتحرك ضد المقاومة وإيجاد حماية (لإسرائيل)".
وأشار العقاد إلى أن قفزة كبيرة لعمل السلطة تتمثل في "اللعب على المكشوف" ضمن التحالفات، "ولن تنجح هذه التحالفات التي لم تكن وليدة اللحظة، فمنذ نشأة (إسرائيل) وتجري التحالفات ضد المقاومين".
ولفت إلى أن جميع محاولات القضاء على المقاومة لن تنجح، في وقت تمثل المقاومة ضد الاحتلال جذوة العمل الفلسطيني ولا يمكن إنهاؤها دون انتهاء الاحتلال.
واستنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية، بغزة، مشاركة وفد من السلطة الفلسطينية في الاجتماع الأمني بمدينة العقبة الأردنية.
وقالت الفصائل في بيان لها: "نستنكر توجه وفد من المتنفذين في السلطة للمشاركة في الاجتماع الأمني بمدينة العقبة الأردنية".
وأضافت: "الاجتماع استكمال لمخططات التآمر على شعبنا ومحاولة لاستئصال مشروع مقاومة".
وصلت طائرة أردنية إلى مقر رئاسة السلطة برام الله، لنقل وفد السلطة للمشاركة في “قمة العقبة” الطارئة غدًا الأحد.
ويتكون وفد السلطة المشارك في “قمة العقبة” من ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة، ومجدي الخالدي، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ.
ووفقًا لمصادر فإن قيادة السلطة ستوصل رسالة للمؤتمرين بـ "قمة العقبة" في الأردن بأن ستوافق على تطبيق الخطة الأمريكية لضمان بقائها وتحسين قدرتها الاقتصادية.
بدوره، أكد الدكتور خالد معالي، أن قمة العقبة هي تطبيق لقرارات المتطرف ايتمار بن غفير، والتي تتمثل في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة.
وقال معالي: "بن غفير يتربع على قمة العقبة، حتى ولو لم يحضرها شخصيا، فأفعاله وقراراته دفعت الأحداث لعقدها، في وقت تخشى دول الاقليم من انتفاضة ثالثة".
وأوضح أن أنسب رد على قمة النقب يتمثل في تصاعد حالة المقاومة والاشتباك مع الاحتلال وعلى جميع الجبهات.
ووفق القمة، ستناشد السلطة خلال "قمة العقبة" الولايات المتحدة و(إسرائيل) بتجنيد 10 آلاف جندي جديد وتدريب 5 آلاف من عناصر السلطة والسماح بإدخال أسلحة ومعدات لصالح أجهزة السلطة.
وستطلب السلطة خلال قمة النقب تشكيل غرفة مشتركة من أجل التنسيق بين أجهزة السلطة والاحتلال من أجل اقتحامات الاحتلال لمدن الضفة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن أجندة الاجتماع بقمة العقبة ستتركز على الجانب الأمني والسياسي ومخرجات اللقاءات والتفاهمات التي توصل إليها الشيخ مع رئيس مجلس الأمن القومي (الإسرائيلي) تساحي هنغبي، المكلف من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتواصل مع الشيخ.