كما تمضي الحياة في خطوات متسارعة، يقفز شبان غزة نحو الأمل بواقع جميل من بين أزقة أصبحت ركامًا، فلم تعد الحجارة متراصة فوق بعضها، بل سويت بالأرض بفعل العدوان.
الرياضة التي من المفترض أنها تُمارس في مناطق واسعة وتضمن الأمان للشبان، لكنها في غزة مختلفة تماما، ففريق "Run Gaza3" عشِق تلك الرياضة بين ركام المنازل وفي المناطق المدمرة التي أبادها الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة.
قناة "جفرا" عبر الانترنت أنتجت فيلمًا مصورًا يعرض ممارسة هؤلاء الشبان لرياضة الباركور فوق ركام الأحياء المدمرة في غزة.
رياضة فوق الركام
"الأمل، الحياة، العزيمة، هنا غزة"، الفريق الشبابي طبّق تلك الكلمات في استمرارهم برياضة الباركور، فنشروا بين أحياء غزة "المدمرة" لوحات فنية تمثلت بأجسادهم المحلقة في السماء.
ولن يستمر أهل غزة في البكاء أو الجلوس على أطلال منازلهم حسرًة على مُصابهم، فبعضهم استمتع بمشاهدة رياضة الباركور عن قرب من خلال عُشاق تلك الرياضة من الشبان.
محمد لُبد مدير فريق الباركور يقول لـ "الرسالة نت"، إنهم أرادوا إرسال رسالة للعالم ولمتابعي الرياضة عن حجم الدمار الذي خلّفه الاحتلال في غزة.
الفريق الذي يضُم نحو 22 شابًا من قطاع غزة يقصدوا الأحياء المدمرة في أماكن مختلفة من القطاع، فيما يمارسون الرياضة بطرق مختلفة وقد سمحت لهم المنازل المدمرة بالقفز واللعب بشكل كبير، حسب لُبد.
رياضة مُستهدفة
عشرات المنازل الآيلة للسقوط يتناوب الشبان للقفز فوق جدرانها وأسقفها المتصدعة، في مشهد خطير لكنه يرسم لوحة البقاء والصمود والتحدي في وجه المحتل.
ولم يسلم أي مكان في غزة من الاستهداف والتدمير فحتى النادي الذي يتم تجهيزه لهذه الرياضة قد توقف إتمامه بسبب الأضرار التي لحقت به خلال الحرب، وكان قد تعرض نادي السلام الرياضي شمال غزة للتدمير قبل أعوام وهو الذي أسس الباركور بغزة.
"من أكثر الأماكن التي نتمتع فيها بممارسة الرياضة هي المناطق المدمرة لوجود حواجز وبتعطينا حافز لممارسة الرياضة"، فيما يتجمع الناس لمشاهدة الفريق ومتابعة التدريب وتصيرهم في تلك الأماكن، كما يقول لُبد.
إذن فغزة لن تموت وشعبها سيستمر في إرسال رسائله للعالم أنه شعب صامد، لكنه يحتاج الوقوف بجواره ومساندته ضد الاحتلال، وفي حالة الصمود الأسطوري "غزة ما زالت تنبض بالحياة".
