غزة-الرسالة.نت
ذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "إيرين" عن أنفاق غزة الحدودية مع مصر أنّ الجدار الفولاذى الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة، سوف يعزل القطاع نهائياً عن مصر من الأعلى ومن الأسفل أيضاً حيث توجد الأنفاق، الأمر الذي سيضع سكان القطاع على حافة الهاوية.
وتساءل التقرير فكيف سيبقون على قيد الحياة، دون ممارسة عمليات التجارة عبر الأنفاق الموجودة على طول الحدود المصرية؟ حيث إنّه وفقاً للبنك الدولي وخبراء اقتصاد فلسطينيين فإن ما لا يقل عن نسبة 80% من واردات قطاع غزة تأتى من خلال هذه الأنفاق.
ونقل التقرير عن عمر شعبان، خبير اقتصادي في غزة أنّه بالرغم من ارتفاع مرتبات حفر الأنفاق والعمل فيها لمبلغ يصل إلى 25 دولار يومياً، إلا أنّ هذه الوظيفة من الوظائف القليلة المتاحة للشباب الفلسطيني، إذ إنّهم يتعرضون لهجمات يومية من سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى انهيار الأنفاق ونشوب الحرائق.
ومن جهة أخرى، نقل التقرير عن زياد الظاظا وزير الاقتصاد في الحكومة الفلسطينية قوله إنّه كان هناك 20000 عامل كانوا يعملون في الأنفاق قبل العمليات الإسرائيلية فى غزة أوائل عام 2009، ولكن بقى الآن ما يقرب من نصف هذا العدد جراء تدمير القوات الإسرائيلية من 60% إلى 70% من الأنفاق.
وفى نفس الوقت، نقل التقرير عن "أبو عنتر" وهو مالك لأحد الأنفاق الموجودة على الحدود المصرية قوله أنّ هدم الأنفاق يعنى عدم وجود دخل له ولآلاف آخرين من الذين يعتمدون على هذه الأنفاق للعمل وكسب الرزق.
ووفقاً للتقرير، فقد أشار رجل لديه سبعة أبناء إلى أنّ مشكلة الجدار الفولاذى ليست بأزمة، حيث يمكن العبور منه ومن الأنفاق بسهولة، ولكن المشكلة والأزمة الحقيقية تكمن في كهربة الجدار، ووضع أجهزة استشعار للحركة بداخل الأنفاق، وهذا الأمر يجعل المهمة مستحيلة، هذا لأن الأنفاق هي مصدرنا الوحيد للعيش.
ويضيف التقرير أنّ الجدار العازل سيمتد على طول من 10 إلى 11 كيلومتر، وعلى عمق 18 متر تحت سطح الأرض.
ويرجع التقرير إلى "أبو عنتر" القول "نحن نتعامل مع الخوف في الأنفاق على مدار 24 ساعة ونتساءل دوماً إذا كنا سنخرج أحياء أم لا، حيث أنّ الموت أمر لابد منه في هذا العمل، وضحايا الأنفاق موجودة دوماً بسبب الهجمات الإسرائيلية والانهيارات".