قائمة الموقع

"كلاحة الرئيس" في حضرة رجال الأعمال

2014-09-25T09:16:13+03:00
رسم كاريكاتيري لعباس
غزة – الرسالة نت

لم يكن يتوقع رجال الأعمال من قطاع غزة أن يكون اجتماعهم برئيس سلطتهم بهذا المستوى من "الجهر بالسوء" بل أكثر من ذلك، فما قيل في الاجتماع كان أكثر من "السوء" نفسه، حيث تفاجأ الحاضرون أن "الرئيس" خرج عن كل ما يمكن أن يكون متوقعا من شخصية رسمية بهذا المستوى، خاصة في ظل وجود نخب سياسية واقتصادية مهمة.

الاجتماع الذي عقده رئيس السلطة محمود عباس في رام الله بمشاركة رجال أعمال واقتصاديين من قطاع غزة مر عليه أسبوع تقريبا ولكن صداه لا يزال يتردد بين النخب السياسية في غزة التي استمعت باهتمام بالغ من العائدين من رام الله، عن صدمتهم مما رأوه وسمعوه.

"الرئيس" بدا متحفزا "للقتال" منذ اللحظات الأولى للاجتماع، لم يحتمل أن يناقشه أحد أو حتى أن يطرح عليه أيا من الحاضرين حتى ولو فكرة جديدة سياسية كانت أو اقتصادية تتعلق بإعمار غزة، فقط كان متمسكا بآلية "سيري".

بل ترك الموضوعات الأساسية التي جاء ليناقشها المجتمعون معه، وبدأ يخطط للمز حركة حماس، فسأل سيدة من المشاركات في الاجتماع، قائلا: "كيف سمحت لك حماس أن تكوني بدون غطاء للرأس" فقالت له:" حماس لا تتدخل في هذه الأمور".

لم تفلح محاولات اللمز فانهال لكيل الشتائم لقادة حماس، خالد مشعل وإسماعيل هنية، ود. موسى أبو مرزوق.

أحد أعضاء الوفد وصف، خلال اللقاء، خطة سيري لآلية ادخال مواد البناء إلى غزة بأنها تشكل مرحلة انتقال من حصار إلى آخر وبموافقة من السلطة، معربا عن مخاوفه أن تكون معالم المرحلة المقبلة في أفضل أحوالها مجرد مرحلة جديدة لإدارة الحصار (الإسرائيلي) المفروض على غزة وإطالة أمد الاحتلال.

وبعد أن اختتم المتحدث مداخلته بقوله "كان من الأفضل أن تراقب الأمم المتحدة الحدود بدلا من مراقبتها لدخول مواد البناء"، رد الرئيس بداية بإيماءة استياء بدت جلية على وجهه ليؤكد للمتحدث بلهجة حازمة أن آلية سيري ستكون الآلية الوحيدة المعتمدة لإعادة الإعمار ودخول مواد البناء وأن الإعمار سيسير سواء بسطت حكومة التوافق سيطرتها على غزة أو لم تبسط.

تحدث آخر واقترح على الرئيس آلية تمويل قروض للقطاع الخاص يتم استعادتها حين قيام الدول المانحة بتعويض الأضرار، فأجابه الرئيس باقتضاب شديد "وإن لم يدفع المانحون تعويضات للمتضررين".

أكثر من متحدث دعا خلال اللقاء الرئيس ووزراء حكومة التوافق لزيارة غزة وأعربوا في ذات الوقت عن خشيتهم من إمكانية تباطؤ عملية إعادة الإعمار ودخول مواد البناء وجاءت إجابة الرئيس قاطعة بتأكيده أنه لن يعود إلى غزة ما لم تسلّم حماس السلطة كليا إدارة وحكم غزة وأنه أبلغ الغرب بذلك وسيعمل على اعمار غزة عن بعد ولكن إذا حدث أي تدخل "من حماس" "سننسحب فورا في حال تهريب الاسمنت بطريقة أو بأخرى".

وذهب متحدث إلى مطالبة الرئيس بالإيعاز لوزراء حكومة الوفاق بزيارة غزة متعهدا بشكل شخصي بقوله "نحن نضمن لك سلامتهم وإن تعرضوا لأي مكروه اعتبرنا جميعا رهن الاعتقال" فرد الرئيس عليه بقوله "لا أحب مثل هذا الحديث".

في مداخله أخرى قال أحد الحضور "حماس تغيرت" رد الرئيس على المتحدث كم عمرك؟ قال 52 عاما، أجابه الرئيس: انا اعرف حماس منذ 55 عاما.

وطالب أحد المتحدثين الرئيس بأن يعطيهم أملا في معالجة جملة المشاكل والصعوبات التي تواجه غزة فقال "تريدون أن أكذب عليكم" وقال أيضا "لا يمكن أن نسير للأمام إلا إن سلمت حماس السلطة فهناك حكومة واحدة ".

رد مشارك آخر "انا لست من حماس ولكن ماذا ستقدم لي يا سيادة الرئيس كي أنتخبك

فرد الرئيس "أنا مش حأنزل انتخابات".

فرد المشارك عليه:" وما الذي يمنعني من انتخاب حماس".

واستمع الرئيس لمداخلات عدة لم يعلق عليها باهتمام يذكر حيث تحدث البعض عن رغبته بالهجرة لانسداد الأفق ووصف آخرون خطة سيري بنظام كوبونة تقدم احتياجاتك من مواد البناء وبعد ذلك يدخلون الكمية.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00