دفعت تدهور الحالة الصحية لرئيس السلطة محمود عباس، إلى فتح باب "بازار" البحث عن رئيس، في ظل اهتراء النظام السياسي الذي يعيش في أوضاع مشابهة لرئيس السلطة بـ "غرفة الانعاش".
وفتح التدافع على كرسي الرئاسة باب الصراع على مصراعيه بين معسكرين يمتلكان المزيد من النفوذ المالي والسياسي والأمني، على حلبة مقعد الرئاسة، أحدهما وافد من رجال الاعمال والمدعوم امريكيا واوروبيا، وآخر قادم من المؤسسة الأمنية والسياسية.
وتنحصر أوجه المعركة التي تدور رحاها خلف الغرف المغلقة حتى وصل الأمر بحسب قيادات فتحاوية إلى التهديد والوعيد "على جثتي لو وصل فلان أو علان الى الكرسي"، وباتت تتضح تفاصيله مع الدعوة لإقالة رامي الحمد الله وتشكيل حكومة جديدة.
مطلب إقالة الحمد الله وتشكيل حكومة جديدة يتبناه بحسب مصادر مطلعة، كلا من جبريل الرجوب وعزام الاحمد وتوفيق الطيراوي، في ظل تأييد ضمني من شخصيات في المركزية من بينهم اسماء تطرح لتولي منصب رئاسة حكومة جديدة أمثال محمد اشتيه.
اما في اللجنة التنفيذية للمنظمة فهناك ثلاث شخصيات تطرح بأنها أكثر المتشددين والمؤيدين لعزل الحمد الله على خلفية صراعات قديمة بينهم وهم زياد ابو عمرو وعزام الاحمد وصائب عريقات.
وتفيد المصادر، أن زياد ابو عمرو نائب رامي الحمد الله، وصلت بينهما الخلاف الى حد اتهم فيه الأول بتسريب أقوال له في داخل اجتماعات الحكومة لمواقع مقربة من فتح وتولى مسؤوليها مناصب قيادية لدى رامي الحمد الله في مرحلة لاحقة، حيث طالب ابو عمرو رئيس السلطة محمود عباس بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة المسؤولين عن عمليات التسريب التي جرت لمحضر اجتماع حرض فيه ابو عمرو على حركة حماس خلال جولات الحوار معها عام 2015.
أما عزام الاحمد الذي وقف الحمد الله ضد تعيين شقيقة زوجته خولة الشخشير كوزيرة في الحكومة وأحرجه على الهواء في تلفزيون فلسطين، عندما اتهمه بالتدخل الصارخ في تعيين وزراء الحكومة، في مقابلة اتهم فيها الأحمد معد الحلقة ماهر شلبي بالتواطؤ ضده لإحراجه في الحلقة.
المعسكر الأقوى الوافد من المؤسسة الأمنية ممثلا بجبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي ومحمود العالول، يعدّ الأكثر قوة وحضورًا ويضم الى جانبه "الثلث الصامت" في اللجنة المركزية امثال عباس زكي وابو ماهر حلس، إضافة الى الشخصيات التي تناوئ معسكر المال، من أمثال عزام.
الرجوب صاحب العلاقة القوية مع قيادة الاجهزة الامنية التي خرجت من عباءة جهاز الأمن الوقائي، وصاحب اليد العليا في تعيين المحافظين بالضفة، المدعوم من توفيق الطيراوي القادم من جهاز المخابرات، ترجح المصادر قوة فرص حظوظه كشخصية قوية في خلافة عباس، لاسيما وأنه أمين سر حركة فتح.
لكن الرجوب العدو اللدود لمحمد دحلان، يُكنّ كرهًا شديدا لفتح غزة وخاصة من عملوا في حقبة دحلان، كما أنه يفتقد للباقة الاعلامية والسياسية كما يقول بعض المراقبين في فتح ما تجعل منه منافسا ضعيفا في حلبة صراع الكبار التي تضم شخصيات وافدة من المؤسسة الدولية كصائب عريقات.
حتى اللحظة يبدو أن الاقرب كسيناريو لمرحلة ما بعد ابو مازن، هي دعوة المجلس الوطني للانعقاد وتكليفه بانتخاب رئيس للسلطة في حال فشل التوصل لإجراء انتخابات لمدة ستة أشهر، يتولى خلالها رئيس المحكمة الدستورية المرحلة الانتقالية، ما لم تحدث مفاجأة بحيث يسمي عباس نائبا له في اللحظات الأخيرة للقيام بدوره في قيادة السلطة، بحسب قيادات في فتح.
ودعا القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، إلى العودة إلى الحياة الدستورية بعد غياب رئيس السلطة محمود عباس، موضحاً أن الدكتور عزيز دويك هو الرئيس الدستوري في حال شغور موقع رئيس السلطة، وبعد 60 يوماً تجري الانتخابات الرئاسية ليختار الشعب رئيسه ديمقراطياً.
وحذر دحلان في تصريح مقتضب له، نشره عبر صفحته على موقع "الفيس بوك"، من استمرار الفوضى القانونية التي يعمل البعض على إطالة أمدها لتحقيق مآرب ومصالح شخصية.
وشدد النائب دحلان أن ما يجري الآن بسرية يجافي الحقيقة الدستورية والقانونية، وكل ما يخرج عنه هو غير شرعي.