قائمة الموقع

Class room تجربة جديدة لا تخلو من "النهفات"

2020-09-17T12:32:00+03:00
طلاب المدارس.jpg
الرسالة نت- مها شهوان

بعد عدة محاولات تمكنت والدة الطفلة "بانة البرديني" في الصف الأول الابتدائي من إدخال ابنتها الفصل الالكتروني لتنصت إلى شرح معلمتها، فبمجرد أن رأت الصغيرة صورتها راحت تقوم ببعض الحركات ظانة أنها عبر تطبيق "السناب شات"، لكن بعد ثوان قليلة ظهر زملاء الفصل الذين لم ترهم منذ بداية الحجر المنزلي بفعل جائحة كورونا.
حين ظهر الأولاد بدأ الجميع يهلل ويقوم ببعض الحركات المضحكة، حتى أن منهم من ذهب ليحضر ألعابه ويستعرضها لأصدقائه، فمهمة ضبط الصف الالكتروني متعبة سواء للمعلمة أو لأولياء الأمور.
وتصف الأم سيطرتها على صغارها أثناء الحصة الالكترونية بالصعبة، فمثلا تكون "بانة" تنصت لمعلمة العربي الساعة التاسعة صباحا عبر اللابتوب، أما شقيقها "أحمد" في الصف الرابع أيضا لديه حصة انجليزي في ذات الوقت يحضرها عبر الموبايل، بينما شقيقهم الصغير يتنقل بينهما وتحاول الأم السيطرة كي لا يتشتت الصغار.
تقول:" أواجه الكثير من المشاكل مع أولادي لضبطهم في الفصل، لكن تارة أجد ابنتي تبكي وتنادي "ماما ليش صرت بالسطر الثاني وهاد الولد أخد مكاني"، فطالبة الصف الأولى تعني أن مكانها في الـ Class room   تبدل، وتبدأ الأم بإقناعها بأن هذا لا يؤثر، عدا عن أنه عند انقطاع الانترنت لدقائق قليلة تعترض الصغيرة وتطفئ الجهاز وتقول "اليوم بدي أغيب".
أما بالنسبة لابنها الأكبر "أحمد" فتلزمه مدرسته بارتداء الزي الرسمي عند حضور أي حصة عبر الانترنت، لكنه يلتزم فقط بالقميص وفي حال أزعجه أحد اخوته يثور غاضبا، عدا عن مطالبته المستمرة لأمه بإعداد السندويشات والعصير أو الماء، وتوضح ضاحكة " يشير لي لإحضار ما يريد، ويبدأ بالأكل بعد أن يبعد الجهاز عنه".
وفي بداية الصفوف الالكترونية كانت تعاني الأم من توقيت الحصص المتزامن، لكن المدرسة بعد ذلك استحدثت جدولا يتناسب مع الطلبة دون أن يتشتت تركيزهم، ولا يرهق الأهالي وهم يتابعون صغارهم.
لم تنته معاناة الأم فقط عند مراقبة صغارها وهم يخضعون للدروس الالكترونية، بل تراجع ما تعلموه وتساعدهم في حل الواجبات ومن ثم ترسلها للمعلمة عبر الايميل في وقت محدد.

****كل حصة في نهفة
وهنا حالة أخرى للطالب عيسى مقداد، فمنذ ساعات الصباح تبدأ والدته التنقل معه عبر جهاز اللابتوب من فصل لآخر، لكن أكثر ما يزعجها أسئلة أولياء الأمور المتكررة، والمناداة على المعلمة للاستفهام حول أمور بسيطة خاصة في الأيام الأولى من الدراسة عن بعد.
أما عن ابنها، فتصفه بالمنضبط، فهو بمجرد انتهاء الحصص يبدأ بكتابة واجباته ومن ثم تقوم بطابعتها وارسالها إلى كل معلمة، عدا عن تصويره وهو يشرح لدرس معين، أو يقدم نصيحة عبر الفيديو كما تطلب معلمته.
الطالب عيسى دوما تصفه المعلمات بالذكي والبطل، ويصفقن له عبر الفيديو مما يدفعه للاجتهاد أكثر، لكن أكثر ما أزعجه حين وصفته المعلمة "بطل الصحافة"، فرفض وبكى وطلب من أمه أن تغير المعلمة الوصف كونه "بطل الكورة".
وتعتبر والدة عيسى الدراسة عن بعد متعبة ومرهقة، فهي لا تستطيع انجاز مهامها البيتية الا بعد انتهاء حصص ابنها، عدا عن أمهات الصغار الذين يواصلون الحديث عبر مجموعات المدرسة في أمورهم الحياتية.
وفي ذات السياق، تحكي رويدا عامر مدرسة العلوم تجربتها في التعليم الالكتروني، وبمجرد أن سألتها "الرسالة" عن مواقف طريفة مرت بها ضحكت مرددة "كل حصة في نهفة"، تبدأ المواقف من "مس فصل النت، يا مس راح الصوت"، لتنتهي بصوت الأمهات اللواتي ينادين بعضهن "مين بدها تضل بعد الحصة".
وتصف عامر التعليم عبر Class room بالمتعب لعدم سيطرتها على الطلبة وحركتهم المفرطة، موضحة أن الكثير من الأهالي مجرد أن يفتحوا الصف لأبنائهم يتركوهم، وحينئذ يبدأ الصغار بالحديث مع بعضهم عن "الببجي" و "الفيسبوك"، ومن هنا تبدأ معاناة المدرسة خلال الشرح الالكتروني.
وأوضحت أن مشاكل وحجج الطلبة في الانتباه لم تختلف عن الواقع، مبينة أنه عبر الالكتروني يبدأ الطلبة بالتحجج " فش صوت، فش صورة، يا مس قطع النت عندك".
ولفتت عامر إلى أنه كان من المفترض اخضاع الأهالي وتدريبهم كما حدث مع المعلمين للتعامل مع البرامج التعليمية عن بعد، وتهيئة المكان المناسب لحضور الحصص الالكترونية، بدلا من أن يأتي أحد أشقائه ويظهر عبر الكاميرا أو يلعب معه مما يشتت الجميع، عدا عن الصراخ داخل العائلة دون مراعاة أن هناك فصل وطلبة ومعلمة يسمعون ما يحدث.

اخبار ذات صلة