قائمة الموقع

"أحمد أبوسعادة".. تمنى رؤية توأمه قبل استشهاده

2014-09-28T07:19:56+03:00
(صورة من الأرشيف)
الرسالة نت_ حمزة أبو الطرابيش

في السويعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك التي ستنتقل بركته إلى صباح الأول من عيد الفطر السعيد، الذي لم يكن سعيدًا على غزة لأنها كانت مجروحة.

 جاء الشاب أحمد أبو سعادة مسرعا إلى أمه، وقبّل رأسها ثم طلب مسامحته قبل ذهابه إلى عمله الجهادي.

خرج أحمد من منزله شرق مدينة خانيونس تتبعه دعوات أمه حيث مرت دقائق ثم عاد الشاب  إلى أمه مرة ثانية يطلب منها بإلحاح أن تحافظ وترعى توأمه الذي سيبصر النور خلال أيام. لتقابله بردها: " راح ترجع سالم غانم يما ويتربوا بين أديك (..)".

دخل الصباح الأول من العيد لتتناقل معه وسائل الإعلام المحلية والدولية، أخبارًا عن عملية جهادية  في منطقة الفخاري، وحديث عن قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال.

ساعة تبعتها أخرى لتتبين التفاصيل كاملة. ما قالته وسائل الإعلام المحلية كفضائية الأقصى مثلًا، أن كمينا محكما نفذه خمسة مجاهدين من كتائب القسام شرق المدينة، وخلال انسحاب المجموعة أسقطت طائرة بدون طيار صاروخًا عليهم، وبعدها بدقائق جاءت طائرة من نوع f16 لتلقي جام حممها ويرتقوا جميعهم إلى السماء.

كان أحمد قائد تلك العملية البطولية، ليذهب إلى دار الآخرة دون رؤية توأمه المنتظرين. بالتحديد قبل العملية بساعة كان الشهيد قد هاتف أخيه الأصغر محمد يطمئن على حالة زوجته وهل أبصرا توأمه النور.

على عتبة منزل آل أبو سعادة المدمر جزئيًا من القذائف المدفعية جلسنا مع محمد، يروي بعد ما مسح دمعته الجارفة: "اتصل عليا ثلاث مرات فجر العيد، كل مرة يسألني، أجا التوأم؟، كيف زوجتي؟".

عصر اليوم الأول من العيد تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثث أبطال عملية الفخاري ونقلتهم إلى مستشفى ناصر، كانت أجسادهم ممزقة من شظايا الصواريخ الثقيلة التي سقطت عليهم. وفق محمد

بعد يوم من استشهاد أحمد، وهب الله زوجته إيمان توأما من الإناث، "نسرين ومنال".

قصة أحمد الذي استشهد قبل أن يرى طفلتيه من بين عشرات الزوايا الموجعة التي خلفتها آلة الطحن الإسرائيلية في مختلف مناطق غزة.

في غرفة الضيافة كانت تجلس الشابة إيمان بجانبها طفلتيها اللتين سيتمنين في يوم من الأيام أن يحضنهن والدهن ولو مرة واحدة، تحدثت بصوت خافت: "كان أحمد ينتظر هذا اليوم، ويعد الأيام عد(..)، الله يسهل عليه ويغفر له".

تتحسبن ثم تكمل: "راح أربي بناتي زي ما طلب مني أحمد، ربي يصبرني على فراقه ويصبرني على تربيتهن".

 وسبب تسمية التوأم بهذين الاسمين، أن أحمد اشترط على أمه قبل خروجه إلى العملية في حال لم يرجع أن تسمى واحدة على اسمها "منال" والثانية على اسم أم زوجته " نسرين".

قطع حديثنا مشهد أم أحمد حين حضنت التوأم، فيما كانت دمعات مقلتيها تسقط على خدودهن. استجمعت قواها ثم قالت صابرةً، " الله يسهل عليك يما(..) رفعت رأسنا، نسرين ومنال حيضلوا في عنينا".

اخبار ذات صلة