يحتار أهل غزة بين متفائل ومتشائم حول طريقة استقبال وفد حكومة الحمد الله خلال زيارتها الأولى لعقد اجتماعها الأول في القطاع.
الفريق الأول يقف على يسار الطريق يحمل مع يافطات الترحيب مشاعر امل وتفاؤل بنتائج إيجابية تعوضهم عن شهور عجاف منذ تشكيل حكومة التوافق، بعدما نالوا من: التجاهل، التآمر، التخاذل، التباطؤ، التلاعب، التطنيش، التطفيش.
فريق الأمل يراهن على أن جلسة الحكومة في غزة لن تكون الأولى ولا الأخيرة، وأنها سوف تحل أزمة الرواتب، وكيس الإسمنت، ولمبة الكهرباء، وسوف تساهم بتحقيق حاجات غزة الملحة، على رأسها إنهاء الحصار، كما أن لديهم آمال عريضة أن يتضمن جدول أعمال الحكومة في الجلسات القادمة، آلية تشغيل الميناء والمطار، بل أكثر من ذلك يتوقع هذا الفريق أن تشرع الحكومة في الإعداد للانتخابات القادمة، وتنفيذ حصتها من باقي ملفات القاهرة، مثل المصالحة المجتمعية، والحريات.
في المقابل يتجمع عدد آخر من أهل غزة على يمين الطريق، يرفعون أحذيتهم الجديدة التي اشتروها في العيد، وفي قلوبهم غضب، ويصرخون في وجه الحمد الله: كرزاي، دمية، اراجوز، جبان.
ثم يرفعون صور أطفالهم الذين سقطوا في الحرب، ليذكروا حكومة التوافق أنها وقفت متفرجة، تحصي عدد الشهداء، وترصد حجم الدمار، وعندما ثارت حميتهم، اشتكوا من تضرر السياحة، وهم الآن يتسولون باسم أهل غزة الذين لم تعترف بهم الحكومة إلى اليوم.
فريق التشاؤم يحذر من أن هذه الحكومة هي امتداد لمشروع أبو مازن الأمني، وضالعة بحملات الاعتقال في الضفة الغربية، وفي ظل خشيتها من أن يفوتها قطار الإعمار، قررت القفز في العربة الأخيرة، ويؤكد المتشائمون أن هذه الحكومة، لو عقدت اجتماعها في المسجد العمري بغزة، فإنها ستبقى تعيد إنتاج الانقسام بطريقة جديدة.
ومن بين الفريقين تخرج سيدة "على البركة"، اكتوت بنار الانقسام والحصار، تكشف عن صدرها أمام وزراء حكومة التوافق وترفع كفيها إلى السماء داعية: "بجاه هالحلابات، ما تردهن خيبانات... إذا فيهم خير ترفع هالمقامات، وإذا نيتهم شر يقلبوا حيوانات".