مهما تحدثنا عن القدس والأقصى فلن نوفيهما حقهما، ونقر بالتقصير لأن ما يجري في القدس لا يحتاج إلى الكلام بل إلى الفعل والعمل على الأرض من الجميع وعلى رأسهم أهل فلسطين، وأعتقد أن أهل فلسطين يعملون ولكن المطلوب عمل أكبر حتى يصحو العرب والمسلمون من غفلتهم وانحرافهم وبعدهم عن نصرة القدس وانشغالهم وإنفاق أموالهم في قضايا تجلب عليهم سخط ربنا قبل سخط شعوبهم كالجري خلف أمريكا في حربها على الإسلام والمسلمين أو خلف فرنسا كما يجرى في مالي أو فتح الأبواب والدعم من كل حدب وصوب للعدوان الصهيوني على قطاع غزة وفلسطين بما فيها القدس.
القدس اليوم بح صوتها واختنق صراخها ولا مجيب إلا من مؤمنين بحقها وحقهم بأن تكون القدس والأقصى مكان عبادتهم ورمز سيادتهم مرابطين على أرضه يتلقون حقد يهود بصدورهم متسلحين بإيمانهم وعقيدتهم وإرادتهم المستمدة من إرادة الله عز وجل، يدافعون وينافحون وحدهم ويصدون هجمات شذاذ الآفاق، محاولين منعهم من القيام بفرض التقسيم للمسجد الأقصى على أمل أن يبقوا كذلك؛ لربما تتحرك أمة المليار بما لديها من إمكانيات وبما للقدس والأقصى من مكانة في كتاب الله الذي به يؤمنون وبجدران قصورهم يزنون ما خلت منه صدورهم، وباتوا تبعا لإرادات دولية وأدوات تُستخدم عن وعي أو دون وعي ضد دينهم وعقيدتهم ويلهثون خلف ما تصنعه أمريكا من أعداء وهميين حتى تبقي السيطرة التامة عليهم فتملئ عقولهم الفارغة بأوهام القاعدة مرة وداعش مرة أخرى والتطرف الإسلامي مرة ثالثة، فترتعش أوصالهم وتُضرب عقولهم فيهرولون خلفها حفاظا على كرسي زائل إن لم يكن بالموت فسيزول بأمر آخر.
القدس اليوم يا أمة المليار ما عادت تحتمل الانتظار؛ فاليهود يسارعون في الإجهاز عليها ويسعون لإزالة الأقصى وهذا ما يسعون إليه وانتم غافلون، كل ذلك من أجل بناء مزعوم وأسطورة غير موجودة إلا في أحقادهم وهي الهيكل المزعوم. هذا الهيكل الذي لم يثبت رغم أنه لم يبق سنتمتر واحد في القدس وخاصة أسفل المسجد الأقصى إلا ونبش ولم يجدوا له أي أثر، ورغم ذلك يريدون تثبيت كذبهم وأضغاث أحلامهم وزيف توراتهم التي يحتكمون إليها رغما عن التاريخ والجغرافيا ورغما عن كل قواعد السلوك الحضاري والإنساني والأخلاقي.
يا أمة المليار إذا نسيتم نذكركم بأن القدس والأقصى آية من كتاب الله، ونذكركم أن الله أمركم بالدفاع عن مقدساتكم ودينكم وأرضكم وأن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم أمركم بقتال من يحتل ارض المسلمين عندما لا يتمكن أهل هذه الأرض من تحريرها، فتحرير هذه الأرض وطرد المحتل لأرض المسلمين يصبح فرض عين على كل مسلم، فهل انتم مسلمون حقا؟ متى تفيقون؟ والمسجد الأقصى قد هدم وبات أثرا بعد عين وقد قام مكانه هيكلهم المزعوم وعندها ماذا ستقولون لله؟ كنا نلهث خلف أمريكا؟، كنا يا رب نحارب دينك والمؤمنين بك وكان معبودنا الصليب والمنجل والكرسي والمال؟.
يا أمة المليار إذا كان حكامكم ضلوا الطريق وتركوا دينهم وسلكوا الضلال واتبعوا الشهوات، فهل انتم راضون عن ضلالاتهم؟، وهل انتم تسيرون معهم وقد سلبت إراداتكم وبتم قطيعا من الغنم ألغى عقله وباع ضميره ودينه من أجل رفاهية مزعومة وأموال مسمومة؟، ألا يوجد فيكم بقية من دين وضمير وحكمة تحرككم ضد الظالمين؟، لا اعتقد أن الأمر كذلك فالخير كثير والغيورون أكثر، فلتتحركوا كل بما عنده ووفق طبيعة أهله وأرضه حتى لو قضيتم كلكم في الدفاع عن دينكم ومقدساتكم وكرامتكم.
يا أمة المليار انتم اليوم مسئولون عما يجري وسينالكم الحساب يوما ما إذا بقيتم صامتين على ما يقوم به حكامكم؛ لأن صمتكم هو نوع من الشراكة لهم، تحركوا فلم يعد هناك مزيد من الوقت، فالساعات المتبقية قلائل وآخذه بالنفاد، فسارعوا الخطي واستدركوا الوقت قبل فواته، فالقدس والأقصى ينتظركم ويرى فيكم الأمل فلا تخيبوا ظن مسرى رسولكم صلى الله عليه وسلم فيكم، ولتكن لكم هبة اليوم أو غدا من أجل دينكم ومسجدكم وأقصاكم.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد