قائمة الموقع

شتاء الغزين ينتظر اموال المانحين

2014-10-13T06:44:52+03:00
بيوت مهدمة بفعل العدوان الاخير
الرسالة نت- ياسمين ساق الله

"معقول نرجع نعيش في بيتنا " كلمات تعبر عن لسان حال الغزين أثناء متابعتهم لمؤتمر "القاهرة الدولي حول فلسطين.

 وينظر سكان القطاع الذين فقدوا مأواهم الوحيد إلى المؤتمر باعتباره خطوة عملية أولى نحو إعادة الإعمار, حيث لا تتعلق آمالهم على نجاح هذا المؤتمر فحسب، بل على وفاء الدول بوعودها والآليات التي يمكن من خلالها أن تعود الحياة إلى المناطق المدمرة .

هذه الآمال تحتاج أموالا طائلة وآليات واضحة لتتحول إلى حقيقة , حيث هذا ما يرجوه الغزيون من مؤتمر القاهرة لإعمار غزة بان تتحول كلماتهم إلى أفعال على أرض الواقع بإعادة بناء منازلهم المدمرة.

مؤتمر "إعادة إعمار غزة", الذي احتضنته مصر أمس شارك فيه نحو ثلاثين وزير خارجية وخمسين وفدا من دول مختلفة، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتمثيل للاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

تفعيل الحراك الدولي

مصادر دبلوماسية بوزارة الخارجية المصرية أكدت أن مصر أخطرت الجانب (الإسرائيلي) بالالتزام بتسهيل اعادة اعمار غزة ضمن جولات المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني التي تتوسط فيها مصر.

افتتاح فعاليات المؤتمر جاءت على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال :" إن إعادة الاعمار سيتوقف على نقطتين أساسيتين هما استمرار التهدئة واستلام السلطة الفلسطينية إدارة غزة.

وأكد التزام مصر بمساندة القضية الفلسطينية، وسعيها لتفعيل التحرك الدولي العاجل لإعادة اعمار القطاع، بالتنسيق مع حكومة التوافق ، مشددًا على أن الفلسطينيين يعلقون الآمال على نجاح مؤتمر القاهرة.

السيسي لم يتطرق في خطابه إلى أي عدوان أو تصعيد (إسرائيلي) على غزة كما يرى المحلل والكاتب المصري قطب العربي وكأنه يريد أن يثبت لـ(إسرائيل) بأنه وسيط غير منحاز للفلسطينيين.

انعقاد المؤتمر في القاهرة خطوة يسعى من خلالها السيسي وفقا للعربي إلى التأكيد على أن الملف الفلسطيني ملف مصري بإدارة دولية, ويقول :" السيسي يريد هذا الزخم والغطاء الدولي خاصة أن الاحتلال راض كليا عن أدائه ومواقفه طيلة الحرب الأخيرة".

ويشير إلى أن ذلك دليل واضح على أن الرئيس المصري حريص على أن يظل بصورة ترضي (إسرائيل) وأن يكون محافظا على الورقة الفلسطينية بيده.

لو فشل المؤتمر

وقدمت السلطة الفلسطينية مشروعا لإعادة إعمار غزة من 76 صفحة بقيمة أربعة مليارات دولار يخصص القسم الأكبر منها لإعادة بناء مساكن لنحو مائة ألف شخص شردوا من منازلهم بعد الحرب التي أسفرت عن استشهاد نحو 2200 فلسطيني وجرح 11 ألف آخرين وقتل 73 إسرائيليا.

حركة حماس أكدت على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري أنها حريصة أن تجري عملية الاعمار بأحسن صورة وبأسرع وقت ودون عراقيل بهدف خدمة الشعب المتضرر جراء الحرب الأخيرة.

وأوضح أن حركته وفرت كل ما هو مطلوب منها لتهيئة الظروف للشروع في تقديم المعونات وإعادة الإعمار.

في غضون ذلك أبدى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية شكوكه في وفاء المؤتمر الدولي للمانحين بالأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة.

وأضاف في تصريحات خلال مؤتمر صحفي مساء الجمعة "من الإنصاف أن نقول إن هناك تساؤلات جادة يثيرها المانحون"، مشيرا إلى مخاوف من "العودة إلى هنا وفعل الشيء نفسه من جديد خلال عام أو عامين".

وقدمت الويلات المتحدة الأمريكية مساعدات بقيمة 212 مليون دولار للفلسطينيين بمؤتمر اعادة اعمار قطاع غزة في القاهرة , كما قدمت السعودية 500 مليون والامارات 400 مليون و300 من قطر.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون عن خطة للأمم المتحدة لدعم إعادة الإعمار تصل قيمتها إلى 2.1 مليار دولار من إجمالي جهود الإعمار.

مفاتيح (إسرائيل)

المحلل الاقتصادي معين رجب أعرب عن أمله وتفاؤله من نتائج هذا المؤتمر , هذا المؤتمر يلقى باهتمام كبير من الداعمين كما يؤكد رجب لانهم يعلمون أن غزة منطقة منكوبة وبحاجة ماسة لإعادة الاعمار وأن المجتمع الدولي تابع عن كثب الاستعدادات والتقديرات التي أعدت عن خطط الاعمار من السلطة.

رجب يوضح أن الدول المانحة باتت تعتبر غزة جزءا من السلطة التي ستزاول أشغالها على المعابر قريبا , ويضيف: "هذه ظروف تدعو إلى ازالة مخاوف الدول المانحة في هذا الشأن باعتبار أن حكومة الوفاق يعترف بها العالم كونها حكومة تابعة لعباس وهي من ستشرف على اعادة الاعمار".

نجاح المؤتمر يتوقف على الاجراءات (الإسرائيلية) , وفقا لرجب الذي أكد أن المؤتمر سينجح مالم تتعنت دولة الاحتلال التي تمتلك المفتاح الاساسي المتمثل في المعابر .

يشار إلى أن عددا من الدول شاركت في مؤتمر شرم الشيخ خلال الحرب على غزة والذين تعهدوا بدورهم بمبالغ كبيرة لدعم غزة إلا أن أيا منها لم ينفذ على ارض الواقع بسبب إغلاق دولة الاحتلال للمعابر.

وبحسب رجب فإن فشل المؤتمر سيعرض المنطقة إلى مخاطر اضافية, لذلك يرى أن عدة عوامل بالإضافة وقوة تأثير السلطة كلها مؤشرات لنجاح المؤتمر خلال الفترة المقبلة.

اخبار ذات صلة
شتاء ساخن ينتظر غزة
2013-11-25T14:14:59+02:00