انقرة – الرسالة نت
توقعت تقارير صحافية حدوث أزمة جديدة في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية على خلفية أنباء بشأن استعداد الكنيست الإسرائيلي لمناقشة قرار للاعتراف بأحداث وقعت فى شرق الأناضول عام 1915 بأنها جريمة "إبادة جماعية ضد الأرمن على يد الأتراك العثمانيين".
وذكرت صحيفة "راديكال" التركية أن الموقع الالكتروني الاخباري الإسرائيلي "ايزروس" ذكر أن الكنيست ستناقش خلال نيسان (إبريل) المقبل المصادقة على قرار بشأن الاعتراف بادعاءات ابادة الارمن في عام 1915 بعد أن صادقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي والبرلمان السويدي مؤخرا على قرارين مماثلين.
وقالت الصحيفة إن الموقع الإسرائيلي أرجع توجه الكنيست الى مناقشة مزاعم الأرمن الى توتر العلاقات التركية ـ الاسرائيلية بسبب الحرب على غزة ضد اسرائيل وتصاعد ردود الفعل التركية الغاضبة تجاه الموقف الاسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن الموقع أن حزب "ميريتس" اليساري الإسرائيلي بدأ الاستعداد لطرح مشروع قرار بشأن مذبحة الأرمن المزعومة على الكنيست خلال نيسان المقبل والذي تمر فيه ذكرى احداث شرق الأناضول.
ورفض الكنيست الإسرائيلي مرارا إدراج هذا الموضوع على جدول أعماله تلافيا لوقوع أزمة مع تركيا كما قدم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة دوما دعمه لتركيا ضد ادعاءات الأرمن فيما عدا العام الجاري حيث امتنع عن تقديم الدعم لتركيا.
في غضون ذلك، تقوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بزيارة لتركيا اليوم تستغرق يومين. وذكرت مصادر ديبلوماسية تركية أمس أن ميركل ستصطحب معها وفدا كبيرا يضم ممثلي الشركات الألمانية العملاقة المتخصصة في العديد من المجالات، وفي مقدمتها الشركات المتخصصة في المجال التجاري والاقتصادي والتعليمي لمناقشة سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وسيتم خلال الزيارة وضع حجر الأساس للجامعة الألمانية فى إسطنبول.
وستلتقي ميركل خلال الزيارة كلا من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبدالله غول. وبحسب المصادر ستركز المباحثات على جملة من القضايا المهمة في مقدمتها إلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الاتراك إلى ألمانيا، والتعاون في العديد من القضايا في مقدمتها العراق وافغانستان وايران والمشاكل المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.
كما ستتناول المحادثات مرحلة تطبيع العلاقات التركية ـ الارمينية، والعلاقات التركية ـ اليونانية والجهود المبذولة لتسوية المشكلة القبرصية ورفع الحصار الاقتصادي المفروض على شمال قبرص.
ومن المقرر أن تلتقي ميركل في اسطنبول ممثلي دوائر الأعمال والاديان .
واستبقت ميركل زيارتها لتركيا بالتأكيد مجددا على موقفها من مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن تركيا يجب أن تحصل على مزايا تفضيلية وليس على العضوية الكاملة للاتحاد، وهو الموقف الذي يغضب تركيا والذي دفعها إلى مطالبة ميركل بالالتزام بمبدأ العقد شريعة المتعاقدين، الذي تنبني على أساسه المفاوضات.
وقالت ميركل إنها ستطرح مسألة المزايا التفضيلية على أنقرة خلال مباحثاتها مع أردوغان بينما أكد أردوغان أنه لن يعطيها الفرصة لطرح هذا الموضوع.
وشهدت الأيام الأخيرة قبل الزيارة شدا وجذبا بين أنقرة وبرلين على خلفية موقف ميركل من مفاوضات تركيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مطالبة أردوغان بفتح مدارس وجامعات للغة التركية للمواطنين الأتراك المقيمين فى ألمانيا، والذين يزيد عددهم على 3 ملايين، وإعلان ميركل رفضها هذا المطلب