قائد الطوفان قائد الطوفان

الشهيدة سلطان .. سنوات من الموت السريري

سلفيت – الرسالة نت

تتشابك خيوط حكاية المسنة زهدية سلطان (60 عاما) من قرية حارس قرب مدينة سلفيت، التي استشهدت بالأمس متأثرة بجراحها المصابة بها قبل 11 عاماً حين أقدم مغتصب صهيوني على دهسها متعمداً.

وتتجلى الروح القاسية لدى الاحتلال حين تستر على جريمة المغتصب، فالشهيدة كانت تسير متوجهة إلى حقلها الزراعي قرب قريتها وتمشي بجوار شارع رئيسي حتى باغتها أحد المغتصبين متعمداً بسيارته وأسقطها على الأرض مضرجة بدمائها، فحاولت قوات الاحتلال التغطية على الجريمة بنقلها إلى إحدى مستشفيات الأراضي المحتلة عام 1948.

ولأن قصص الفلسطينيين لا بد أن تتكلل بالألم فإن للشهيدة نجل واحد لم تنجب غيره منعه الاحتلال طوال السنوات الإحدى عشر من زيارتها أو حتى وداعها.

ويقول ابنها ناجح (33 عاما) لـ"الرسالة نت" :" عندما أدخلت والدتي إلى المستشفى عام 1999 طلبنا من الاحتلال السماح لنا بزيارتها ولكنه رفض ذلك، وطوال السنوات هذه وأنا أحاول زيارتها ولكنني لم أنل رؤيتها أو حتى الاطمئنان عليها".

وفي الساعة الثانية من منتصف الليلة الماضية رن جرس هاتف ناجح ليُبلَغ من مستشفى بيتاح تكفا الصهيوني نبأ استشهاد والدته بعد معاناة طويلة وسنوات من الموت السريري، فلم يجد سوى الله ملجأ بعد أن أمسى وحيداً في قريته يتيم الأم ومحروماً من زيارة الوالد في الأردن.

وبالطبع فإن الاحتلال أكمل ظلمه لابنها ومنعه حتى من استلام جثمانها في الوقت المحدد ومنع الهلال الأحمر الفلسطيني من دخول الأراضي المحتلة لأخذ الجثمان وزاد قسوته على ناجح الذي رحلت والدته دون أن يراها، وسمح له فقط بتسلم الجثمان على مفرق القرية.

ويقول :" طوال هذه المدة تعرضت للظلم ولا أستطيع رؤية والدتي ولا والدي في الأردن، وأعيش غريباً في بلدي، وأكمل الاحتلال جرائمه بحقي حين منعني من رؤية والدتي الشهيدة.. حسبي الله ونعم الوكيل".

البث المباشر