قائد الطوفان قائد الطوفان

المصالحة تعود لـ"الموت السريري" من جديد!

احد اجتماعات المصالحة الفلسطينية بمصر (أرشيف)
احد اجتماعات المصالحة الفلسطينية بمصر (أرشيف)

الرسالة نت- أمل حبيب

حاولت مراراً أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.. فقلبها لم يعد قادراً على ضخ ما يكفي من الدم إلى أعضاء جسدها الهزيل.. باتت لا ترى سوى السواد المحيط بعد أن وصلتها آخر كلمات الفريق الطبي: "الغيبوبة مجدداً.. فقدنا السيطرة لإنعاشها".

طاقم الأطباء في غرفة العناية المركزة هدأ بعد محاولات فاشلة لإنعاشها، والتي يفيد ملفها الصحي بتعرضها لحالات مشابهة من الغيبوبة منذ حوالي سبع سنوات مضت.

"موت سريري" هو التشخيص الأنسب لوصف اتفاقات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بعد أن طالبت حركة المقاومة الاسلامية حماس تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً عقده في العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء الماضي مع وفد من حركة فتح، لبحث تشكيل الحكومة، على اثر اتهام عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد لرئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك بأنه يعرقل المصالحة.

فهل بات ممكنا ضخ الروح مجدداً في جسد المصالحة المثقل بخيبات الأمل؟ وكيف يكون ذلك؟

خيبة أمل

تعثر جديد وخيبات أمل يعيشها الشارع الفلسطيني في شطري الوطن لعدم تنفيذ اتفاقيات المصالحة المبرمة بين الطرفين، لذا فمن المتوقع ألا تتقدم المصالحة خطوة واحدة للأمام.

"

حبيب: الفصائل لعبت دوراً بارزاً في مواجهة العقبات نحو اتمام المصالحة

"

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي هاني حبيب لـ"الرسالة نت": "هناك جهود حثيثة من أجل انعاش المصالحة مجدداً الا أن وجود بعض الأطراف المدسوسة والتي لديها من القوة ما يجعل المصالحة تعود للمربع الأول"، وأضاف: "الفصائل لعبت دوراً بارزاً في مواجهة العقبات نحو اتمام المصالحة وتنفيذ بنودها".

في حين خالفه الرأي المحلل السياسي توفيق أبو شومر قائلاً: "لا أعتقد أنه بات من الممكن انعاش المصالحة من جديد بعد خيبات الأمل المتكررة (...) ما يحدث من تجميد للمصالحة بين الحين والآخر هو اساءة لتاريخ النضال الفلسطيني".

"الطوشة" ذريعة وليست سبباً

لم تعد تعني مصافحاتهم الحارة وابتسامات الطرفين التي تتناقلها وسائل الاعلام للقاءات المصالحة في القاهرة، الكثير بالنسبة للمواطن الفلسطيني في شطري الوطن نتيجة البطء في تنفيذ تلك الاتفاقات المتكررة.

(طوشة خلال لقاء المنظمة) هل هو السبب الفعلي الذي أدخل المصالحة غرفة العناية المركزة مجدداً؟، وذلك بعد أن اتخذت قيادة حماس في الضفة قراراً بتأجيل لقائها مع فتح بعد الشجار الذي نشب بين الأحمد والدويك في مقر منظمة التحرير مؤخرا وانتهى بانسحاب الدويك من الندوة في حين اتهمه الأحمد بأنه من الذين يعرقلون المصالحة.

وفي السياق ذاته أشار نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق عبر صفحته على "الفيس بوك" إلى أن حركته طلبت تأجيل هذا اللقاء حرصاً على أن يكون إيجابيا.

المحلل حبيب نفى بدوره أن يكون خلاف عزام ودويك هو السبب الحقيقي وراء تجميد المصالحة، منوهاً الى وجود أطراف تسعى لجعل تلك الخطوات الصغيرة ذريعة لوقف التوصل لوفاق وطني.

وقال حبيب بنبرة يائسة: "لو توفرت الارادة الحقيقية لكلا الطرفين لما تدخلت بعض الأطراف وجعلت من الأمور ذرائع لإفشال المصالحة.

"

أبو شومر: المشادة بين قياديين في الحركتين لا علاقة لها بتأجيل اللقاءات

"

ووافقه الرأي أبو شومر موضحاً بأن المشادة التي حصلت بين قياديين في الحركتين لا علاقة لها بتأجيل اللقاءات الى اشعار آخر، مشدداً على وجود مؤامرة دولية عربية من طائفة لقبها بصناع الانقسام هي التي لعبت دوراً في موت المصالحة.

ضخ الروح

ويدور الحديث في الأروقة السياسية الفلسطينية عن وجود محاولات لاحتواء الأزمة بين الحركتين واستكمال جهود المصالحة لتشكيل الحكومة بعد انتهاء لجنة الانتخابات المركزية من تحديث سجلاتها في غزة والضفة.

ولكن في ظل تلك المحاولات، هل بات بالإمكان ضخ الروح في المصالحة مجدداً بعد تدهور وضعها الصحي مراراً؟

وفي معرض رده على السؤال السابق بين المحلل حبيب بأنه لابد من توفر رأي عام ضاغط باتجاه وضع كلا الطرفين أمام مسؤوليتهما الوطنية، مشيراً الى أن القيادات الأولى في حماس وفتح لديها النوايا الصادقة من أجل دفع عجلة المصالحة للأمام.

ويرى أبو شومر أنه لابد من هبة جماهيرية تكشف أسرار المنتفعين من تأجيل تنفيذ بنود المصالحة، مشدداً على ضرورة تعزيز الصف الوطني من خلال الاستعانة بجيل الشباب.

لا تزال المصالحة تعاني تذبذب ضربات القلب فالملف الأمني هو عقدتها، وملف الاعتقالات السياسية لا يزال يشكل حجر عثرة يعترض تطبيق الاتفاق، وتزداد حالتها الصحية سوءاً لدى سماعها بأن هناك أطرافاً خارجية تعرقلها، حيث قال رئيس الوزراء اسماعيل هنية الأسبوع الماضي: "بدأنا نرى تسللاً خارجياً جديداً لتوقيف تحقيق المصالحة، ونحن نرفض هكذا تدخلات من أي جهة أو قوة".

 

البث المباشر