غزة- فادي الحسني
قلل سياسيون مقدسيون من أهمية قرار القمة العربية تقديم خمسمائة مليون دولار لدعم مدينة القدس المحتلة، في مواجهة التحديات "الإسرائيلية".
وشدد السياسيون على أن القدس بحاجة لإرادة عربية قوية، مؤكدين على أن البعد المادي في دعم الصمود المقدسي، هو واحد من جملة أبعاد وليس البعد الرئيس.
وأجمعوا في الوقت نفسه على أن ما تتعرض له المدينة المقدسة، تستدعي وقفة عربية قوية للضغط على الاحتلال لوقف مخططاته التهويدية، وكبح جماح الاستيطان.
وقرر القادة العرب في قمتهم (22) التي انعقدت في مدينة سرت الليبية، واختتمت أمس الأحد، تقديم 500 مليون دولار لدعم المدينة المقدسة.
متواضع
ويصف المقدسيون أن المبلغ المخصص "للقدس" بـ"المتواضع" مقارنة بما يخصصه الاحتلال من مبالغ مالية طائلة لدعم الاستيطان.
ويقول مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر لـ"الرسالة" إن هذا المبلغ متواضع جدا ويدعو للخجل أمام المليارات التي تخصص من أجل تهويد القدس(..) العرب لديهم ثروات تمكنهم من تقديم دعم حقيقي للقدس يفوق ما ينفق من أجل تهويد المدينة".
وأكد على أن مثل هذا القرار (تخصيص مبلغ مالي) يعكس عدم وجود اهتمام عربي حقيقي بالقدس، واستثنائها عن الأجندة العربية.
وقال عبد القادر: "القدس ليست "محفظة" وإنما مواقف وإرادة سياسية، البعد المالي هو واحد من عدة أبعاد، وإن ظن العرب بأن القدس بحاجة لأموال فقط فهم مخطئون".
وطالب العرب في قمتهم الدول والمنظمات الدولية كافة بالاستمرار في عدم الاعتراف أو التعامل مع أي من المشروعات والإجراءات التي تستهدف الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين باعتبارها غير شرعية وتتجاهل الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
ويوافق النائب المقدسي أحمد عطوان، سابقه، حيث وصف موقف العرب بالتخلي عن المسؤولية تجاه القدس والمقدسات، وتساءل: "هل قضية القدس أصبحت بالنسبة للعرب قضية متسول يريدوا أن يقدموا له الدعم المالي حتى يسقطوا عن كاهلهم المسؤولية التاريخية والعقائدية تجاهه؟".
على نحو متصل عبر النائب عطوان عن خشيته من عدم وصول تلك المبالغ لمستحقيها في المدينة المقدسة، مؤكدا أن تخصيص مثل هذا المبلغ لا يكفي أمام الهجمة والميزانيات المرصودة من قبل الاحتلال لتهويد المدينة".
والتقى خليل التفكجي خبير شؤون الاستيطان ومدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية – بيت الشرق، مع من سبقوه، على أن المبلغ المخصص قليل في مواجهة التحديات، مبينا أن المدينة المقدسة بحاجة إلى 30 مليون دولار شهريا.
لوقف الهجمة
وقال التفكجي لـ"الرسالة" المبلغ المخصص يجب أن يكون سنويا وليس لمرة واحدة(..) المبلغ يجب أن يتم تدويره على الأقل بشكل سنوي لوقف الهجمة الاستيطانية".
وأشار إلى أن مثل هذه المبالغ -على قلتها- لو وصلت؛ ستؤدي على الأقل لوقف التهديد "الإسرائيلي" المتواصل بحق الأقصى والمقدسات.
وعبر عن خشيته من عدم وصول تلك المبالغ لمن يستحقها، داعيا لتحديد آلية لإيصال تلك الأموال للجهات المختصة القائمة على تنفيذ المشاريع، من أجل دعم صمود المقدسيين.
فيما طالب عبد القادر العرب بضرورة وضع خطة عربية للدفاع عن القدس والمقدسات، وقال:"يجب أن يتطور الموقف العربي تجاه القدس، على الأقل الارتقاء للموقف التركي الذي يعتبر القدس قضيته".
وشدد على ضرورة أن يوظف العرب لغة الضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها ضد القدس، قائلا: "يجب أن يضغط العرب على إسرائيل لوقف مخططاتها(..) الأموال وحدها لا تكفي، لأن القدس بحاجة لإرادة عربية حقيقية".
لكن النائب عطوان طالب بضرورة إقامة مشاريع مباشرة للمساهمة في حل مشاكل المواطنين المقدسيين، إضافة إلى أهمية رفع العبء والغرامات عنهم، وذلك لتعزيز صمودهم على الأرض.
وأكد عطوان أن الفلسطينيين لا يعولون على نتائج القمة العربية، قائلا: "لا المقدسيين ولا الفلسطينيين وحتى لا العرب يعولون على خروج القمة بقرارات تغير الواقع".
وتساءل :" هناك خطة استيطانية واعتداءات على المقدسات من قبل المستوطنين، فهل هناك خطة عربية واضحة المعالم لمواجهة هذا الاستيطان؟"، مضيفا: "لو أراد العرب كبح جماح الاحتلال لضغطوا عليه وعلى المجتمع الدولي لتغيير هذا الواقع".