غزة – الرسالة نت
نظمت جمعية دار القرآن الكريم والسنة وبالتعاون مع مركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية ظهر اليوم الأربعاء 2/9 ، مؤتمرها القرآني السنوي السابع والذي حمل اسم (يتلونه حق تلاوته) عقدته في قاعة المؤتمرات الكبرى في الجامعة الإسلامية.
وشارك في هذا المؤتمر المميز حشد من العاملين في مراكز تعليم القرآن الكريم بمدينة غزة، ولفيف من نواب المجلس التشريعي وعدد من الدعاة والعلماء وأساتذة الجامعات تقدمهم كل من د.مروان أبو راس " رئيس رابطة علماء فلسطين والنائب في المجلس التشريعي" ، والمهندس جمال الخضري " النائب في المجلس التشريعي ورئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية " ود. عبد الرحمن الجمل " رئيس مجلس إدارة جمعية دار القرآن الكريم والسنة و النائب في المجلس التشريعي" ، ود. محمد عسقول " وزير التربية والتعليم العالي" ، ود. نسيم ياسين " رئيساً للمؤتمر" ود.محمود الشوبكى " رئيس مركز الدعوة والقرآن الكريم بالجامعة".
وافتتح المؤتمر بتلاوة آيات ومقاطع عطرة من الذكر الحكيم تلاها كلا الشيخان القارئان (عاهد زينو وعارف العشى) ومن ثم باشر القائمون عليه أعماله ، وافتتح د. عبد الكريم الدهشان "مدير إذاعة القرآن التعليمية" المؤتمر قائلاً: " أحييكم وأرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر القرآني السابع وفى هذا الشهر المبارك شهر القرآن الذي توجهت فيه الجهود المباركة لخدمة القرآن الكريم" .
من جانبه، وخلال كلمة له في هذا المؤتمر القرآني قال د. نسيم ياسين (رئيس المؤتمر القرآني السابع) :" دأبت كلية أصول الدين على الاهتمام بالقرآن تعليماً وتحفيظاً وترتيلاً فحرصت على أن يكون القرآن هو الهدف الأسمى في طريقها" ، مشيراً إلى أن أكبر ميزة تميزت بها العقول التي تنظم المشاريع لدى الجمعية هي تحفيظ القرآن في شهرين وهذا لم يحدث قبل ذلك في التاريخ،واستطرد ياسين قائلاً: " سنحتفل وإياكم قريباً بتخريج 10 آلاف حافظ وحافظة لكتاب الله تعالى" .
من جهته، قال المهندس/ جمال الخضري (رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية):" سيكون لهذا المؤتمر توصيات هامة في مجال الدعوة والقرآن والجامعة تفخر بأنها متكاملة تعمل بشكل متوازن في كل المجالات " ، متابعاً حديثه :" هذا شرف عظيم لكل من يشارك في هذه المسيرة العطرة ولكل من يحفظ القرآن لأبنائنا".
وأكد النائب في المجلس التشريعي في ختام كلمته على أن هذه المشاريع القرآنية تمثل شرف كبير وعظيم يسر به أبناء شعبنا ويفخرون به أمام العالم ، واستطرد قائلاً: " حدث عظيم أن يتم تحفيظ أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة من أبناء شعبنا الصامد في غزة ، القرآن في مدة زمنية قصيرة (شهرين) " .
و شارك أ. نصر مدوخ (بكلمة باسم مركز تعليم القرآن بمدينة غزة) في ختام كلمة ضيوف المؤتمر ضمن فعاليات هذا المؤتمر القرآني المتميز، والذي أوضح من جانبه على أن بدايات القرآن في أرض القطاع كانت نادرة ومتقطعة بسبب الظروف السياسية ، مشيراً إلى أن البدايات مع حفظ القرآن وتعليمه لأبناء القطاع كانت في عام 1992، لكن هذه المراكز والتحفيظ تأثروا بالظروف السياسية التي سادت القطاع منذ قدوم السلطة في 1994م .
وبين مدوخ بأن دار القرآن كانت في بداياتها تحفظ في 13 مركزا ومدرستان لتعليم القرآن منتشرة في أرجاء مختلفة من القطاع ، مضيفاً : " اليوم حلقات التحفيظ تعددت من 13 مركزا قبل سنوات من الزمن إلى أنها تزيد اليوم عن 1200 مركزا وحلقة لتعليم القرآن الكريم " ، ومبيناً أن ديوان الحفاظ اليوم يحتوى على أعداد كبيرة من حفظة القرآن منتشرين على مراكز القرآن في مناطق القطاع كافة .
وخلال افتتاح الجلسة الأولى من المؤتمر القرآني السابع ، والتي أدارها د. عبد الكريم الدهشان و،شارك خلالها د. محمد عسقول" وزير التربية والتعليم العالي" بتقديم الورقة الأولى فيها والتي تضمنت موضوع (التحفيظ والتكنولوجيا) ، وقد أكد الوزير عسقول خلالها على أن هذا العصر هو عصر التقدم التكنولوجي وبدون محالة سيفرض التقدم هذا نفسه علينا ، مشيراً إلى ضرورة الأخذ بالتكنولوجيا والحاسوب وبرامجه.
واستطرد عسقول قائلاً: " إذا وظفت التكنولوجيا في علم القرآن فهذا سيعزز القيمة والدافعية والتوجيهية من قبل الناس لتعلم القرآن والتمسك به" ، موصياً في ختام تقديمه لورقته القائمين على المؤتمر لضرورة التدرج في إدخال الأساليب التكنولوجية وضرورة عقد دورات تربوية للمحفظين لتعزيز دور التقدم التكنولوجي في مراكزهم وتوعية أولياء الأمور لذلك الأمر .
أما الورقة الثانية من الجلسة الأولى فقد شارك فيها د. عبد الرحمن الجمل (رئيس مجلس إدارة جمعية دار القرآن الكريم والسنة) والتي حملت عنوان " علاقة التلاوة والتطبيق وتفسير القرآن بالحفظ" والذي قال خلالها : " حيث ما وجد نشاط قرآني وجدنا أفئدة تهوى إليه والقرآن هو دستور الأمة ومصدر عزتها " .
ضرورة تصحيح النطق..
وأشار النائب الجمل إلى عدة أسس تعين على حفظ كتاب الله ذكر منها النية الصادقة والاصطفاء الالاهى لحفظة كتابه وضرورة تصحيح النطق قبل البدء بحفظ القرآن وتعلم التلاوة وأحكامها وإضافة الفهم المساعد على الحفظ والتثبيت للقرآن الكريم .
وفى ختام هذه الجلسة قدم د. أنور نصار (مدير مشروع مخيمات تاج الوقار ) الورقة الثالثة والتي تضمنت موضوع النجباء والعناية بهم ، مشيراً إلى أن هناك عدة طرق لاكتشاف النجيب وتتم عن طريق اختبارات المقاييس ، مؤكداً على أسس للكشف عن النجباء تتمثل في " التميز في التحصيل الدراسي والأداء المرتفع في الاختبارات الفكرية و..".
وأوضح نصار على أن للمعلم دور رئيسي في اكتشاف المواهب وصقلها ووضعها في برامج معينة وعلى المعلم والمحفظ أن يعالج المشاكل التي تظهر لدى النجباء والحرص على التجديد والابتكار والتطوير، موصياً بجعل هؤلاء النجباء في مراكز القيادة تدريجياً وكذلك تشجيعهم على الإلقاء والخطابة وتوجيههم على ذلك في المساجد من خلال الإمامة والوعظ والإرشاد.
وانعقدت الجلسة الثانية من هذا المؤتمر بعد أداء المشاركين والضيوف صلاة العصر في مسجد الجامعة الإسلامية ومن ثم افتتح ود. نسيم ياسين " رئيس المؤتمر" هذه الجلسة مؤكداً على ضرورة التزام المجتمع بأخلاق القرآن ، ومشيراً في ذلك لاقتداء النبي "صلى الله عليه وسلم" فقد كان قرآنا يمشى على الأرض.
ومن ثم أعطيت الكلمة لصاحب الورقة الأولى خلال الجلسة الثانية من هذا المؤتمر وكانت المشاركة لـ د. صالح الرقب ( المحاضر في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية) والذي تحدث عن الغزو الفكري والاخلاقى وتأثيره على حاملي القرآن وحافظيه ، واستطرد قائلاً:" إن الغزو الفكري سلاح فتاك يستعمله أعداء الإسلام ليبعدوا المسلمين عن دينهم وأخلاقهم مقدساتهم " .
ضرورة إصلاح الخطاب الدعوى..
وأكد الرقب على ضرورة إصلاح الخطاب الدعوى في المساجد وضرورة تكيف الداعية برنامجه وفق المعطيات العصرية وضرورة إبراز وسطية الإسلام والابتعاد عن التشدد، وضرورة إعداد المسابقات المستمرة وربط الشباب بالوسائل المتخصصة في القرآن وعلومه والحرص على إمامة حفظة القرآن .
أما الورقتين الثانية والثالثة كل من د. عليان الحولي (عميد كلية التربية) والذي تحدث في الورقة الثانية عن تقييم لمخيمات القرآن خلال صيف الأعوام السابقة والتي تمت عن طريق تحفيظ الآلاف من الطلبة للقرآن في مدة شهرين، مشيراً إلى أن فكرة هذا المشروع رائعة ورائدة في المجتمع الفلسطيني ونسبة الطلبة الذين أتموا الحفظ نسبة ممتازة.
ضرورة التزام وانضباط المحفظين...
أما أ. فريد زيارة والذي شارك من جانبه في الورقة الثالثة فقال:" يجب إشعار أبناءنا بأهمية وفضائل القرآن وهذا القرآن هو طريق الهداية وهو طريق الأجر الكبير والعظيم " ، مؤكداً على ضرورة التزام
وانضباط المحفظين ورعاية الأهل للأبناء.
وفى ختام هذا المؤتمر قام د. عبد الكريم الدهشان بقراءة التوصيات التي خرج بها المؤتمر لهذا اليوم وتلا ما يزيد عن 30وصية ومن ثم اختتمت فعاليات هذا المؤتمر بابتهال ودعاء ديني من قبل الشيخ القارئ عاهد زينو، ومن ثم أدى المشاركون صلاة المغرب جماعة وتناولوا بعدها طعام الإفطار.