قائمة الموقع

حماس تستفز عباس بألد خصومه

2014-10-27T06:08:17+02:00
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرسالة نت-لميس الهمص

لوّحت حركة حماس خلال الأيام الماضية بورقة القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، وإمكانية عودة العلاقات معه كإحدى الرسائل التحذيرية التي ترسلها إلى رئيس السلطة محمود عباس في حال بقي وضع المصالحة وغزة على حاله.

ورغم أن محاولات التقارب ليست جديدة، خصوصا أن هناك لقاءات عقدت لذات الهدف بين الطرفين في أوقات سابقة، إلا أن محللين رأوا في تلويح حماس ورقة ضغط واستفزاز، خاصة أن دحلان لا يمثل أي شرعية ولا يمكن أن يكون بديلا عن عباس المعترف به دوليا.

لكن السياسة التي لا تعرف الثوابت قد تجعل حماس تتعاطى مع دحلان في حال اقتضت المصلحة العامة للشعب الفلسطيني وبقيت استحقاقات المصالحة عالقة، خاصة في ظل علاقاته الخارجية بمصر والإمارات ودول عديدة.

وكان الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس، قد أكد أنّ حركته لا تمانع الحديث مع دحلان بعد إتمام المصالحة المجتمعية، وقال "إن المشكلة مع دحلان يمكن حلها ضمن المصالحة المجتمعية، وهي تجب ما قبلها".

فيما قال يحيى موسى القيادي في حماس وعضو المجلس التشريعي، إن حركته "لا تمانع أن تحاور أي فلسطيني مهما كان ماضيه في صالح القضية". وأضاف مفسرا: "ماضي دحلان أفضل من حاضر عباس، الذي يدير الطريق الفلسطيني بانهزام وانكسار، وينتقد المقاومة التي حمت الشعب".

التصريحات السابقة من المؤكد أنها تسببت باستفزاز عباس، خصوصا أن "عرسا جماعيا" أقيم بغزة في وقت سابق بتمويل دحلان، جعلته يشتاط غضبا ويشتكي حماس لقطر، وهذا ما أظهره المحضر المسرّب للقاء الذي جمعه بحماس بوجود الأمير القطري.

المحلل السياسي طلال عوكل قال لـ "الرسالة" إن السياسة لا تعرف الثبات ولا يوجد فيها عدو أو صديق بالمطلق، لافتا إلى إمكانية حدوث أي تغيرات في العلاقات بين الأطراف بما يخدم مصالحها.

لكن عوكل يرى أن دحلان لا يعدُّ بديلا عن عباس بصفته رئيس فتح ومنظمة التحرير، موضحا أن التقارب بين حماس ودحلان لا يحل المشاكل التي تواجه الحركة.

وبيّن أن حماس في ظل كم المشكلات التي تواجهها، تحاول توظيف العلاقة مع دحلان في حل تلك المشكلات، "فهي تتصرف بشتى الطرق في محاولة للتخفيف من الأزمة"، مشيرا إلى أن تلك الطريقة ستجعل عباس يتعامل مع حماس بمزيد من السلبية ويتخذ من تلك التصريحات ذريعة.

وقلل عوكل من الامكانيات التي يمتلكها دحلان، مبينا أنه لا يملك تحسين علاقة حماس بأي من الأطراف، خاصة وان تلك العلاقات لا تحتاج إلى وساطات، متسائلا عن مركز دحلان في الامارات أو حتى مصر ليقرر أي من سياسات تلك البلدين؟

من جانبه، فإن النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني علاء ياغي -الذي تربطه علاقة متوترة مع عباس-أكد أن حماس "تطلق العنان" لكل أوراقها في الساحة الفلسطينية، بعد العلاقة غير المستقرة مع الرئيس عباس، على حد تعبيره.

وقال في تصريحات صحفية إن حماس في وضع لا تحسد عليه، بالتالي من وسائل ضغطها أن تشير بالبنان للنائب محمد دحلان، خاصة بلفت الانتباه بأنه إذا لم يكن بينها وبين عباس ودُّ فإن الاتجاه سيكون إلى دحلان (خصم أبو مازن سياسيا).

وذكر ياغي أن تلك هي وسيلة ضغط على أبو مازن، "نظرا للعلاقات العربية للنائب دحلان التي قد تكون مفيدة لحماس". وقال: "هناك جماعات خيرية ومؤسسات أهلية مقربة من دحلان، تعمل في غزة دون ضغط أو مطاردة من حماس، وهذا أمر يدلل على ذلك".

ورغم أن عباس وحده من يمتلك مفاتيح القرار في العديد من الملفات بصفته الممثل للشرعية أمام الدول، وحماس تتعامل معه كعنوان لفتح والسلطة، لكنها قد تغيّر هذا العنوان في حال اقتضت الضرورة واللعبة السياسية.

اخبار ذات صلة