توأم "الزهار" يحرمه العلاج في الخارج

الشاب المصاب محمد الزهار
الشاب المصاب محمد الزهار

غزة – مها شهوان

لم يدرِ الشاب محمد الزهار – 28 عاما -  يوما أن توأمه الذي يشبهه سيكون السبب في قطع راتبه ومنعه الحصول على جواز سفر لاستكمال علاجه في الخارج، بعدما أصيب في رأسه ووسط جسده في العدوان الأخير على غزة.

بداية العدوان أصيب الشاب خلال قيادة دراجته النارية رفقة صديقه وهما عائدان من منطقة المغراقة إلى غزة فاستهدفهما صاروخ ارتقى على إثره رفيقه شهيدا، بينما هو وصل إلى المستشفى بحالة حرجة تمكن الأطباء من إسعافه وتحويله للعلاج في المستشفيات المصرية.

عند سفره للعلاج في مصر لأول مرة دخلها عبر هويته لانتهاء جواز سفره، وعند عودته حاول تجديده لاستكمال عملياته الجراحية في رأسه وجسده فأرسله إلى رام الله وتأخر كثيرا .

يصف معاناته لـ"الرسالة نت" قائلا: "حاولت التواصل لمعرفة السبب فكان يتم تحويلي من وزارة لأخرى، وبالنهاية أخبروني جوازي محجوز لدي الاستخبارات (..) حاولت التواصل معهم لكن دون جدوى إلى أن عرف بأنه ممنوع الحصول على جواز سفر "أمنيا" لانتمائه لحركة حماس وهو عضو ناشط في كتائب القسام".

تابع حديثه وهو يحاول تحريك قدمه ليعدل من جلسته "أخبرتهم أن لا علاقة لي بأي تنظيم سياسي، وشقيقي التوأم مقيم في الخارج"، موضحا أنه رغم الاثباتات التي أحضرها إلا أنهم مصرين على عدم منحه الجواز مما تسبب بحرمانه إحدى العمليات التي كان من المقرر إجراءها الشهر الماضي.

لم يقتصر حرمان محمد من العلاج للشبه الكبير بينه وبين توأمه حسن فهو لا يتقاضى راتبه منذ سنوات من السلطة كنوع من العقاب، رغم أنه أرسل لهم صورة هويته وشقيقه للتأكد من أنهما ليسوا شخصا واحدا، ويعلق ضاحكا "الفرق بيني وبين شقيقي أنه ألدغ"، متسائلا: "هل أسجل صوته وصوتي ويأتون بمختصين للتأكد أنني لست هو؟.

بعدما عجز الزهار بطرق الأبواب الحكومية في سلطة رام الله للحصول على جواز سفره ، حاول الاتصال على إذاعة الحرية التي تبث من الضفة المحتلة إلا انهم رفضوا مداخلته وحرموه الحديث عن مشكلته.

ويناشد الشاب الجريح جهات الاختصاص بحل مشكلته لاستكمال اجراء عملياته في مصر كي لا يخسر حياته ويبقى عاجزا لا يقوى على الحركة.

تواصلت "الرسالة نت" مع يحي خضر مسئول ملف التحويلات، الذي استنكر ما حدث مع الجريح الزهار قائلا: "جميع الجرحى يحصلون على جوازات سفر، حيث نقوم بإرسال التقرير الطبي للمريض إلى رام الله ليتم تسريع حصوله على جواز يمكنه العلاج في الخارج بأسرع وقت".

وأوضح خضر أن بعض المرجعين من الجرحى المسافرين عددهم قليل، ودوما تكون الإشكالية لدى مرافقه.

يذكر أن قطاع غزة يحصل شهريا على عدد كبير من جوازات السفر الجديدة، لكن عدد كبير من المنتمين لحركة حماس حرموا الحصول عليها منذ الانقسام السياسي، وما يزال عدد كبير منهم لا يستطيع السفر سواء للعلاج أو الدراسة أو أداء مناسب الحج، رغم أن غزة  لها حصة من دفاتر جوازات السفر وهي حق لا تملك سلطة رام الله أن تمنعه لأن هذه الجوازات للشعب وليست لجهة سياسية محددة.

البث المباشر