يبدو أن فريق برشلونة الإسباني مقبل على أزمة حقيقية في الفترة المقبلة, كونه لم يقم بالاستعداد كما يجب للعقوبة المفروضة عليه من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بالحرمان من إجراء أي صفقة حتى فترة الانتقالات الشتوية 2016.
وفرض الاتحاد الدولي عقوبته على النادي الكتالوني خلال مايو الماضي, ثم حصل على تصريح بإبرام تعاقدات في الصيف الماضي لحين النظر في التظلم الذي تقدم به بخصوص سياسته في التعامل مع اللاعبين الناشئين القادمين من خارج إسبانيا وأسلوب الحياة الخاص بهم.
وفشل "البلوغرانا" في استغلال الفرصة التي سنحت له من أجل التعاقد مع اللاعبين القادرين على حل أزمات الموسم الماضي والتي باتت واضحة للعيان في الموسم الجاري.
1- قلب الدفاع المتواضع:
يعاني مركز قلب الدفاعي في برشلونة من تواضع كبير في المستوى, حيث أن جيرارد بيكيه غائب عن مستواه منذ فترة طويلة, ولم يعد يمتلك القدرة على تحمل المسؤولية كأحد أبرز نجوم الفريق الكتالوني كما كان قبل سنوات.
أما الوافد الجديد جيريمي ماثيو فيبدو أنه سيجاهد كثيرا من أجل الانصهار في أسلوب لعب "البلوغرانا", كما أنه ليس باللاعب المميز على مستوى لمس الكرة ولا يملك سرعات تؤهله إلى مساندة الفريق في الجانب الأمامي.
وانتظر الجميع توماس فيرمايلين القادم من أرسنال ليكون داعما حقيقيا للفريق, باعتبار أنه منتقل من أحد أكبر الفرق في الدوري الإنجليزي المعروف بقوته على المستوى الفني والبدني، لكن الغياب الذي قيل أنه سيكون أسبوعين فقط امتد الآن إلى 3 أشهر, ولم يمتكن اللاعب من الظهور الأول مع برشلونة ليكون غيابه بشكل عام حلقة محيرة للجميع وتثير تكهنات كبيرة حول مستقبله إذ أنه لم يشارك سوى في القليل من المباريات خلال الموسم الماضي مع "المدفعجية" ولعب مباراة واحدة مع بلجيكا في كأس العالم وأصيب مجدد.
2- الأظهرة بين تقدم السن وسوء المستوى:
يعدّ دانييل ألفيس الظهير الأيمن الأول لبرشلونة على مدار السنوات الماضية, وعرف عنه مستواه الدفاعي الطيب إضافة إلى التقدم للأمام بشكل مستمر وهو ما يمنح الفريق إضافة هجومية مميزة خصوصا وأن تعامله مع الكرة جيد ويملك فكرا راقيا في تنفيذ الهجمة من الطرف الأيمن لا تتوفر في الكثير من اللاعبين في مركزه.
ولكن بعد أن أصبح اللاعب في عامه الـ"31" لم يعد مرغوبا به في الفريق وسينتهي تعاقده في الصيف المقبل ليرحل عن "كتالونيا".
وتعاقد برشلونة هذا الصيف مع دوغلاس دوس سانتوس مواطن ألفيس ليتم إعداده من أجل خلافته في الفريق، لكن الظهور الذي قدمه في بعض المناسبات لم يكن مبشرا بالخير وعجز اللاعب عن الظهور بشكل مميز دفاعيا أو لعب دور هجومي يحسب له على أنه خير خلف لخير سلف.
ويتواجد في الجانب الأيسر خوردي ألبا, وقد لعب أغلب مباريات الموسم الحالي, ثم أتى "الكلاسيكو" فوجد نفسه بعيدا عن تشكيل الفريق، واعتمد إنريكي على ماثيو، لعدم قدرة اللاعب الإسباني على الالتزام بالدور الدفاعي في المباريات إضافة إلى أنه لا يشكل خطورة هجومية جيدة من الناحية اليسرى.
3- الوسط والمغامرة ببقاء تشافي:
اتخذ برشلونة قرارا خاطئا بعد أن قرر استمرار تشافي هيرنانديز في الفريق خلال الموسم الجاري, وعدم الاتجاه إلى رحيله كما كان مقررا في بداية الأمر، حيث أن استمرار أسطورة الفريق تسبب في تشوش فكر المدير الفني الذي يعلم القيمة التي قدّمها للفريق في الماضي من ناحية, ومن ناحية أخرى يدرك أنه لم يصبح كما كان مسبقا، فبات يتجه من آن لآخر للاعتماد عليه كأساسي وهو القرار الذي خاب في مباراة ريال مدريد (1-3).
ويعدّ الشكل المثالي لبرشلونة في الوسط هو وجود إيفان راكيتيتش مع أندريس إنييستا إضافة إلى وجود خافيير ماسكيرانو كلاعب وسط دفاعي، ووجود تشافي كبديل مناسب لإراحة راكيتيتش، لكن بعد رحيل المخضرم الإسباني في الصيف المقبل, سيكون الرهان على أحد لاعبي فريق الشباب.
4- الهجوم والاعتماد على منير وساندرو:
سيكون الغالب بالنسبة لبرشلونة أن الثلاثي الهجومي خلال الفترة المقبلة هو ليونيل ميسي، مع نيمار دا سيلفا, ولويس سواريز، وهو ما سيمنح الفريق راحة على مستوى التعامل مع المدة التي سيحرم فيها من إبرام تعاقدات, نظرا لجودة الثلاثي المذكور.
وربما يكون التحدي الأكبر بالنسبة لبرشلونة هو إمكانية نجاح الثنائي الصاعد منير الحدادي وساندرو راميريز في الجانب الهجومي, على اعتبار أن بيدرو رودريغيز لم يعد يملك قدرة للتأثير في البرشا كما كان في أوقات سابقة, وخير دليل على هذا في المباراة الأخيرة التي خسرها برشلونة أمام سيلتا فيغو (0-1).