قائمة الموقع

"العكاري".. الأسد الهادئ "يزأر" لأجل الأقصى

2014-11-05T18:55:37+02:00
الشهيد إبراهيم عكاري
القدس المحتلة- الرسالة نت

كعادته في كل صباح، استيقظ الشاب الثلاثيني إبراهيم عكاري، مبتسما هادئا في ظاهره، إلا أنه كان يخفي اليوم في جوفه غضبا وألما كبيرين، وهو يرى دماء إخوته تسيل في الأقصى، والذي بات مرتعًا للاحتلال ومستوطنيه، ليترجم ذلك الغضب بعملية بطولية في شوارع المدينة التي عشق.

"إبراهيم شاب هادئ وبسيط لأبعد الحدود، لم نكن نتخيل أن يقوم بهذا العمل البطولي في يوم من الأيام"، هكذا وصفه إياد سلطان زوج شقيقة الشهيد.

وعن تفاصيل يومه الأخير، يقول إياد: "غادر أطفال إبراهيم الخمسة لمدارسهم وروضاتهم، وتناول وجبة الإفطار مع زوجته، ولم تبدو عليه أي نوايا مبيتة، وانطلق للعمل".

استقطع ابراهيم بضعًا من وقته الأخير في الدنيا، واتجه صوب مدرسة أبنائه حمزة (بالصف السادس)، وأنس (بالصف الرابع)، وأوصى نائب مدير المدرسة عليهما قائلا له "دير بالك عليهم".

استقل شهيدنا سيارته، متوكلا على الله في نيل رزقه، لكن رزقته اليوم كانت حصد أرواح من دنسوا أرض القدس وتمادوا في طغيانهم، موقنا أن رزقا كهذا سيأتي لأطفاله وعائلته بحياة كريمة.

وأظهرت عدة تسجيلات فيديو للعملية التي قام بها الشهيد ابراهيم عكاري، لحظة تنفيذه لدهس المستوطنين، ومهاجمته لسيارات الشرطة قرب حي الشيخ جراح، وكأسد هصور يناور أعداءه ويوجعهم في مقتل، غير مبال برصاصهم وعتادهم.

أما إياد الذي قال لـ"الرسالة نت" إن الشهيد إبراهيم من أكثر الناس قربا إليه، محاولا إدراك أن صديقه حقا قد رحل عن الدنيا، قال: "شخصية ابراهيم تغلب عليها البساطة والهدوء، وهو محبوب من كل من يعرفه، لا يعرف سبيلا للمشاكل أو الخلافات، ولم نكن نتوقع أن يقوم بمثل هذه العملية، لكن ما يحدث للأقصى أكبر من أن يتحمله قلب بشر، فكيف لنا كأهل القدس ألا يتحرك أحد فينا للدفاع عنها؟".

وتابع: "كان وقع الخبر كالصاعقة علينا جميعا، زوجته وأخوته وأخواته، وكل من عرفه، أما والداه فقد غادرا الدنيا قبل سنوات".

وابراهيم، هو شقيق الأسير المحرر والمبعد إلى تركيا موسى عكاري، أحد أفراد الخلية التي اختطفت الجندي "نسيم توليدانو" خلال التسعينات من القرن الماضي.

وعن علاقته بشقيقه المحرر يقول إياد: "ابراهيم وموسى تربطهما علاقة وطيدة جدا، ومكانة موسى في قلب ابراهيم لا ينازعه عليها أحد، وقد سافر لتركيا مرتين لزيارته، كما سافر وشاركه حفل زفافه هناك".

أما أبناء الشهيد، حمزة وأنس، فمشهود لهما بدماثة الخلق التي ورثاها عن والدهما، وهم من حفظة القران الكريم، ومن عرفهما يشهد بحسن تربية الشهيد لهما، هم وأخوتهم.

وكان الشهيد قد اعتقل عدة شهور في اعتقالات متفرقة بسجون الاحتلال، ليكون شهيدنا قد عاش حياة اللجوء في مخيم شعفاط بالقدس، والاعتقال في سجون الاحتلال، حتى قرر أن يضع حدا لمن سلب حريته ونغص عليه حياته.

وزفت حركة حماس الشهيد العكاري، وقالت في تصريح صحفي إن شهيدها إبراهيم "آثر إلا الثأر لأبناء شعبه وقدسية المسجد الأقصى ومدينة القدس".

من جهته، قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحفي مكتوب، إن هذه العملية النوعية تأتي "كرد فعل طبيعي ونتيجة للجرائم والانتهاكات والاقتحامات الصهيونية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية والاعتداء على المصلين وتهجير المقدسيين".

اخبار ذات صلة