لم تعد قوات "النخبة" على كافة أنواعها حِكرًا على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالفلسطينيون على قلب رجل واحد أثبوا للاحتلال أن "نخبة القدس" قد فتحت النار على مُنتهكي حُرمة الأقصى، حتى جاء وقت "الدعس" على جنوده، كما حصل معهم في غزة.
وفي كل زقاق بالقدس المحتلة، فإن نار جهنم قد اشتعلت من تحت أقدام "الإسرائيليين"، ردًا على الانتهاكات بحق الأقصى والمقدسات، وأقرّ قادة الاحتلال بأن إيقاف عمليات "الدهس" صعبة للغاية كونها عمل "ارتجالي" غير مخطط له تنظيميًا.
وكأن القدس تقول "للإسرائيليين" لا أمان لكم بعد اليوم على ترابي، "فتراب القدس مُخضّب بدماء شهدائها وأبطالها"، فلا تكاد أحياء المدينة المقدسة أن تهدأ حتى تشتعل من جديد في مواجهات مستمرة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال.
وفي أقلّ من أربعٍ وعشرين ساعة قُتل إسرائيليان وأصيب 17 في سلسلة عمليات أشبه "بالثأر المقدس" لصد الانتهاكات "الاسرائيلية" بحق المسجد الأقصى اليومية.
ففي القدس المحتلة نُفّذت منذ أمس، عدة عمليات فدائية في الضفة والقدس المحتلة، بدأت بدهس الشهيد ابراهيم عكاوي مجموعة مستوطنين قُتل على إثرها "إسرائيلي" وجرح 14 آخرين، إضافة لإصابة ثلاثة جنود الليلة الماضية في عملية دهس أُخرى نفذها شاب آخر، قرب مخيم العروب في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة.
وفي محاولة لإيقاف تلك العمليات أصدر قائد شرطة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة موشي ادري تعليماته بوضع مكعبات إسمنتية على مداخل محطات القطارات بالقدس بعد وقوع العملية.
نخبة القدس
"نخبة القدس" هكذا أطلق الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقبًا على منفذي العمليات الاستشهادية في المدينة المقدسة، كما أطلق عليهم المتحدث باسم القسام أبو عبيدة ذات اللقب من خلال تغريداته عبر "تويتر".
وتثأر القدس لنفسها وتلفِظُ الاحتلال ومستوطنيه بأمرٍ من منفذي عمليات "الدهس المُقدّس"، لترسّخ مرحلة جديدة من المقاومة الفلسطينية، قد تُشعل شرارة المواجهة الحتمية في كل أرجاء فلسطين.
وبحسب ديفيد بيرل رئيس المجلس الاقليمي "غوش عتصيون"، فإن تواصل عمليات الدهس تثبت دون أدنى شك أن المنطقة في خضّم انتفاضة ثالثة، فكما يبدو أن القادم يُنبؤ بتصاعد وتيرة المواجهة في الضفة المحتلة.
وباركت كتائب القسام عملية الدهس التي نفذها الاستشهادي إبراهيم عكاري، موجهة التحية إلى أبطال القدس "الذين يستنفرون للذود عن الأقصى بأرواحهم ويضحون بدمائهم على أعتابه ولا يتقاعسون عن نصرته".
وقال أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب في تغريدة عبر "تويتر"، "آن الأوان ليدرك الجميع بأن الأقصى هو المفجّر الذي سيشعل البركان في وجه المحتل الجبان، ولا نامت أعين الجبناء"
فيما دعت حركة حماس، إلى المزيد من هذه العمليات النوعية والتي تشكل رادعًا قويًا لجنود الاحتلال والمستوطنين، ورافعة للمشروع الجهادي المقاوم في كل أنحاء فلسطين.
حركة الجهاد الإسلامي من جانبها، اعتبرت على لسان القيادي خالد البطش أن عمليات الدهس "تعبير صادق عن حالة الغضب والرفض لما يتعرض له الاقصى".
ولم تكن هذه العملية هي الأولى وعلى ما يبدو أنها لن تكون الأخيرة طالما استمرت "إسرائيل" في استفزازها لمشاعر المقدسيين بانتهاكها لحرماتهم.
وإن كانت القدس تبكي في كل يومٍ ألفَ مرة، فإن ألف فلسطيني سينفجرون كالقنابل الموقوتة في وجه الاحتلال في أرجاء القدس المحتلة والضفة –خط التماس المباشر مع الاحتلال- علّها تؤدِّب "إسرائيل" وتبرِأَ الجرح المقدسي.