قائمة الموقع

" البوابة السوداء" ظلمة تقتل مرضى غزة!

2014-11-09T22:17:14+02:00
غزة - محمود فودة

إن عثر المريض في غزة على بصيص أمل وهو يبحث عن منفذ لشفائه بعد إرادة الله.. سيفقده حتمًا لحظة وقوفه أمام البوابة السوداء "معبر رفح"، فمشاهد الظلم والذل تتجلى هناك.

"السلطات المصرية قررت إغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر" علّها جملةٌ قليلة حروفها، لكن وقعها يطال قرابة مليوني إنسان يعيشون في قطاع غزة، وتضرب بعرض الحائط آلام مئات المرضى وأمنيات آلاف الطلبة، واخرين عالقين في الجانبين تقطعت بهم السبل.

المريضة عطاف حياتها معلقة ببوابة معبر رفح، التي تنتظر أخبارها بشغف كل يوم علها تتمكن من الخروج للعلاج، وتقول بصوت يملأه اليأس: " كل يوم حالتي تزداد سوءا، ينتظرون موتي حتى يفتحوا المعبر".

الطالب غسان عودة عاد من تونس في زيارة عائلية اضطرارية على أن يرجع لمقاعد الدراسة بعد أسبوع، ليصطدم بالبوابة السوداء مغلقة في وجهه وتجبره على البقاء في غزة منتظراً الفرج.

"امتحاناتي بدأت وانا بعيد عن جامعتي، شو ذنبي أتأخر بدون أي سبب ؟" يتساءل غسان في حديثه لـ"الرسالة"، فيما يحدوه الأمل أن يتمكن في أي لحظة من مغادرة قطاع غزة عائداً لجامعته.

بينما تتحدث المسنة عطاف لـ "الرسالة نت" عن ألمها قائلة: "انا أجريت عملية قلب في مستشفى مصري، ويجب أن أعود للمراجعة عند الطبيب لوجود مضاعفات بعد العملية".

المناشدات علّت صوتها من مرضى غزة على مقربة من آذان الجنود المصريين المنتشرين قرب الجانب الفلسطيني من المعبر إلا ان صداها جال وعاد إليهم، فلا أحد يرأف بحالهم أو يسمع شكواهم.

المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة قال إن إغلاق معبر رفح يقطع شرايين الحياة لمرضى قطاع غزة في ظل حاجتهم الملحة للعلاج في الخارج.

وأكد القدرة خلال وقفة للطواقم الطبية والمرضى على بوابة المعبر أن أوضاع المرضى لم تعد تحتمل المزيد من الازمات، قائلًا: "معبر رفح يعني الكثير لمرضى غزة".

وناشد السلطة الفلسطينية بضرورة السعي في كل المحافل العربية والعالمية والاسلامية، لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.

وأعلن القدرة عن نفاد أكثر من 120 صنف أدوية تخصصية و470 صنفا من المستهلكات الطبية، عدا عن تأخر ما يقارب 12 الف عملية جراحية كان من المقرر إجراؤها خلال الفترة الحالية.

وطالب الجانب المصري بالإسراع في فتح معبر رفح والسماح بدخول الطواقم الطبية والقوافل الإغاثية إلى القطاع.

وبيّن أن اغلاق المعبر واشتداد الحصار على القطاع حرم ما يقارب ثلثي مرضى غزة من برامجهم العلاجية وتحويلاتهم الرسمية خارج القطاع.

وقال القدرة "نطالب العالم الحر والمؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل والفوري للجم ممارسات سلطات الاحتلال بإمعانها في اغلاق المعابر مع القطاع امام حركة المرضى عبر بيت حانون".

وعلى أعتاب بوابة المعبر يتنقل المتجول ما بين آهات المرضى، واستغاثة الطلبة، ونداء من باعد إغلاق المعبر بينهم وبين عائلاتهم، جميعهم ينتظرون خبرا مفاده فتح معبر رفح في كل الاتجاهين وأملهم ألا يطول.

وبعد الحرب الضروس التي تعرض لها قطاع غزة على مدار 51 يومًا، استبشروا خيرًا بأن يرق قلب جيرانهم العرب ويسهلوا عليهم أمور حياتهم اليومية، بتمكينهم من العلاج والتعليم وهي أقل الحقوق، لكن يبدو أنهم أفرطوا في تفاؤلهم.

اخبار ذات صلة