بعد انتهاء فترة إيجار البيت لـ6أشهر

الإيجار يلقي بعائلة "حسان" في الشارع

عدسة : محمود أبو حصيرة
عدسة : محمود أبو حصيرة

الرسالة نت- نور الدين صالح

"وضعنا الاقتصادي عالصفر، ما بقدر أعيل أولادي وربنا يعلم بالحال"، تلك العبارات بدأ بها أبو محمد حسان (43عامًا) حديثه، ليختصر الواقع الذي يعيشه وعائلته.

أبو محمد أب يعيل أسرة من 9 أفراد  منهم سبعة أطفال أكبرهم طفلة تبلغ من العمر( 13عامًا)  وأصغرهم بلغت العام الواحد قبل عدة أيام .

ويعاني أبو محمد من مرض "نفسي" منذ أكثر من عامين، وتفاقم وضعه بعد خروجه من سجون الاحتلال، ومضى عليه حولين كاملين داخلها،  تلك الحالة التي باتت تؤرق حياته في حين أنه يحتاج إلى علاج خاص به.

معاناة أبو محمد لم تقتصر فقط على إعالة أسرته، وحالته المرضية، بل إنه تعدى ذلك إلى عدم قدرته بإيفاء الديون المتراكمة عليه من إيجار البيت الذي يسكن به و عائلته، في منطقة "دوار أبو مازن" جنوب مدينة غزة.

"كنت مستأجر بيت وانكسرت لصاحبه بمبلغ قدره 3000شيكل، وطردني من البيت" يشرح أبو محمد ما حدث معه فترة سكنه في بيته قبل أن يضطر للخروج منه و الجلوس على قارعة إحدى الطرق القريبة من مجلس الوزراء الفلسطيني بالقرب من منطقة "دوار أبو مازن" جنوب مدينة غزة.

ثلاثة أيام أمضتها العائلة على قارعة الطريق، قضتها داخل جدران عبارة عن "بطانية مهترئة"، مربوطة في شجرة، لا تحميهم برد الشتاء، ولا تقيهم من حرارة الشمس الساطعة. و يتزامن ذلك مع سقوط الأمطار، الأمر الذي فاقم المعاناة.

"عشنا أياما صعبة في الشارع ، ولا أحد ينظر إلينا ولا يقدم لنا أي مساعدة"، تلك العبارة التي لخّص بها أبو محمد حياته خلال الأيام الثلاثة.

وبعد تلك المدة التي ذاقوا فيها المعاناة جاءهم "فاعل خير" ووعدهم بإيجاد الحل المناسب، ونفذ ما وعدهم به باستئجار شقة في إحدى العمارات السكنية بالنصيرات وسط القطاع.

توجه مراسل "الرسالة نت" إلى مكان سكن عائلة حسان، وسألتها عن حالها بعد انتقالها من العراء إلى منزل يلملم مأساتهم، فردت الزوجة "وضعنا أحسن من أول في قصة البيت، لكن وضعنا الاقتصادي صعب للغاية".

وتضيف وهي تكتسي عباءتها السوداء، وعيونها شاحبة "ما في عنا اشي في البيت، والاولاد بروحوا على المدرسة بدون مصروف"، وتشير بإصبعها إلى فراش البيت قائلًة "حتى الفرشات هادي جابولنا اياها أهل الخير".

قاطعها زوجها الحديث قائلا "ما حدا قدم لنا مساعدة، سوى الكابونة التي قدمتها لنا الشؤون الاجتماعية قبل يومين".

ويضيف "تفاجئنا بأن صاحب المنزل -المطرود منه-، قدّم شكوى للشرطة بضرورة دفع المبلغ المستحق علينا"، متسائلًا "من وين بدي أقدر اسدد ديون البيت؟"، فيما أقرّت الشرطة بدفع مبلغ قدره 200 شيكل شهريا، لصاحب البيت.

ويتابع "احنا الآن عايشين في البيت ولا نعلم ماذا سيحل بنا بعد انتهاء مدة بقائنا به وهي 6 أشهر، وفق ما قاله لنا فاعل الخير".

ويطالب الزوجان، الحكومة وكل المعنيين بإيجاد فرصة عمل مناسبة للزوج" تناسب حالته الصحية"، وتقديم المساعدات اللازمة لهم، والنظر لهم بعين الرحمة.

وتبقى العائلة تنتظر مصيرها في بيتها "المؤقت" الذي استأجره لهم فاعل خير لمدة ستة شهور، في منطقة النصيرات بالمحافظة الوسطى، ولا يعرفون ما هي الأوضاع التي ستحل بهم بعد ذلك؟

وكان البنك الدولي قد أصدر مؤخرًا تقريرًا يبين أن قطاع غزة يحتل المرتبة الثالثة عربيا من حيث أعلى معدلات الفقر بعد السودان واليمن، حيث وصلت نسبة الفقر بين السكان إلى 38%.

كما حلَّ قطاع غزة في المرتبة الـ 44 عالميًا من حيث انتشار معدلات الفقر بين السكان من أصل 144 دولة شملها التقرير، إلا أن الغالبية العظمى للدول التي سبقت القطاع بمعدلات الفقر هي من دول القارة السوداء.

البث المباشر