قائد الطوفان قائد الطوفان

"الإسرائيليون" يحاولون "ابتزاز" حماس

معركة "السنوار" مرتبطة بملف صفقة التبادل

الرسالة نت - رامي خريس           

يخوض القيادي الأسير يحيى السنوار هذه الأيام معركة جديدة داخل سجون الاحتلال، كما خاض قبل أسره جولات عديدة ضد الاحتلال وعملائه ، بل ان معاركه استمرت مع سجانيه واستخبارات الاحتلال أثناء أسره ، فأعادوه للتحقيق مرات عديدة ، ووضعوه في العزل الانفرادي سنوات طويلة بسبب معلومات كانوا يقولون أنها وصلتهم عن صلة السنوار بالمقاومة وعملها العسكري ومعطيات أخرى تشير إلى محاولاته الهرب من سجنه مرات عديدة ، وخطة قيل أنها أعدها لخطف سجانين أو جنود من المكلفين بالحراسة.

جولة جديدة

وفي هذه الجولة أقدمت مصلحة السجون على عزله وإساءة معاملته ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير لاسيما وانه تعرض في وقت سابق إلى انتكاسات صحية لاسيما في السنوات الأخيرة من سجنه.

وجولة السنوار الحالية التي يخوضها مع سجانيه لها صلة  على ما يبدو بملف عملية تبادل الأسرى التي "جمدت" مؤخراً بسبب تراجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن بنود اتفاق اقترب الطرفان من التوصل إليه عبر الوسيط الألماني ، بعد ذلك أعلنت حماس أن عام (2010) هو عام الأسرى في إصرار على تحرير الأسرى الفلسطينيين لاسيما أصحاب المحكومات العالية من سجون الاحتلال ، بل وهددت الحركة في أكثر من مناسبة أنها ستعمل على تنفيذ عمليات اسر لجنود آخرين من جيش الاحتلال ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين وعرب ، وذلك فضلاً عن تمسكها بشروط عملية التبادل التي استمر التفاوض حولها وقتاً طويلاً ولم تتراجع الحركة قيد أنملة عن شروطها الأساسية ، مع المرونة التي أبدتها للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها.

وفي اتجاه مضاد تحاول حكومة الاحتلال اللعب بأوراق تعتبرها "رابحة" في معركة التفاوض حول الصفقة ، فاتجهت للضغط على الأسرى ، وعلى "السنوار" بشكل خاص للحصول على تنازلات من "حماس" ، وأشار إلى هذه النوايا وزير الأسرى محمد فرج الغول الذي اعتبر عزل "السنوار" وسيلة ومحاولة يائسة من قِبل الاحتلال  للضغط علي الأسرى وخاصة قيادات الحركة الأسيرة لانتزاع تنازلات من شأنها الضغط علي مجريات صفقة التبادل مع الفصائل الفلسطينية التي تأسر شاليط .

أسباب أخرى

     وتشير تحليلات اخرى إلى أن التركيز على السنوار بشكل خاص إنما لاعتقاد (إسرائيل) أن شقيقه القيادي في كتائب القسام محمد السنوار هو أحد المساهمين في عملية أسر شاليط واحتجازه ، وأنها بعزل "يحيى" تضغط على "محمد" فيضطر إلى إبداء ليونة أكثر في ملف التبادل أملاً منه في إطلاق سراح شقيقه وإخراجه من محنته.

وإذا كانت حكومة الاحتلال تفكر بهذا الشكل فإن الغريب أن جهات أخرى عملت وتعمل بشكل جاد على الوصول إلى شاليط بأي ثمن ، وتضييع فرصة إطلاق سراح الأسرى على حماس خشية زيادة رصيدها في الشارع الفلسطيني ، ورصدت الكثير من المحاولات التي قامت بها أجهزة أمن السلطة "فتح" وقادتها الهاربين للحصول على أي معلومة تبين احتجاز "شاليط" بل وذهبوا لبث معلومات على مواقعهم الإعلامية على الانترنت  تتحدث عن المسؤولين عن اختطافه والأماكن المتوقعة لاحتجازه ، وهم من تحدث عن "تهديد  القائد محمد السنوار بقتل شاليط إن لم يطلق سراح شقيقه يحيى وغيرها من الإشاعات والأكاذيب التي يحاولون من خلالها إفادة المخابرات الإسرائيلية.

والأمر لم يقتصر على قادة أمن "فتح" بل تعداه الجهد الذي تبذله أجهزة الأمن المصرية التي أرهقت نفسها في استجواب من اعتقلتهم من المواطنين الفلسطينيين في الجانب المصري وسؤالهم عن معرفتهم بمكان احتجاز شاليط ، وغيرها من الأسئلة حول القيادي محمد السنوار.

على أية حال فإن التركيز بشكل كبير على محاولات "ابتزاز" حماس والضغط عليها لتقديم تنازلات في ملف صفقة التبادل يشير بدرجة كبيرة إلى أن التفاوض وصل الآن إلى مرحلة "عض الأصابع" ، ومن المتوقع أن تتجاوزها الحركة لاسيما أنها تجاوزت الأصعب وسينتصر فيها السنوار كما حقق ذلك في جولاته السابقة.

البث المباشر