"لن ينتصر الحق وحده بل برجاله الذين يضحون من أجل رفعته"، بمثل هذه القيم والمبادئ خطّ أمير الظل مجموعته الجديدة التي حملت عنوان "أقلام البندقية"، وتضم كتابين الأول يحمل اسم حماس قدّم له الدكتور محمود الزهار والثاني معنون باسم القسام وقدم له فتحي حماد القياديين بحركة حماس.
صاحب أعلى حكم في سجون الاحتلال القائد المهندس الأسير عبد الله البرغوثي "أمير الظل"، احتفل مع أبناء شعبه في قطاع غزة بإطلاق مجموعة كتبه الجديدة والتي تحمل عنوان" أقلام البندقية"، بمشاركة واسعة من النخب الفكرية والسياسية والأكاديمية.
وتضمنت صفحات الكتابين رؤية الأسير البرغوثي السياسية وتطلعاته الفكرية، ورسم في مضمونها أبعاد القضية الفلسطينية كما يتخيلها الأمير ويتطلع إليها بعد تجربته الجهادية.
الزهار بدروه، استعرض أهم ما تضمنه الكتاب من ملامح فكرية وصور أدبية ومعان سياسية عبّر عنها البرغوثي؛ مشيدًا بملكة الكاتب الأدبية والسياسية وقدرته على ابتداع المصطلحات الفكرية والأيدلوجية المعبرة عن المقاومة.
وأثنى الزهار على ما تضمنه الكتاب من نصائح وتوجيهات حركية وتنظيمية عرّج عليها البرغوثي خلال كتبه، معبرًا عن تقديره لمناقب الرجل وصبره وتاريخه في مقارعة الاحتلال.
الكتاب يتضمن جملة من القضايا التنظيمية التي تتمتع بها حركة حماس، ورسم لمعالم المواجهة التي تخوضها الحركة في ضوء البيئة السياسية المعادية لها، ويشير فيه البرغوثي لخصائص الحركة والعاملين فيها.
ويأتي هذا الكتب ضمن سلسلة من الكتب والمؤلفات التي شرع البرغوثي في تأليفها خلال فترة اعتقاله، التي أمضى منها 11 عامًا، وكانت في طليعتها كتاب أمير الظل الذي حظي على نسبة رواج كبيرة، اضافة لسلسلة أخرى كالماجدة والمقصلة وبيت المقدس وكتب أخرى يعد البرغوثي بإطلاقها قريبًا تحمل توقيع قيادات المكتب السياسي لحركة حماس.
وفي كلمة أرسلها البرغوثي في حفل توزيع الكتب، أكدّ اعتزازه بالمقاومة في قطاع غزة، وقال إنها هزمت الكثير من المخططات التي حيكت من أجل الحاق الهزيمة بها.
وأثنى البرغوثي على صمود الغزيين ومقاومتهم لا سيما في العدوان الأخير على قطاع غزة.
أمّا فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحماس، فوعد البرغوثي ورفاقه بصفقة قريبة تخرجهم من ظلام الزنازين.
واستعرض حماد ما تضمنه كتاب البرغوثي من قضايا قرّع فيها أجهزة أمن السلطة ودورها في التآمر على الشعب الفلسطيني، ووصفهم اياهم بـ"غراقيد البشر" التي تحمي اسرائيل .
ودعا حماد إلى ضرورة أن تدرس كتب البرغوثي في صفوف المقاومة، لما تحمله من قضايا عميقة في الفكر والجهاد والمقاومة.
وأكدّ حمادّ أن أفعال البرغوثي سبقت أقواله، وأن هذا الرجل كانت له بصمات كبيرة وواضحة في معالم الصراع مع الاحتلال.
القوى الفلسطينية كانت هي الأخرى حاضرة في حفل توزيع كتاب البرغوثي، لا سيما أن الطريق الذي شقه البرغوثي حمل خلاله هم كل أبناء شعبه، وفي كلمة له قال خالد البطش القيادي بحركة الجهاد إن المقاومة تحتفي بقادتها ومقاوميها وتعتز بما تخطه أقلامهم في سبيل تبصير نهجها وطريقها.
وحرص البرغوثي في كل كتبه التعريف بحركة حماس وكتائبها المجاهدة، والتطرق إلى أعقد الظروف التي مرت بها المقاومة لا سيما في الضفة والقدس.
وقاد البرغوثي أجرأ العمليات العسكرية الموجهة ضد الكيان الاسرائيلي، والتي أوقعت نحو 67 قتيلًا اسرائيليًا وإصابة نحو 5 آلاف آخرين، وذات مرة قال مسئول اسرائيلي" لو خرجنا من فلسطين سنأخذ البرغوثي معنا" لما يتمتع به القائد من قوة أرعبتهم خلال سنوات الانتفاضة.