حذّر رئيس جهاز الموساد (الاسرائيلي) الأسبق شفتاي شفيت من انهيار المشروع الصهيوني بالكامل بفعل السياسيات (الاسرائيلية) الخاطئة التي يتبعها حكام دولة الاحتلال، مؤكدا أن الحرب الأخيرة على غزة خطأ استراتيجي كبير.
وقال شفيت في مقال نشر على صحيفة "هآرتس" العبرية: "للأسف اسرائيل تواجه تحديات استراتيجية بعمى وجمود فكري وسياسي، وهذا الأمر لا يدفعنا للاطمئنان على مصير المشروع الصهيوني بالكامل".
واعتبر شفيت أن حرب غزة الأخيرة تدلل على أن (إسرائيل) مصابة بعمى استراتيجي حيث استخدمت كل قوتها العسكرية في هذه المواجهة غير المتناسبة مما قلص من قوة ردعها.
وأشار إلى أن الجدل المحتدم في (إسرائيل) يدلل على تهاوي روح التضامن في المجتمع الصهيوني "التي تمثل إحدى ضمانات بقائنا هنا"، على حد تعبيره.
وشدد شفيت على أن أكثر ما يدلل على الخطورة التي تواجه المشروع الصهيوني حقيقة تزايد عدد الإسرائيليين الذين يتهافتون للحصول على جواز سفر أجنبي، بسبب تدهور الشعور بالأمن الشخصي لدى الإسرائيليين.
وأوضح أن ما يفاقم الشعور بالقلق لديه حقيقة أن التيار الديني الصهيوني، الذي بات يهيمن على الكثير من دوائر صنع القرار، معني باندلاع حرب دينية مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، محذرًا من أن سلوك هذا التيار سيفضي إلى توحيد العالم الإسلامي ضد (إسرائيل).
وشدّد شفيت على أن المخرج الوحيد الذين يضمن بقاء المشروع الصهيوني هو التعاطي بإيجابية مع المبادرة السعودية، مشددًا على ضرورة فتح قنوات اتصال سرية مع مصر والسعودية لإنهاء الصراع بناءً على ما جاء في المبادرة.
ومن جهة أخرى أشار إلى أن أبرز السياسات الخاطئة تتمثل في أن الحكومة الاسرائيلية توتر العلاقة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي بات مصير (اسرائيل) بالكامل متعلقا بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتساءل شفيت: "كيف لأوروبا السوق الأكبر لإسرائيل أن تغلق أبوابها في وجهنا وتتجهز لفرض عقوبات مشددة علينا"، مؤكدا أن الرهان على العلاقات الروسية الصينية غير مجدي.
ولفت إلى أنه بفعل سياسات الحكومة الاسرائيلية تعاظمت الكراهية لليهود بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن الدعاية الدبلوماسية الاسرائيلية تفشل من محطة لأخرى في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيين انجازات كبيرة.