قائمة الموقع

البرد والمطر.. يلاحقان طلاب غزة في مدارسهم

2014-11-26T17:13:08+02:00
طالبة تساعد في تنظيف فصول مدرستها من امطار الشتاء
الرسالة نت-عبدالرحمن الخالدي

تنطلق آية عبيد كل يومٍ صوب مدرستها على أطراف بلدة بيت حانون شمال القطاع، تاركةً وراءها قلب أمها الذي يبقى سريع الخفقان ريثما تعود سالمةً وينتهي دوامها ظهرًا.

آية ذات السبعة عشر ربيعًا، تلاحقها عيون والدتها حتى اختفائها تمامًا عن نطاق رؤيتها، متوجهةً لإحدى فصول مدرسة "هايل عبدالحميد الثانوية" والتي دمّر الاحتلال أجزاءً منها، فأصبحت لا تقي حر صيفٍ ولا برد شتاء، ورغم ذلك يدرسون فيها، فلا بدائل.

تروي والدتها ما تسمعه من ابنتها بعد عودتها كل يومٍ قائلةً: "تشتكي ابنتي من تضرر أجزاء كبيرة من المدرسة، وعدم تمكن أي شخصٍ من إعمار ما ألمّ بها من دمار جراء القصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير".

وتتابع لـ "الرسالة نت": "أبقى قلقةً على ابنتي طوال فترة دوامها، فمدرستها تفتقر لأدنى وسائل الأمان وحتى الجدران التي تحميهم، كما أنها تقع تحت مرمى نيران الاحتلال الذي لا نأمن غدره في أي لحظة".

مدرسة آية تقع بالقرب من الكلية الزراعية، والتي شهد محيطها اشتباكاتٍ عنيفة ودامية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة إبان العدوان الأخير، والذي كان لبلدة بيت حانون من دماره نصيب كبير، فخلّفت آلاف المنازل المدمرة وعشرات الشهداء.

قصة عبيد تحاكيها قصة الطفل محمد قديح، والذي يدرس في أحد صفوف "مدرسة شهداء خزاعة الاعدادية" أقصى شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، والتي تعرضت أيضًا لقصف دمّر أجزاءً منها، ولم تُرمم حتى يومنا.

ومع اشتداد برودة الأجواء ودخول فصل الشتاء، تشكّل الصفوف المهترئة والجدران البالية خطرًا حقيقيا على الطلبة في المدارس، فالتحذيرات من منخفضٍ جويٍ قوي أُطلقت من كل مراكز الرصد الجوي، والتساؤل حول موعد إعادة الإعمار ما زال قائمًا.

خطة طوارئ

وزارة التربية والتعليم أعلنت وضعها خطة طوارئ لمواجهة أيّ منخفضات جوية قد تضرب محافظات قطاع غزة خلال فصل الشتاء، تتمثل في استعداد المديريات والمدارس لتلك المنخفضات وآثارها المتوقعة، إضافة إلى التنسيق المتكامل مع جميع الجهات المعنية.

وأوضح أنور البرعاوي وكيل الوزارة المساعد للشؤون الإدارية والمالية، أن الوزارة حددت أيضًا بعض المدارس كمراكز للإيواء إن حدث أيّ نزوح للسكان، كما أوعزت للمدارس المتوقع محاصرتها بالمياه بأخذ التدابير اللازمة في حفظ الكتب المدرسية والأثاث.

وبيّن البرعاوي في تصريحات صحفية، أنه رغم هذه الاستعدادات إلا أن الامكانيات الموجودة في القطاع بسبب الحصار لا تستطيع السيطرة على مخاطر المنخفضات الجوية القوية.

مشكلة حقيقية

الوزارة بدورها لفتت أن الطلبة في المدارس المتضررة جراء العدوان "الإسرائيلي" الأخير يواجهون معاناةً حقيقية مع دخول فصل الشتاء والمنخفضات الجوية.

وقال معتصم الميناوي نائب مدير عام العلاقات الدولية والعامة بالوزارة، إن العملية التعليمية في المدارس المتضررة تواجه مشكلة حقيقية بسبب عدم إدخال مواد البناء وإعمار المدارس.

وأضاف لـ "الرسالة نت": "الطلبة يعانون من أوضاع مدارسهم المتضررة شرق خانيونس وجميع المناطق الشرقية والشمالية من قطاع غزة، كما أسفر البرد عن إصابة العديد منهم بنزلات معوية وانفلونزا وأمراض أخرى سبّبها البرد".

وبين أن وزارته لم تتمكن من ترميم المدارس المتضررة، مشيرًا إلى أنها قامت ببعض الإصلاحات حسب الامكانيات الموجودة  لبدء العام الدراسي.

ويُناشد الميناوي المجتمع الدولي والجهات المانحة بسرعة التدخل وإعادة إعمار قطاع غزة، خاصة المنازل والمدارس، معربا عن تخوفه من كارثة وشيكة قد تطال الطلبة داخل المدارس المتضررة إذا بقيت دون  ترميم خاصة مع تصاعد برودة الجو والمنخفضات الجوية والأمطار.

وتبقى غزة بمنازلها ومدراسها والآلاف من سكانها، رهينة مؤامراتٍ وخططٍ تهدف لإضعافها وتنتظر استسلامها، في حين يتوقع كل المراقبون وحتى الاحتلال انفجارًا وشيكًا للأوضاع إذا ما استمرت على حالها.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00