فوق أنقاض مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية شرق حي الشجاعية, يقف الطالب ممدوح ابو القمبز – الصف الحادي عشر- برفقة عدد من زملائه يتحسرون على مدرستهم التي محت صواريخ الاحتلال الاسرائيلي معالمها بداية العدوان على غزة.
يقف ممدوح على أرض ملعب كرة القدم الذي تبقى من مدرسته ويقول ممتعضا:" هي المدرسة الوحيدة القريبة من بيتنا (..) لم يتبق أحد هنا؛ فجميع طلبة المدرسة من الحي يأتون صباحا برفقة ذويهم ويغادرون المساء كون معظم البيوت غير صالحة للسكن مما اضطر غالبيتهم إلى السكن في اماكن اخرى وتغيير مكان الدراسة".
ويذهب مرات عدة للمدرسة عله يلتقي احد مدرسيه ليستوضح منهم مكان دراستهم الجديد ، وفي احدى المرات صادف مدرس العلوم حسين الشياح الذي بدوره اخبره أنها نقلت إلى مدرسة معاذ بن جبل.
وتابع حديثه بحضور "الرسالة نت":" استشهد ثمانية طلاب من المدرسة وسجري نقل الطلاب الى اخرى بالكاد تتسع لطلبة الثانوية وكذلك مرافق المدرسة لا تتناسب معهم, الامر الذي سنأخذه بعين الاعتبار بداية العام الدراسي.
فصول مدمرة
ليست وحدها مدرسة جمال عبد الناصر التي تعرضت للتدمير من قبل صواريخ الاحتلال الإسرائيلي؛ فقد دمر ما يقارب 174 مدرسة وذلك حسب احصائية اعدتها وزارة التربية والتعليم .
وإلى مدرسة الشجاعية الأساسية التي تعرضت لهدم جزئي جاءت الطفلة ملك الحرازين برفقة والدتها لتأكيد تسجيلها في الصف الأول الابتدائي ، فقد كانت تأتي الطفلة دوما إلى مدرستها الجديدة لتفقدها وتخبر والدتها أنه لم يتم قصف فصول الصف الاول بعد ، لكن قبل وقف اطلاق النار بيوم واحد ابادت طائرات الاحتلال تلك الفصول.
تقول بلهجتها البريئة :" اشتريت دفاتر المدرسة بس ما في صف أول (..) نقلونا على مدرسة تانية".
من جانبها قالت مديرة المدرسة سامية الزعلان بأن عدداً من فصول مدرستها تعرضت للقصف الامر الذي سيدفعهم لنقل نصف طالبات المدرسة إلى اخرى لاستيعابهم, مشيرة الى ان عددهم حوالي 350 وأكثر.
وذكرت أنها كانت تتوجه للمدرسة برفقة بعض المدرسات لتفقد الملفات وما يتعلق بالإدارة إلا ان قصفها تسبب بحرق الكثير من الاوراق الثبوتية للطالبات، مؤكدة انهن رغم الدمار سيواصلن مسيرة التعليم وبعزيمة قوية .
وبحسب الزعلان فإن الاسبوع الأول من الدراسة سيكون للتفريغ النفسي ومسرح للدمى والرسم ، مبينة انها تدرك الحالة النفسية التي تمر بها الطالبات لاسيما بعد رحيل سبعة منهن.
الطالبتان التؤم حنين ورنين في الصف الثالث وجهتا حديثهما للمديرة " بيتنا انقصف وكمان المدرسة وننتظر موعد الدراسة وحصد درجات عليا لإغاظة "إسرائيل".
نقل الطلبة بسهولة
من جانبه قال وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت انه تم نقل عدد كبير من طلبة الشجاعية إلى مدارس اخرى مع تسهيل نقل ملف أي طالب للمدرسة القريبة من مكان سكنه الجديد"، مشيرا إلى أنهم منحوا وكالة الاونروا أحد عشر مبنى للطلبة بدلا من مدارس الايواء التي لازال فيها مواطنين نازحين.
وأوضح ان المدرسة المتضررة بشكل كلي ستغلق امام الطلبة ، لافتا إلى أنه سيكون الأسبوع الاول من الدراسة للتفريغ النفسي ومن ثم يتبعه الاكاديمي بشكل طبيعي .
وعن عدد المدرسين الذين ارتقوا شهداء خلال الحرب, ذكر ثابت أنهم فقدوا 22 موظفا من وزارة التعليم ما بين معلم ومدير واداري ، إلى جانب اصابة العشرات الامر الذي سبب عجزا بسيطا ، مما استدعى مراسلة الوزارة في رام الله للنظر في ذلك لكن دون رد حتى اللحظة.
يذكر أن عدد الطلبة الذين ارتقوا شهداء وصل لما يقارب الـ500 شهيد وشهيدة ، عدا الاصابات.