قائمة الموقع

الشتاء يعصف بالنازحين ورفض لمشاريع الإيواء المؤقت

2014-11-27T21:11:18+02:00
غزة- لمراسلنا

يضرب المواطن محمد جبريل كفا بكف، وهو يستظل تحت سقف مدمر يقع إلى الشرق من مدينة غزة، ويقول "لقد ذهبت فرص الاعمار بعيدا، وجاء الشتاء ليكشف عورة مساكننا".

يتأفف المواطن جبريل مما أسماه سياسة الازدواجية في التعامل مع متضرري الحرب، خاصة أنه لم يحظ بعد بكيس من الاسمنت، في الوقت الذي رأى فيه بعض الجيران يعيدون ترميم منازلهم المدمرة بشكل جزئي.

وبعد أن مسح المطر المتساقط على وجهه، اتهم المواطن الأربعيني الأطراف المسؤولة (الحكومية والدولية) بالتآمر على "المنكوبين"، قائلا "هناك سياسة تهدف إلى خلق طبقات في المجتمع الفلسطيني، وتعمل على الفتك بالنسيج الاجتماعي من خلال منح البعض أموالا لإعادة الاعمار، وتجاهل آخرين".

اخلاء

يأتي ذلك في وقت أخلى فيه بعض المتضررين الكرفانات الاغاثية، لعدم قدرتها على الصمود في وجه المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع هذه الأيام، فيما لايزال اخرون يتخذون من المدارس مراكز للإيواء بعد أن هدمت بيوتهم بشكل كلي خلال الحرب التي استمرت 51 يوما على غزة يوليو الماضي.

المواطن وائل النجار من سكان خزاعة قال إن الكرفان الذي يأويه لا يقوى على صد برد ولا حرارة، ولا يكفي للأسر التي يزيد عدد أفرادها عن خمسة.

وأوضح المواطن النجار أنه اضطر لإقامة غرفة من الصفيح بموازاة الكرفان المقام مقابل منزله المدمر، وذلك لإيواء أفراد أسرته المكونة من تسعة أفراد وبعض حاجياتهم.

إلى ذلك نقل وضاح بسيسو عضو اللجنة الشعبية لمتابعة إعادة الإعمار، رفض لجنته للسياسة المتبعة في التعامل مع المتضررين والنازحين من جراء الحرب، مؤكدا أن خطة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط "روبرت سيري" مرفوضة بالنسبة لهم لاحتوائها على بعض المعيقات والتي تقف حائلا ضد الاعمار.

 وقال بسيسو: "نحن نتطلع لإعادة فتح المعابر بشكل كامل وفق ما جاء في اتفاق التهدئة بالقاهرة، وما تبعه في عقد مؤتمر اعادة الاعمار"، مشيرا إلى أن المانحين لا زالوا ينتظروا أمرين لإعادة الاعمار، أحدهما يتعلق بدور الاحتلال في وضع العقبات ومدى التزامه بفتح المعابر، والآخر بأخذ الحكومة صلاحياتها على الارض واتمام ملف المصالحة.

وكان قد صرح وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أن نحو 88 ألف أسرة فلسطينية تعاني من عدم وجود مأوى حقيقي والبعض منها مازال يقبع في مراكز الإيواء.

وكشف عضو اللجنة الشعبية لمتابعة الإعمار عن احتواء خطة المتابعة لديهم على برنامج اقراض من البنوك المحلية تقوم عليه الحكومة، لتمويل الاعمار بضمان أموال المانحين المقرر إرسالها، مطالبا الحكومة بتفعيل هذا البرنامج.

وأعاب بسيسو على الحكومة صرف كابونات للمتضررين تتعلق باستلام اكياس اسمنت بدلا من الاموال، والتي قال إنها فتحت فرصة لانعاش السوق السوداء، وخلقت اجواء احتكارية سيئة، معبرا عن رفضهم المطلق لـ"تسييس عملية الإعمار".

لا يناسب

في ذات السياق عبر بسيسو عن رفض اللجنة الشعبية، لاستخدام الكرفانات في حي الشجاعية، مؤكدا أن مكان اقامتها غير مناسب لأنه يبعد عن الحدود 800 متر ومكشوف وعرضة للهدم، كما أن تضاريس المنطقة غير مناسبة خاصة في فصل الشتاء.

بدوره أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن حركته ستلجأ إلى خيارات متعددة في حال تقاعست الجهات المعنية عن دورها في عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

وقال أبو مرزوق خلال مقابلة متلفزة "إن حماس لديها العديد من الخيارات في حال تخلت الأطراف عن إعمار قطاع غزة".

وأضاف أبو مرزوق "سيري" لم يعرض في البداية علينا أية خطة للإعمار، وحماس لم توافق على خطته شفوياً أو كتابياً"، مؤكدا أن "كل ما طلبه منا هو تأمين تحركات الأمم المتحدة في غزة".

اخبار ذات صلة