الرصاصة الأولى لامست خصلات شعر الطفلة الصغيرة لتسمح بعدها لزخات من الرصاص القاتل ووابل من قذائف المدفعية "الإسرائيلية". هربت العائلة بأعجوبة من بين حِمم "إسرائيل"، آمِلةً في حياة جديدة تُطِل من بين الدمار.
وما إن ألقت أشعة الشمس بخيوطها حتى تكّشفت ملامح الجرائم "الإسرائيلية" بحق المواطنين شرق خانيونس واتضحت الصورة جليّة بأن "إسرائيل" لا تعرف معنى للطفولة أو الإنسانية.
تلك التفاصيل كانت لفيلم "على الحدود" الفائز بالمركز الأول ضمن مشروع "عشان فلسطين" لصناعة الأفلام القصيرة، بتنفيذ المركز الشبابي الإعلامي وتمويل مؤسسة أمان فلسطين –ماليزيا"، والذي عرضت نتائجه مساء اليوم الثلاثاء بغزة.
"على الحدود" كان تلخيصًا لحكاية مأساة شهدتها عائلة فلسطينية خلال حرب غزة الأخيرة شرق خانيونس جنوب القطاع، فيما حقق المركز الثاني فيلم "شهد"، والمركز الثالث فيلم "حلمي نور".
مصوّر الفيلم عبد الله البطش قال لـ"الرسالة نت" إنهم أرادوا إيصال حقيقة المشهد الذي عاشته العائلات الفلسطينية على الحدود الشرقية للقطاع، وقد حققوا ذلك بنجاحهم فيه.
وعبّر البطش عن فخره بفوز مجموعته بالمركز الأول، متمنيًا أن يستمر عطاء الشباب الفلسطيني وتصل رسائلهم كما هي للعالم، ليُعلنوا للجميع مدى قدرتهم على التأثير وإيصال الرسائل.
أما المركز الفلسطيني الاعلامي وكما قال رئيس مجلس إدارته خضر الجمالي، فإنه يأمل بأن يوصل الشباب رسائل إعلامية تحقق تطلعاتهم وآمالهم في حياة جديدة.
كما وعبّر الجمالي عن فخره بأفلام المشاركين كونهم شباب في مقتبل العمر، وما زالوا على أبواب حياتهم، مؤكدًا استمرارهم في دعم مشاريع الشباب الفلسطيني.
ومع قرب انتهاء عام الشباب الذي أُعلن عنه بداية العام، كان الحضور شبابيًا بامتياز، وسط تحليقٍ عالٍ لطموحات المشاركين مع أملهم بأن يأتي العام الجديد بالخير على شباب قطاع غزة.
المدون والإعلامي خالد صافي -أحد أعضاء لجنة التحكيم-، أوضح لـ "الرسالة نت"، أن المرحلة القادمة بحاجة لأن يقود الشباب بأنفسهم العمل الوثائقي والفن الدرامي في غزة، "وليكون لديهم حالة روائية ودرامية قوية عما يعانيه القطاع".
وبدا واضحًا أن التركيز على الإعلام الجديد وتسخيره لقضية فلسطين، كان أكثر ما طغى على المشروع.
"نشهد حالة فنية وأدبية بغزة توضح أن هناك أرض خصبة لتنمية الاهتمام بالإنتاج الشبابي"، ويضيف صافي أنه بعد إنجاز المشروع؛ فإن تطلعهم لإنجاح الكثير من المشاريع الشبابية إلى جانب "ستاند أب".