منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، لم يكف الاحتلال عن استهداف الصحفيين الفلسطينيين بالقتل أو الاعتقال أو قصف منازلهم، حتى وصل بهم الأمر لسن قوانين خاصة لمنع المؤسسات الإعلامية من ممارسة عملها.
يشار إلى أن عدد الشهداء الصحفيين، ارتفع، منذ بدء حرب الإبادة على غزة، إلى 172 صحفيا وصحفية، وفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
أمام هذه الانتهاكات بحق الصحفيين، بدأت قناة TRT عربي، تصوير فيلم "صحافة قيد الإبادة"، والذي "استغرق إنجازه ما يقارب الثلاثة شهور، وجرى تصويره في ظل ظروف أمنية خطيرة، تحت القصف في غزة وجنوب لبنان"، وهو من إخراج وإنتاج خلدون فحماوي، وإعداد سلمى براق.
ووفقاً لـ"فحماوي"، الذي تحدث عن فكرة الفيلم، يقول: "هو استقصائي يرصد الاستهداف الإسرائيلي لفريق TRT عربي (فضائية تركية ناطقة بالعربية)، وفريق الجزيرة (فضائية قطرية)، ووكالة رويترز (بريطانية)، بالإضافة إلى الوكالة الفرنسية في جنوب لبنان".
ويضيف: "فريق TRT عربي، لم يكن استثناء، فقد استهدف كادره في منطقة النصيرات، وسط غزة، ما أدى إلى إصابة المصور المتعاون مع القناة سامي شحادة وبتر قدمه، ومن هنا انطلقت فكرة فيلم (صحافة قيد الإبادة)".
وأشار في حديثه إلى أن "الفيلم سلط الضوء أيضا على ارتكاب المجازر بحق أهالي الصحفيين، وذلك من خلال تناول عملية استهداف الصحفي مصطفى الصواف في منزله بمدينة غزة، والتي أدت إلى استشهاده، رفقة ٤٧ فردا من عائلته".
ويرى فحماوي أن "الفيلم وصل لمبتغاه بكشف زيف الاحتلال واستهدافه المتعمد للصحافيين وذويهم، وهو يعد وثيقة للمؤسسات الحقوقية المعنية بحماية الصحفيين في أي خطوة قضائية مقبلة ضد الاحتلال".
وعلى الرغم من أن الفيلم الوثائقي ركز على تناول ما يتعرض له الصحفيون من مخاطر تهدد حياتهم وتعيق تأدية مهمته في نقل الحقيقة والأخبار صنفته منصة شركة "ميتا" وتحديداً منصة فيسبوك، محتوى يروج لـ"أشخاص خطيرين وحذفته من على المنصة".
ووفقاً للرسالة التوضيحية التي أرسلتها المنصة، بحسب القناة التركية TRT، فإن الفيلم الوثائقي "يمدح أو يدعم أشخاصاً ومنظمات نعرّفها بأنها خطيرة" مضيفة أن المحتوى ينتهك "معايير مجتمعنا بشأن الأفراد الخطرين والمنظمات الخطرة".
ويرى أشرف البلقيني، مدير البرامج في TRT عربي، أن حجب أو حذف فيلم (صحافة قيد الإبادة) يعني أنه حقق أحد أهدافه، بـ"كشف زيف تلك المنصات،
التي تتعامل بازدواجية معايير في مختلف القضايا، وتحديداً القضية الفلسطينية التي يظهر فيها انحياز واضح للاحتلال الإسرائيلي"
وأكد "استمرار الجهود لإيصال الفيلم إلى جميع الجهات المعنية بدعم حرية الصحافة وحماية الصحفيين، وكشف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين".
وأشار البلقيني إلى أن "الفيلم وثيقة مهمة للغاية، وسوف يحتفظ بتأثيره طويلا سواء على مستوى الوعي وكشف حقائق ما يجري في غزة، أو على المستوى القانوني والحقوقي عندما يحين وقت المساءلة الدولية".
وأضاف: "نعكف حاليا على ترجمة الفيلم إلى اللغة الإنجليزية، لإيصال رسالتنا إلى الجمهور الغربي والمنظمات الدولية".
وأكد أن "الرواية الفلسطينية، مدعومة بالأحرار في العالم، قد هزمت الرواية الصهيونية منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وهو ما شاهدنا تأثيره بوضوح في المظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت الشوارع والجامعات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".