قائمة الموقع

"سهير".. تخط بألوانها طريقها نحو "اللوفر"

2014-12-04T17:53:38+02:00
جانب من حضور الزوار للمعرض
الرسالة نت-عبدالرحمن الخالدي

أينما تولِّ وجهك فثمّ فنٌ يسحر بصرك، فترى أشياءً اعتدت رؤيتها واستخدامها لأمورٍ تقليديةٍ يومية، إلا أنها بأنامل سهير نصار باتت لوحاتٍ إبداعية تألفها القلوب والأبصار.

في ذلك المعرض -الصغير نسبيًا إلا أنه بمحتوياته يضاهي المعارض الكبيرة وذات الدهاليز المتعددة- خطّت سهير أولى خطواتها لتحقيق حلمها المنشود برسم جداريةٍ كبيرة للقدس في متحف "اللوفر" بالعاصمة الفرنسية باريس.

على الأطباق الزجاجية وقطع البورسلان والايكريليك، أطلقت سهير العنان لتفكيرها الإبداعي، ورسمت كل ما يخطر ببالها، لتشكل بمجموعها عناصر ملأت زوايا معرضها الدائم، والذي افتتحته اليوم في منطقة الرمال وسط مدينة غزة.

"أنامل جاليري" هو الشعار الذي لطالما حلمت به سهير ليكون اسمًا لمعرضها، وها هو يتحقق اليوم، وحوله تقول: "لطالما حلمت بأن افتتح معرضا خاصا لأشغالي اليدوية والفنية، واليوم اكتمل الحُلم، إلا أنها لن تكون نهاية الطريق".

وتُكمل سهير لـ "الرسالة نت": "النجاح يبدأ بالطموح، وها أنا أضع قدمي على أول الطريق"، واعدةً أن تستكمل طريقها وصولاً للعالمية.

رسمتها الأولى لزهرة الماء على أحد الأطباق البيضاء الفاخرة منذ أكثر من عشر سنوات، كانت سبب إلهامٍ لها للانطلاق في المجال، ولتحلّق بشكل يميّزها عن عشرات من يرسمون على الألواح الزجاجية.

إحياء أُلفة

ترى سهير أن العديد من لوحاتها وقِطعها الفنية، كانت سببًا في الألفة بين قلوب المحبين وتقريب الحميمية بين الأزواج، الصغار منهم والكبار، فهي شكّلت هدايا مميزة خرجت عن المألوف.

بأناملها، أعادت تدوير عشرات العناصر البيئية العادية، في مشهد لا تُبالغ حين تسميه "إحياء" للعناصر الصامتة المنتشرة حولنا على مدار الوقت.

ولم تنس سهير فضلّ أيّ أحد عليها في وصولها لتحقيق أولى أحلامها اليوم، فتقول: "بعد المولى عز وجل، فوالداي كانا سببًا رئيسًا في تطوير مهارتي ووصولي لما وصلت إليه اليوم، فهم شجّعوني منذ صغري، حتى أنهما كانوا يجلبون بعض الألوان والمواد التي استخدمها من دول الخارج".

وشاءت الأقدار، أن تُرزق سهير بزوجٍ ساعدها كثيرًا في طريقها، فتصفه بأنه يمتلك "إحساسًا عاليًا"، يُضفي تميزًا وبريقًا للوحاتها ورسوماتها.

إقبال وإعجاب

سهير تسعى خلال الفترة القادمة لإتقان فنٍ جديد وتكوينه واقعًا، ألا وهو رسم الفسيفساء، وحوله تقول: "أعمل حاليًا على إعادة تدوير قطع الزجاج المتكسرة والملونّة، لأجمعها وأشكّل من خلالها لوحاتٍ أضيفها لباقي أعمالي التي تُبهر الناظرين".

ولطالما شكّلت سهير، مرجعًا للعديد من النساء اللواتي يستشرنها في كيفية استغلال ما يفقدنه أو يتكسّر عندهن من قطعٍ زجاجية أو أدوات مطبخية، ودائمًا ما كانت تجد لهن حلولاً تحوّل من خلالها أيّ عنصرٍ لتُحفٍ فنية.

زوايا معرضها الصغير، امتلأت بالعشرات ممن لم يترددوا في تلبية دعوة الافتتاح، والذين بدت عليهم ملامح الإعجاب الشديد، إلا أنهم اضطروا لترك المكان سريعًا لترك المجال لغيرهم ممن اصطفوا على مدخل المعرض.

(عدسة محمود أبو حصيرة)

اخبار ذات صلة