خطت قرية برقة، الواقعة شمال غرب نابلس بالضفة المحتلة، طريقها في المقاومة الشعبية ضد اعتداءات المستوطنين الذين يحتشدون بالآلاف ويقتحمون القرية تاركين خلفهم دماراً وخراباً فيها.
وحظيت قرية برقة بتضامن شعبي واسع، في ظل الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها من المستوطنين، لتصبح أيقونة كما "جبل صبيح" في بيتا.
وفي ظل حالة التضامن الكبيرة، أصبحت القرية الواقعة على مساحة 18500 دونم، محط أنظار الجميع لتكتب عنها الصحف العالمية وتسلط الضوء على هجمات المستوطنين المسعورة.
اعتداءات متكررة
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاق #انقذوا_برقة الذي لاقى تعاطفاً وتضامناً كبيراً على المستوى المحلي والدولي.
وغرّدت دعاء الخالدي على "تويتر": "أهالي برقة يتناوبون على حراسة منازلهم من المستوطنين. يدافعون عن بيوتهم وأعراضهم بأجسادهم الضعيفة وصدورهم العارية من هجمات قطعان المستوطنين.. انصروهم وانشروا معاناتهم".
في حين كتبت أحلام فؤاد: "يا جماعة لو تُرك المستوطنون بهالعدد وبالسلاح الي معهم يفوتوا قرية برقة بأي وقت حتصير مجزرة إبادة جماعية، الخطر لا يزال يلاحق قرية برقة".
وعلى صفحته "فيس بوك" نشر فتحي عبد السلام: "لما يكون الإعلام مُتكتم على أرض الواقع، صوتنا بالدفاع عن فلسطينيتنا لازم يكون مسموع، دافعوا عن برقة بكل ما تملكون".
بدوره، ذكر جهاد شريدة رئيس مجلس قروي برقة، أن القرية تقع على الشارع الرئيسي بين مدينتي نابلس وجنين، ومشكلة القرية مع المستوطنين ليست جديدة بل عانت خلال السنوات السابقة من اعتداءات المستوطنين.
وقال شريدة في حديث لـ "الرسالة نت": ما يختلف هذه المرة هو زيادة حدة الهجمات، كما أن برقة استطاعت التواصل مع القرى المجاورة لمنع المستوطنين من اقتحام وتخريب القرية".
وأضاف: "قبل يومين اندلعت مواجهات شديدة بين شبان القرية والقرى المجاورة مع جنود الاحتلال ما دفعهم لمنع مسيرة للمستوطنين كان من المفترض أن تمر من القرية وتدمّر ما تراه أمامها".
وأوضح أن المجلس وأهالي القرية عيّنوا حراسة على مدار الساعة ضد أي هجوم من المستوطنين، مبينا أنهم بحاجة لحماية مستمرة ضد الهجمات المسعورة.
ودعا شريدة المؤسسات الحقوقية الدولية للنظر إلى حال القرية والقرى المجاورة التي تلتهمها المستوطنات وتزيد فيها اعتداءات المستوطنين.
ومساء الخميس الماضي، تعرضت قرية برقة لهجوم نفذه المستوطنون على منازل الفلسطينيين وكذلك اعتدوا على مقبرة في نفس المكان.
وهاجم أكثر من 11 ألف مستوطن منازل تقع على أطراف قرية برقة بجانب مستوطنة (حومـش) المخلاة منذ عام 2005، بالأسلحة.
كما رشقوا المنازل بالحجارة، ما أوقع أضراراً جسيمة، في وقت صدّ أهالي القرية المستوطنين وطردوهم من القرية.
وصدحت مكبرات الصوت في المساجد بضرورة خروج الأهالي والتصدي لأولئك المستوطنين، مرددين "حي على الجهاد".
وهاجم المستوطنون مقبرة برقة التي تقع بين مستوطنة "حومـش" والقرية، وانتهكوا حرمة الأموات وحطموا 25 شاهداً داخل المقبرة.
ووقتها، أعلنت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس تعاملها مع 127 إصابة في برقة.