"بدي أطيب (..) والعب في الشارع بدون ما يضحكوا عليا اصحابي"، تلك العبارات التي يرددها الطفل مؤمن ظاهر ذو الحادية عشر من عمره، وهو يجلس على مقعده أمام عائلته.

الطفل مؤمن ظاهر يعاني من مرض يسمى "حساسية القمح" اكتشفته العائلة قبل 3أعوام، وصاحب هذا المرض يحتاج إلى طعام يحمل صفات خاصة.

ولم تقتصر معاناته على ذلك المرض فحسب بل أنه يعاني من صغر حجم جسمه مقارنة مع عمره، ويعاني من نقص في الهرمونات اللازمة لكي يصل إلى طوله الحقيقي المناسب لعمره.

بملامحه البريئة ووجه الطفولي يبتسم كي يتناسى ما يعانيه من أمراض قائلًا "اصحابي كانوا يضحكوا عليا و انا في المدرسة (..) بس انا ما برد عليهم".

والد الطفل عثمان ظاهر (46عامًا) يتحدث عن معاناة ابنه وتفاصيل بداية المرض قائلًا " قبل ثلاثة أعوام اكتشفنا مرض مؤمن، بعد أن توجهت به إلى الطبيب بسبب ضعف شهيته.

ويوضح ظاهر لـ "الرسالة نت" أن ابنه يحتاج إلى طعام خاص بتكلفة 500 شيكل شهريًا، حتى لا تتفاقم لديه المشكلة.

الأربعيني ظاهر يعيل أسرة مكونة 8 أفراد، ويعمل بإحدى الوزارات أي يتقاضى راتبًا متقطعًا لا يكفي لسد احتياجات العائلة، فكيف سيستطيع جلب ما يحتاجه ابنه المريض؟.

ويضيف ظاهر وملامح الأسى تكتسي تفاصيل وجهه "مؤمن يحتاج إلى إبرة كل خمسين ساعة على مدار 12 شهرًا تعمل على زيادة طوله"، متسائلًا "من أين سأجلب تلك الأموال؟!".

وأُجري للطفل مؤمن أربع عمليات منظار، لكن حالته الصحية لم تتحسن بشكل يذكر، بل أنها ازدادت سوءا وفق والده.

معاناة الطفل لم تقتصر على ذلك بل اكتشف الأطباء مؤخرا إصابته بالتهابات في المريء.

ويؤكد ظاهر أنه توجه إلى بعض المؤسسات والأطباء، بالإضافة إلى وزارة الصحة في غزة والضفة، لكننه لم يتلقى أي مساعدات.

ويبقى مؤمن ينتظر من يرسم البسمة على شفته، وينقذه من أمراضه، كي يعيش طفولته كباقي دون معاناة.