مقال: امض حماس لا تترددي

بقلم: مصطفى الصواف

حركة ولدت من رحم الشعب الفلسطيني واحتلت، على مدى سبعة وعشرين عاما، قلوب الناس ليس في فلسطين فحسب، بل في الدنيا قاطبة، وملأته حبا لفلسطين والمقاومة؛ رغم وجود من لا يرغب أن يرى حركة قولا وعملا شعار تحرير كل فلسطين، ولازالت على موقفها الاستراتيجي فواجهت الاستبداد والإقصاء والحصار والمؤامرة تلو المؤامرة، لا لذنب ارتكبته بل لأنها كانت صادقة مع شعبها، مؤمنة بدينها، ولديها إصرار على مواصلة طريق المقاومة حتى تحرير فلسطين، التي يريد البعض من الشعب الفلسطيني تقسيمها بين محتل غاصب وشعب مطرود مشتت في أصقاع الدنيا.

امض حماس فالطريق، ليس سهلا والعقبات كئود؛ ولكن ذلك لن يعيق ولن يلغي مشروع التحرير والمقاومة الذي انتهجته حماس وخطته لنفسها في التعامل مع القضية الفلسطينية، فهو الطريق الذي به حققت كل الشعوب التي احتلت أراضيها في مختلف بقاع الأرض؛ لذلك ما اختارته حماس من طريق المقاومة هو الاختيار الصحيح الذي سيحقق الهدف وإن طال الزمن، لأن أي احتلال هو إلى زوال؛ ولكن يحتاج إلى أدوات للإزالة. ونعتقد ومن خلال ما نرى أن حماس ستكون مع شقيقاتها من القوى الفلسطينية المؤمنة بالمقاومة طريقا لاسترداد الحقوق، ستحقق ما تريد، ولعل ما نعايشه الآن يدلل على الخوف والرعب الذي يعتري العدو الصهيوني والمنظومة المتواطئة معه عربيا ودوليا من بقاء المقاومة؛ لأن هؤلاء يدركون أن المقاومة هي التي تهدد بقاء هذا الكيان الغاصب؛ لذلك تحاك في الليالي السود خيوط المؤامرة للقضاء على المقاومة.

امض حماس ولا تلتفتي إلى الخلف، ولكن لا تتقدمي خطوة قبل أن تدرسي وتقيمي الخطوة السابقة ، فالمراجعة والمتابعة والتقييم هي عناصر النجاح ، وليس عيبا أن يحدث خطأ في هذا الموقف أو ذاك التصرف أو في هذا القرار، فالخطأ أمر وارد؛ ولكن الإصرار عليه هو الذي يورث الضعف، كما أن الفرق واضح بين من يخطئ وهو يعلم أنه أخطأ وبين من يخطئ وهو يحاول الوصول إلى الطريق الصحيح؛ فتكون خطواته غير محسوبة أو مختلة نتيجة عدم وضع الأمور في نصابها أو أن هذه القرارات لم تكن مدروسة بالقدر الكافي وغير ذلك من الأمور التي تستوجب المراجعة المستمرة وتطوير المؤسسة في كافة المجالات.

امض حماس فأنت قدر الله على الأرض، قدر الله في مقارعة المحتل، مقارعة اليهود الغاصبين، ففلسطين لا تغتصب على مر التاريخ إلا عندما يضعف الانتماء الديني، ويتراجع الموحدون والمؤمنون عن طريق الجادة والصواب، وعندما يعودون تعود فلسطين إلى الحكم العادل والرشيد، ومن يتتبع سير وتاريخ فلسطين ارض الرباط وأرض المحشر والمنشر يدرك هذه الحقيقة من لدن سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى يومنا هذا، مرورا بكل القادة العظام الذي ردوا فلسطين إلى أهلها بعد أن رفعوا راية التوحيد.

امض حماس ونظنك على الحق لأن من يحمل هم الشعب الفلسطيني ويسعى إلى تحقيق أهدافه وطرد المغتصب وعودته إلى أرضه وإقامة دولته على كامل ترابه هم أهل الحق، فالحقوق لا تسقط بالتقادم، ولا تقسم مع عدو غاصب. الحقوق تحتاج إلى رجال أشداء اقوياء مؤمنين بربهم وحقهم من أجل أن ينالوها، ولن ينالوها على طاولات المفاوضات ولنا تجربة مخزية على مدى أكثر من عشرين عاما والنتيجة صفر كبير.

امض حماس والتحمي مع شعبك، وكلما اقتربت منه اقترب هو واحتضنك، في الشدة أثبت ذلك وهو يدفع الدم أثبت ذلك، وبيوته تهدم فوق الرؤوس اثبت ذلك، ومن يثبت في هذه المواقف فلن ترهقه شدة وسيثبت في غيرها، وسيلتف حول من يرفع شعار التحرير ويحافظ على المقدرات ويحمل الصدقية الكاملة مع نفسه وشعبه وأمته.

لن يطول الزمن بإذن الله تعالى ومن نراه بأم أعيننا اليوم وأمس لهو دليل على صوابية المنهج وصحة الطريق وأن كل من يجري على أيدي المخالفين لا يشكل إلا أذى مقابل النتائج المترتبة بعد ذلك من الوصول إلى الهدف.

امض حماس فوالله الذي لا اله إلا هو ليكون لك شأن عظيم ما تمسكت بدينك وكتاب ربك وسنة نبيك وسلكت طريق الجهاد والمقاومة واحتضنت شعبك وكنت بجواره في السراء والضراء والشدة والفرج ، به بعد الله تنتصر، فأمضي حيث أراد الله لك أن تكوني ولا تيأسي أو تترددي فوعد الله ناجز "  إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد".، فالنصر قادم لا محالة، فامض حماس.

البث المباشر