لم يتوقف الدعم الاوروبي الشعبي لقطاع غزة طيلة سنوات الحصار الثمانية، فتوافدت قوافل عدة إلى غزة بهدف كسر الحصار، كما عقدت فعاليات حول العالم للحديث عن معاناة الغزيين وحقهم في العيش كبقية الشعوب.
هذه المرة تستعد الحملة الأوربية لكسر الحصار عن غزة لتنظيم فعاليات عدة ستنشط في الذكرى الثامنة لحرب الفرقان داخل العواصم الاوروبية تزامنا مع ذكرى اليوم الأول للحرب حتى نهايتها.
أسابيع الحصار والمقرر انطلاقها خلال أيام، ليست الأولى التي يبادر من خلالها النشطاء الأوروبيين لرفع الحصار عن غزة، ومع ذلك لاتزال الأمور تراوح مكانها دون تغير رغم اختلاف السياسات الاوروبية تجاه القضية الفلسطينية.
الصورة الاسرائيلية هشة
من برلين قال خميس كرت عضو الحملة الأوروبية لكسر الحصار إنهم يستعدون لإطلاق حملتهم لتذكير العالم بما يمارسه (الإسرائيليون) ضد المدنيين في غزة، مشيرا إلى أن حملتهم جاءت لفتح المعابر وكسر الحصار في ظل الجهود المتضافرة في أوروبا.
وأوضح "للرسالة نت" أن العديد من الفعاليات والأنشطة ستعم القارة الأوروبية طيلة الاثنين وعشرين يوما للتنديد بالحصار، لافتا إلى أنها ستتنوع ما بين لقاءات مع رؤساء الوزارات ووزراء الخارجية فكل بلد ستحدد الفعالية التي تناسبها.
وبحسب كرت فإن الجهات المشاركة في اسابيع الحصار ليس لها لون واحد بل تجمع الكثير من الجنسيات وتضم مشاركات تابعة لأحزاب حكومية في القارة الأوروبية.
وعن تأثير تلك الاسابيع على كسر الحصار يقول: "للفعاليات مردود سيكون من خلال تغيير المواقف السياسية تجاه القضية الفلسطينية (..) التغيير لا يتم خلال أيام بل عبر تراكم الجهود والتي تمخض عنها في الآونة الاخيرة اعتراف بالحق الفلسطيني".
ولفت كرت عضو الحملة إلى أن أهمية فعاليتهم تكمن في تحريك ملف القضية الفلسطينية بعدما باتت الصورة (الاسرائيلية) هشة في نظر الأوروبيين.
وكانت الحملة الأوروبية خرجت في بيان صحفي قالت فيه أنها ستنطلق في عشرات المدن الأوروبية، للتضامن مع المواطنين المحاصرين في قطاع غزة، وللمطالبة بفتح معبر رفح البري، والمسارعة في إعادة إعماره.
وبحسب البيان فإن الحملة ستدعو إلى منح سكان قطاع غزة حقهم في ميناء بحري يربط غزة مع أنحاء العالم، بما يضمن لهم حقوقهم الأساسية، كالتنقل والعيش بكرامة.
سنطفئ الأضواء
منذ أيام أقيمت حملة تضامنية رمزية مع الشعب الفلسطيني في أنحاء العالم، تعتمد على إطفاء الأضواء لمدة 60 دقيقة مساء، وقضت الحملة التي انطلقت من أوروبا ثم توسعت في كل القارات، بإطفاء الأضواء بين الساعة السابعة مساء والساعة الثامنة مساء تحت شعار "لن نترك غزة وحدها في الظلام، سنطفئ الأضواء في كل مكان".
وللوقوف على أهمية تلك الحملات يقول رامي عبده أبرز الناشطين الفلسطينيين في الساحة الاوروبية: "تلك الحملات تكشف وجه الاحتلال الذي يرتكب انتهاكات وممارسات عنصرية ضد المدنيين"، مبينا أن تلك الحملات ليست من أجل حلحلة الحصار بقدر فضح الاحتلال والمساهمة في حضور أقوى للقضية الفلسطينية لدى الغرب.
وأكد أن الجهد الدولي والحراك الأوروبي ساهم في الضغط على الاحتلال للتخفيف من الحصار لاسيما بعد واقعة مرمرة التركية وما حدث في مصر من تغييرات حيث تغيرت المواقف السياسية في أوروبا وساهمت في التخفيف من الحصار.
وعن مدى تأثير تلك الحملة في الساحة الأوروبية يرى عبده أن قضية الحصار باتت محورية في المحافل الدولية كافة على الصعيدين الرسمي والشعبي، مشيرا إلى أنهم باتوا ينظرون لـ(إسرائيل) بشكل سلبي كونها قاتلة الأطفال والمدنيين العزل.
وحول المطلوب من القائمين على الحملات لإنجاحها في كسر الحصار ذكر عبده "للرسالة" أنه لا خوف من الحراك الخارجي كونه يدرك طريقه ويحقق مداركه، داعيا إلى ضرورة التحرك في قطاع غزة خاصة وانه لا يوصل الرسائل المطلوبة منه.
ولفت إلى أن المجتمع المدني والفصائل السياسية لا تقوم بدورها فهي تظهر الحصار وكأنه مفروض على فصيل واحد وليس الشعب ما يعطي رسائل سلبية تؤثر على الحراك الخارجي، مبينا أن عناوين الحصار تغيرت لذا لابد من اختيار الادوات المناسبة لتحديد أولويات انهائه.