قائمة الموقع

مسيحيو غزة ينتظرون بلوغ الـ 35 للصلاة في المهد

2014-12-30T07:36:28+02:00
كنيسة المهد
الرسالة نت - مها شهوان

كما السنوات السابقة لم يتمكن المسيحي رامز حنا  - 26 عاما-  الحصول على تصريح يمكنه الدخول إلى الضفة الغربية ليحتفل مع عائلته وأصدقائه في بيت لحم بداية السنة الميلادية.

ساعد الشاب رامز والدته الخمسينية بشراء الحلويات وبعض الملابس لتقديمها كهدايا لأقاربهم المقيمين في بيت لحم، لكن محاولاته لمرافقتها باءت بالفشل، حيث سيكتفي هذه المرة بالاحتفال فقط عبر تزيين شجرة عيد الميلاد وحيدا، دون عائلته التي حصلت على تصاريح تمكنهم اجتياز معبر بيت حانون (ايرز) بالانتقال الى الضفة الغربية.

يقول رامز بنبرة أمل: "سأصلي في كنيسة المهد قريبا رغم الضغوط التي تمارس ضدنا.. نحن محرومون من أبسط حقوقنا كمسيحيين بالصلاة في بيت لحم والقدس"، متسائلا: لا أدرى ما الخطر الذي نسببه للاحتلال عند صلاتنا في المهد والقيامة؟".

يتطلع رامز وبقية أقرانه بلوغ الخامسة والثلاثين من العمر، حتى يتمكن من الانتقال الى الضفة، وذلك نتيجة السياسة التي ينتهجها الاحتلال (الإسرائيلي) منذ 2007 حيث يضع العمر معيارا لاجتياز المعبر الوحيد بين غزة والضفة.

يذكر أن 592 مسيحيا تجاوزت أعمارهم الخامسة والثلاثين حصلوا على تصاريح لمدة شهر كامل وذلك للمرة الأولى منذ 2007، بينما رفض منح تصاريح لنحو 74 أخرين لأسباب أمنية كما يدعي الاحتلال.

تزين الشجرة

وهنا حزمت ميرا عيسى - 16 سنة - حقيبتها للصلاة في كنيسة المهد، فهذه المرة الاخيرة التي ستذهب فيها برفقة والديها إلى بيت لحم وستودع عائلتها واصدقائها هناك، تقول "للرسالة":" أشعر بالحزن كوني سأنتظر أن يصل عمري الخامسة والثلاثون حتى يسمح لي الاحتلال الذهاب الى الضفة وزيارة عائلتي واصدقائي وتأدية الصلوات في مهد المسيح وكنيسة القيامة".

وتابعت وهي تضع الهدايا الرمزية التي أخذتها من غزة لتمنحها لأصدقائها: "سأمكث شهرا كاملا هناك سأقضيها بالصلوات والدعاء للعودة في العام المقبل برفقة عائلتي واصدقائي إلى الضفة الغربية "، موضحة أنها ستفتقد كثيرا شقيقتها وأبنائها في بيت ساحور وستستمع بكل لحظة تقضيها برفقتهم فهي لا تضمن الاحتلال في الاعوام المقبلة.

وإلى بيت الخمسينية أم جورج حيث أجواء الحزن سادت بيتهم بعدما أبلغت العائلة بقرار رفض السماح لهم بدخول الضفة الغربية والاحتفال برأس السنة هناك. تقول السيدة: "للمرة الأولى التي نمنع جميعا من الحصول على تصريح وذلك لأسباب مجهولة لم نبلغ بطبيعتها".

وتضيف وهي تحاول التخفيف عن أبنائها: "سنقوم بتزين الشجرة ونعد المأكولات الخاصة بالعيد كالديك الرومي والحلويات وسنصلي في غزة فلن أجعل الاحتلال يعكر عيد أبنائي لاسيما بعد العدوان الاخير الذي قلب حياتنا حيث فقدنا الكثير من الأصدقاء المسلمين".

لم يكتف الاحتلال بحرمان بعض مسيحيي غزة الذهاب إلى الضفة الغربية، فقد صدمت نينا البندك المقيمة في السويد الالتقاء بشقيقتها بعدما اتفقت معها قبل شهور بالاجتماع سويا في بيت لحم وقضاء إجازة العيد برفقة بعضهم بعد غياب دام لأكثر من خمسة عشر عاما.

تقول نينا: "جهزت الهدايا التذكارية التي سآخذها إلى عائلتي واصدقائي، لكن قرار منع شقيقتي وأبنائها الصغار صدمني وجعلني أتراجع عن فكرة قضاء العيد في بيت لحم".

المراكز الحقوقية

بدوره ذكر جبر جلدة مدير العلاقات الدينية في كنيسة "بيرفيروس" أنه منذ عام 1998 لم يسمح للشباب الحصول على تصاريح لزيارة الضفة الغربية ، مشيرا في الوقت ذاته انه كان يسمح لبعضهم عبر المؤسسات الدولية قبل حرب الفرقان.

ولفت إلى أن هذه الاشكالية حاولوا عبر مراكز حقوق الانسان والقيادة الروحية في القدس العمل على حلها لكن دون نتيجة، مبينا أن السبب الذي تعلنه (إسرائيل) أن الشباب يشكلون خطرا أمنيا عليهم.

وأوضح جلدة أنه هذا العام سمح الاحتلال بمنح 592 تصريحًا ورفض 74 من كبار السن، رغم أن حرية العبادة تنادي بها جميع المراكز الحقوقية في أي زمان ومكان، لافتا إلى (إسرائيل) ذاتها تدلي غالبا بانها لا تعرف سبب رفضها للشبان المسيحيين.

وبحسب قوله فإن هناك عائلات كاملة يتم رفضها حيث تسعى الشئون المدنية في غزة بمساعدتهم للحصول على تصاريح فمنهم يظفرون واخرون يسعون جاهدين دون فائدة.

وتمنى في ختام حديثه أن يتمكن جميع أبناء القطاع من مسلمين ومسيحيين بزيارة المسجد الاقصى والكنائس.

يشار إلى أن عدد المسيحيين في قطاع غزة يصل إلى ما يقارب ثلاثة الاف مواطن موزعين على الطائفتين الكاثوليكية والأرثوذكسية.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00