قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال هدم 40 منزلا لبناء حديقة

"حي البستان" ..الواجهة الخضراء للهيكل

الرسالة نت - باسم أبو عطايا

القدس مرة بعد مرة .. فالحديث لا ينتهي عندما يستمر التهويد، وعندما تستمر مصادرة الأراضي ومجزرة هدم البيوت في البلدة القديمة ، وعندما تستمر جرافات الاحتلال بنبش باطن الأرض تحت المسجد الأقصى ، وتزوير التاريخ وتهويد الأرض المسلمة.

بعد " الخراب" "فخر اسرائيل "

في الوقت الذي تتعالى فيه صيحات التهديد بشن عدوان جديد على غزة ، وفى الوقت الذي تنتظر فيه إدارة أوباما رد نتنياهو على مطالبه بوقف تجميد الاستيطان في القدس ، يستمر المد الاستيطاني السرطاني المتطرف ويستمر مسلسل الاعتداء والتهويد للمدينة المقدسة فبعد "الخراب" الذي أعلن عن بنائه الشهر الماضي، وضعت سلطة الآثار الإسرائيلية وشركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس، مخططاً لإعادة بناء كنيس كبير، يبعد أقل من 200 متر عن المسجد الأقصى، ويكون أعلى من قبة الصخرة متجاوزاً أعلى المباني في البلدة.

المخطط يستهدف إعادة بناء كنيس يهودي مهدّم بُني في الحقبة العثمانية على أرض فلسطينية داخل ما يُسمّى الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس، الكنيس المذكور المسمّى «فخر إسرائيل»، أو باللغة العبرية «تفئيرت يسرائيل»، كان هدم خلال حرب العام 1948.

ووفقاً لروايات تاريخية، فإن الحركة الصهيونية اشترت قطعة أرض في البلدة القديمة في العام 1843 وأخلت قبر ولي مسلم يُدعى «الشيخ أبو شوش»، الأمر الذي أثار اضطرابات كبيرة آنذاك.

ويبعد الكنيس الجديد المخطط بناؤه، أقل من 100 متر شرقاً من «كنيس الخراب» الذي دشنه الإسرائيليون منتصف شهر آذار الماضي، ويلاصق الحي الروماني الذي يزعم الإسرائيليون اكتشافه في المنطقة.

 وتبلغ مساحته نحو 300 متر مربع على ارتفاع يصل إلى نحو 27 متراً ويشمل أربعة طوابق وستة أقسام.

المخطط يحمل مخاطر عديدة، بينها الإعلان أن بناء الكنيس مع كنيس " الخراب" يمثل ما يدعونه «عودة شعب إسرائيل إلى أرضه»، وان المخطط يندرج في إطار مخطط الحفريات الإسرائيلي في البلدة القديمة، وأن الحديث يدور عن كنيس مرتفع جداً سيكون أعلى من قبة الصخرة، بل أعلى المباني في البلدة القديمة، والهدف من ذلك من الناحية السياسية هو تغيير طابع البلدة القديمة نحو تهويدها، وتهميش المسجد الأقصى وقبة الصخرة وباقي المقدسات الفلسطينية في البلدة القديمة.

خطة "إسرائيل" تقوم على أساس «بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وهي تخطط لإعادة الشكل القديم للهيكل وفق تصوراتها، وفيه يظهر أن مكان حي البستان سيكون واجهة خضراء للهيكل المذكور، فيما تكون بلدة سلوان كلها مدينة داوود التي يدعون أنها مطمورة أسفلها».

مجزرة منازل سلوان

من هنا جاءت الإخطارات الأخيرة لأهالي سلون لهدم أكثر من 88 منزلا من منازلهم ، فقد قرر رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات أن يقايض سكان هذه المنازل المهددة بالهدم داخل الحي، بإعطائهم قطعة ارض لبناء منازل جديدة ومحال تجارية مرخصة، في مقابل هدم 40 منزلا، والإبقاء على المنازل المتبقية، فيما يضفي «الشرعية» على وجود منزل يسكنه المستوطنون يدعى «منزل يوناتان».

واشترط بركات أيضاً أن يتحمل أهل الحي تكاليف هدم منازلهم الحالية، وبناء تلك الجديدة، مشيراً إلى أنّ «120 عائلة تقيم حاليا في الحي كلها تعيش بشكل غير قانوني».

وتقول حكومة الاحتلال إن حي البستان بأكمله غير مرخص ويجب هدمه، فيما يؤكد سكانه أن الحي موجود قبل احتلال الجزء الشرقي من القدس في العام 1967.

ورفضت إسرائيل منح تراخيص لتوسيع منازله، وحصلت بعض الإضافات فقررت إسرائيل إزالتها مع الأبنية القديمة.

ويقع حي البستان إلى الجنوب من المسجد الأقصى، وهو يتوسط بلدة سلوان في القدس، التي لا تبعد كثيرا عن الحرم القدسي، ولا يوجــد تاريخ محدد لبناء الحي، لكن سكانه يؤكــدون ان فيه منازل شيدت منذ العــام 1880، وتبلغ مساحة الحي 70 دونــما ويقطــنه 1500 فلسطيني.

ووفق خطة بركات فستبدأ البلدية بإجراءات ترخيص لأربعين منزلا فلسطينيا سيجري هدمها في حي البستان، لإقامة حديقة عامة على أنقاضها، فيما يتم الإبقاء على أربعين منزلا آخر تقريبا، ويجري منحها التراخيص اللازمة.

بالتزامن مع احزان «الجمعة العظيمة» عند اليهود ، تجري خطوات ابتلاع القدس المحتلة، بثبات، حيث ان احد المخاطر يكمن أيضاً في ان الكنيس سيستغلّ بسبب ارتفاعه الكبير، كمطلّ إسرائيلي على الحرم القدسي والبلدة القديمة، وسيستغله الإسرائيليون في الأغلب لأغراض أمنية وسياسية على نحو يمسّ قدسية الحرم القدسي، وخصوصية الوافدين المسلمين إليه للصلاة والعبادة.

وهنا توجه "الرسالة نت " الدعوة والنداء  لأهل القدس « انتم لستم وحدكم وبرباطكم وصمودكم وثباتكم أفشلوا وأحبطوا مخططات الاحتلال وجماعاته اليهودية المتطرفة في اقتحام المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاتهم الخبيثة فيه».

 وكانت جماعات يهودية متطرفة وعلى رأسها جماعة «أمناء الهيكل»، قد دعت أنصارها إلى المشاركة في المسيرات التي تنظمها في القدس القديمة باتجاه الأقصى لمناسبة عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ يوم الاثنين الماضي، ويستمر لمدة أسبوع.

 ودعت هذه الجماعات إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة ما يسمى الهيكل الثالث المزعوم مكانه, ولكن لن يستطيعوا بإذن الله ثم بصمود وثبات أهلنا في القدس والأراضي المحتلة ودعوة لأهالي الضفة تحركوا الان قبل أن يفوت الأوان وتقولوا " أكلنا يوم أكل الثور الأبيض " .

 

 

 

البث المباشر