قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: سياسة جحا

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

أ. وسام عفيفة

خلال لقاء جمع د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من الكتاب والمحللين السياسيين، ضمن سياسة حماس نسمعكم وتسمعونا، تحدث الرجل بحدة وبنبرة عتاب وهو يكتشف أن جزءا من هذه النخبة يتعاطى مع الأزمة الراهنة انعكاسا لانتماءاته التنظيمية والسياسية والمصلحية، وهي تكرار لمواقف يسمعها أبو عمر في لقاءاته مع الفصائل.

على سبيل المثال: يستل بعضهم لسانه من غمده مهاجما حماس بسبب إهانة قيادي من فتح بعد تعريته خلال اعتقاله من قبل جهاز أمني في غزة، في الوقت الذي تعيش آلاف الأسر الغزية في العراء، وقد انكشف ظهر آلاف أخرى، ومئات المعتقلين "عفنوا" في سجون الضفة، بسبب تصفية حسابات أبو مازن وعجز حكومته، فيساوون بين إهانة شعب وإهانة فرد والأسطوانة الدائمة: "أزمة يتحملها طرفا الانقسام".

في معرض تعليقه خرج د. أبو مرزوق عن هدوئه المعهود ليصف بعض المواقف أنها: "انتهازية زي الزفت" وللأمر دلالاته، و"الزفت" هنا تعبير عن حال النظام السياسي الفلسطيني.

لقد برمجت فئة فصائلية خطابها ومواقفها تقليدا لسياسة جحا في التعاطي مع الأزمات الوطنية، ولمن يريد أن يتعرف إلى سياسة جحا إليه نموذجا:

قيل لجحا ذات يوم أن هناك حريق كبير شب في القرية المجاورة فقال وما همي ليس بقريتنا، يا جحا الحريق أصبح على مشارف قريتنا، ما همي لم يصل بعد إلى قريتنا، يا جحا الحريق أصبح في قريتنا، لا بأس مازال بعيداً عن حينا، يا جحا الحريق أصبح في حيك، ما همي فهو بعيد عن بيتي، يا جحا الحريق أصبح في بيتك فردّ: ما دامت بعيدة عن "طي...." فأنا بخير.

بعد ساعات من لقاء المثقفين كشف د. أبو مرزوق عن وعد جديد من رئيس الوزراء رامي الحمد الله بحل كل مشكلات قطاع غزة بعد 4 أسابيع،وكأن كلام الليل مدهون "بزبدة"، نفت حكومة الحمدالله، وولعت غزة، وأمام هذا المشهد لن نغرق في التحليل حتى لا نحبط الناس وسنكتفي بإهداء الحمد الله أغنية "الاطلال".

البث المباشر